كم دورة مرت على مجلس النواب... حقق فيها نواب الشعب إنجازا يذكر للرياضيين أو الشباب؟ طبعا الإجابة لاشيء , ولن أقول "صفر على الشمال". لان هذه حقيقة لا مجادلة فيها. ومن يريد أن يخالفني الرأي فليذكر إنجازا واضحا وشاهدا للعيان.

الأمر الذي أتمناه دائما أن يكون الشباب في طليعة هموم النواب المحترمين. وأن يلتفتوا بشكل جدي إلى النواقص الكبيرة التي تواجههم وتؤثر على مستقبلهم العلمي والعملي والاجتماعي، والرياضي الذي هو مجال تخصصنا. فالأندية على سبيل المثال، ولا أقصد الأندية الكبيرة مثل المحرق والأهلي والرفاع والنجمة والشباب... لا، إنما بقية الأندية المحرومة من مقار نموذجية وموازنات ضعيفة وشحة في الإمكانات. وهو حال غالبية مراكز الشباب ان لم تكن الاسوء. لذلك أتمنى أن يقوموا بزيارة خاطفة إلى احدى الدول العربية الواقعة في شمال إفريقيا ليتعرفوا على الدور المهم الذي تلعبه مراكز الشباب، فتكاد تكون البيت الثاني الذي يحتضن الأولاد والفتيات صغار السن وحتى نهاية مرحلة الشباب أي بعد تخرجهم من الجامعة.

وقد سبق لي الكتابة عن دور ممثلي الشعب وإهمالهم قضايا الشباب وذكرت مبنى نادي التضامن النموذجي الذي وضع حجر أساسه سمو ولي العهد العام 2002 وأصبح لزاما تنفيذه من قبل الحكومة، إلا أنه أهمل تنفيذه من الجهات الرسمية، وأهمل من ممثل الدائرة المنتخب، ولم يطالب بحق أبناء منطقته تحت قبة البرلمان، حتى غدا اليوم بناء المبنى ضربا من ضروب الخيال، ويعد بمثابة تقصير دامغ من ممثلي الشعب.

عموما، خبر اليوم هو قرار نواب الشعب مناقشة تحريم كسر الشفرات للقنوات الخاصة والرياضية منها، ما جعل الكثير من الشباب الرياضي يتساءل بحسرة ويقول "ما قدروا على الحمار فحطوه في العدة" وهو مثل دارج يقال للشخص الضعيف غير القادر على تحمل المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، فيتهرب من حلها إلى مشكلات أخرى تافهة.

لأن نواب الشعب أمامهم قضايا كثيرة يجب أن يناقشوها تحت قبة البرلمان تفوق بكثير قضية كسر شفرات القنوات المشفرة، وهي القنوات التي تكاد تكون هي الوسيلة الوحيدة التي تخفف عن هموم الشباب وتقتل أوقات فراغه المقيت. لذلك أتمنى ألا تكون مناقشة هذه القضية بمثابة "عدة الحمار" بعد أن استعصى عليهم طرح القضايا الأقوى والاهم والأجدر