تعمل المملكة العربية السعودية بجد لتثبيت موقعها الاقتصادي على خارطة المنطقة. ففي غضون ستة أشهر فقط، تم الإعلان عن مدينتين اقتصاديتين، الأولى في غرب والثانية في شمال المملكة المترامية الأطراف.

فقد تم إطلاق مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إلى الشمال من مدينة جدة قبل نحو نصف عام فقط. تبلغ كلفة هذا المشروع الضخم نحو مليار دولار. تقوم شركة (إعمار) ومقرها دبي بتطوير مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

المدينة الاقتصادية في حائل

يحمل المشروع الجديد مسمى (مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية) ويقع في منطقة حائل الواقعة على بعد كيلومتراً شمال غرب العاصمة الرياض. تم الكشف عن المشروع في شهر ينويو/ حزيران الماضي.

تبلغ مساحة مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية مليارات دولار أميركي على مدى عشر سنوات. وسوف تتحمل مؤسسات القطاع الخاص بقيادة شركة (ركيزة القابضة) مسألة تأمين التمويل لغرض الاستثمار. سيتم بناء المدينة على مساحة قدرها مليون متر مربع. ومن المنتظر أن يتم بدء العمل في مشروعات البنية التحتية في شهر سبتمبر/ أيلول بقيمة مليار و مليون دولار، إذ سيتم التركيز في بادئ الأمر على إنشاء ميناء جديد و محطة للمسافرين عن طريق البر و مركز للإمداد والتموين والمناولة.

ستة أنشطة رئيسية

يشمل مشروع مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية على ستة أنشطة رئيسية وهي: خدمات النقل والخدمات اللوجستية، الخدمات التعليمية، الخدمات الزراعية، الخدمات الصناعية والتعدين، الخدمات الترفيهية، منطقة سكنية.

تتضمن خطة خدمات النقل والخدمات اللوجستية إنشاء مطار دولي. أما المنطقة التعليمية فسوف تضم عدداً من الجامعات والكليات والمدارس والمراكز البحثية لتغطية احتياجات ألف طالب وطالبة في منطقة حائل. أيضا سيتم تخصيص منطقة كاملة في المدينة الاقتصادية للخدمات الزراعية لغرض الاستفادة من عملية الإنتاج الزراعي والتي تشتهر بها منطقة حائل. كما سيتم العمل على الاستفادة من الموارد الطبيعية التي تتمتع بها المنطقة مثل المعادن والمواد الخام لغرض إنشاء صناعات تحويلية جديدة. أيضا تشمل الخطة إقامة الكثير من الفنادق والمجمعات التجارية، وذلك في الاستثمارات في الخدمات السياحية والترفيهية. أخيراً من المأمول إنشاء ألف وحدة سكنية لتوفير السكن إلى ألف شخص. يعيش في منطقة حائل في الوقت الحاضر نحو ألف نسمة.

ينتظر أن تساهم المدينتان الاقتصاديتان في تعزيز القدرة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية على مستوى المنطقة بأسرها. تمنياتنا بالتوفيق للمملكة العربية السعودية وهي تعمل بكل جد في ممارسة دورها الريادي بين اقتصاديات دول المنطقة.

كما نأمل أن يتفهم متخذ القرارات الاقتصادية في بلادنا بأن هناك جهات منافسة تعمل من دون كلل في سبيل تحقيق الآمال الاقتصادية لشعوبها. ففضلا عن السعودية هناك منافسة من إمارة دبي فضلاً عن دولة قطر