أبلغت ايران القوى العالمية برغبتها في استئناف المحادثات التي توقفت لفترة طويلة لكنها لم تحدد ما اذا كانت مستعدة لمعالجة المخاوف بشأن أنشطتها النووية وهو ما تصر عليه هذه القوى.
وقدمت طهران التي تواجه عقوبات صارمة تستهدف صادراتها النفطية الضرورية للاقتصاد عرض استئناف المحادثات في رسالة بعثت بها لمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون حصلت رويترز على نسخة منها اليوم الخميس.
وجاء ذلك بعد يوم من إعلان ايران عن إحراز تقدم على عدة أصعدة في مجال المعرفة النووية وتهديدها باجراءات اقتصادية ثأرية الأمر الذي أدى الى ارتفاع أسعار النفط فيما يمكن ان يكون تحركا لتحسين وضعها قبل اي مفاوضات جديدة. وتعهد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس بالا تحيد بلاده عن طريقها النووي ليعلن التلفزيون الرسمي بعدها عرض استئناف المحادثات بعد توقفها لمدة عام في لفتتات متعارضة تصعب معرفة نوايا ايران الحقيقية. وقال خطاب رئيس وفد التفاوض في المحادثات النووية الإيرانية سعيد جليلي إنه ستكون لديه "مبادرات جديدة" لكنه لم يفصح عنها. وأشار مرة واحدة وبشكل منفصل الى "المسألة النووية الإيرانية" دون أن يذكر ما اذا كانت طهران مستعدة للتفاوض بشأنها. وكانت رسالته ردا على رسالة بعثت بها اشتون في اكتوبر تشرين الأول قالت فيها إن القوى الكبرى يمكن أن تجتمع مع ايران في غضون اسابيع اذا كانت مستعدة "للمشاركة بجدية في مناقشات مجدية" ومعالجة المخاوف المتعلقة بأنشطتها النووية. وقال جليلي إنه يرحب بتصريحات سابقة لأشتون عن احترام حق ايران في استخدام الطاقة النووية سلميا.
وقال في الرسالة التي كتبت بالانجليزية وحصلت رويترز عليها "لا شك -مع الالتزام بهذا الاسلوب- في أننا يمكن أن نبدأ محادثاتنا أو تعاوننا المستند إلى مفهوم الخطوة خطوة والمعاملة بالمثل فيما يتعلق بالمسألة النووية الإيرانية." وأضاف الخطاب "التعامل البناء والإيجابي مع المبادرات الجديدة للجمهورية الإسلامية في جولة المحادثات هذه يمكن أن يفتح آفاقا إيجابية لمفاوضاتنا." وقال جليلي "لذلك ... اقترح استئناف محادثاتنا من أجل اتخاذ خطوات أساسية للتعاون المستدام في أقرب فرصة في مكان وموعد يتفق عليهما." وأضاف "نبدي استعدادنا للحوار حول مجموعة من القضايا المختلفة والتي تمثل أساسا لتعاون بناء في المستقبل." وأكدت متحدثة باسم اشتون تسلم الرسالة امس الأربعاء قائلة إنها تقيمها وستتشاور مع القوى الست بشأن الرد. وتتولى اشتون الملف الإيراني نيابة عن ست قوى عالمية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا. وتوقفت المحادثات منذ عقد اجتماع في اسطنبول في يناير كانون الثاني 2011 لم يسفر عن إحراز تقدم. وقال سفير إيران لدى روسيا محمود رضا سجادي في مؤتمر صحفي إن طهران لن تقبل "شروطا مسبقة" كي يتم إحراز تقدم في اي محادثات. وكان يرد على سؤال حول اقتراح روسي ينطوي على اتخاذ إيران إجراءات تشمل وقف عمل عدد من أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم للمستوى الحالي مقابل ضمانات بالا تواجه عقوبات إضافية وذلك كخطوة أولى نحو حل الأزمة. وقال إن خطط قطع إمدادات النفط الإيرانية لأوروبا ستفيد الجمهورية الإسلامية التي اعتمدت بدرجة كبيرة في الفترة الماضية على واردات الوقود وانها ستزيد انتاجها من الوقود المكرر. وأضاف "الشعب الإيراني سيثبت ان بإمكانه استغلال الحظر كفرصة."
وأعلنت ايران تحقيق ثلاثة إنجازات نووية. ومن بين هذه الإنجازات "جيل جديد" من اجهزة الطرد المركزي قادر على تخصيب اليورانيوم بسرعة تبلغ ثلاثة امثال النموذج القديم الذي تستعمله الآن علاوة على زيادة كبيرة في أعداد اجهزة الطرد المركزي المتاحة للتخصيب وتزويد مفاعل بحثي بأول دفعة من الوقود المنتج محليا. ونفت وزارة النفط الإيرانية تقريرا بثته وسائل إعلام حكومية مفاده أنها أوقفت تصدير النفط لست من دول الاتحاد الأوروبي بينما أبقت على الخيار بوصفه هجوما وقائيا ضد خطة للاتحاد لفرض حظر على النفط الإيراني اعتبارا من الأول من يوليو تموز. وايران هي خامس اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وتصدر 2.6 مليون برميل يوميا يذهب نحو خمسها الى دول اوروبية.