في السياسة يجب ألا يكون المرء متفائلاً كثيراً، ولا متشائماً كثيراً، بل أن يكون واقعياً ويرى الأمور بعين المستقبل.
كل حركات الإصلاح والتغيير في التاريخ مرّت بمنعطفات ومرارات، وما تشهده بلدان الربيع العربي ليس بِدعاً ولا غريباً. بل إن وزير خارجية تركيا داوود أوغلو، وهو شخصٌ له رؤيةٌ في السياسة الدولية، قال «إن الربيع العربي تأخّر عشرين عاماً». وهو رأيٌ يعتنقه كثيرٌ من السياسيين والمفكرين والحقوقيين والمثقفين في البلدان العربية عموماً.
في أواخر العام 2010، كان زين العابدين بن علي قد أكمل ربع قرن من حكم تونس، ويأمل بالتجديد لنفسه للمرة السادسة! وحسني مبارك قد أكمل 32 عاماً ويعدّ العدّة لتوريث مصر وشعبها لابنه جمال، بعد أن أفرغ البرلمان من بقية المعارضة ليكون برلماناً تابعاً بالكامل. وكان معمّر القذافي قد نصّب نفسه ملك ملوك أفريقيا، ويجهّز لتوريث ليبيا وشعبها إلى ابنه سيف الإسلام. وكان علي عبدالله صالح يقبض على رقاب اليمنيين ويعد العدة لتوريث الحكم لابنه أحمد. وكان قد مضى 11 عاماً على وراثة بشّار الأسد الحكم من أبيه، ويأمل بأن يحكم مثله ثلاثين عاماً، بمساعدة حزب مغلق وبرلمان كسيح.
البلدان العربية كلها كانت مشاريع توريث بالجملة، أرضاً وشعباً ومالاً عامّاً. طبقاتٌ حاكمةٌ تفكّر بالبقاء في الحكم إلى ما لا نهاية. التغيير ليس وارداً... «أليس لي مُلكُ مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تعقلون. أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهينٌ ولا يكاد يبين». ونكتشف أن بن علي بدأ يفهم شعب تونس بعد خمسة وعشرين عاماً. ويسخر جمال مبارك من شباب «الفيسبوك» المصريين الذين سيصبح ولي أمرهم! ويخرج القذافي الذي حكم الليبيين أربعين عاماً ليصفهم بالحشرات. ويظهر صالح ليتفاخر بالرقص على جثث اليمنيين الذين وصفهم بالثعابين.
لقد بدأ العام 2011 باكتشاف مهم: لم تكن في هذه المنطقة شعوبٌ، وإنّما قطعانٌ من البهائم. لم يكن هناك بشرٌ لهم كرامةٌ، وإنّما مجرد ثعابين وحشرات. المطلوب من هذه الشعوب أن تظل في رتبة الزواحف، بنسائها ورجالها، ومثقفيها ومفكريها، وعلمائها وعمّالها. عليهم جميعاً ألاّ يفكّروا بمستقبل أطفالهم، لأنهم مجرد متاع منقول سيتركه الحكام الحاليون لأبنائهم فيما سيرثونه من قصور وعقارات وأنعام!
في نهاية العام 2010، خرج من بين الجموع المستضامة شابٌ تونسي أحرق نفسه احتجاجاً على مصادرة عربته التي يبيع عليها الخضراوات. شابٌ جامعيٌ مقموعٌ، صادر بن علي لقمته، ومنعه من كسب رزقه، فأشعل في جسده النار لتنتشر في كلّ الهشيم.
المشهد العربي ليس مُفرحاً كثيراً، ولكنه ليس مُحزناً كثيراً أيضاً، وهذه ضريبة التغيير. لقد قيّض الله للتغيير جيلاً نُزعت الرهبة من قلبه، بينما هرِمَ الجيل السابق وشاب. جيلٌ قادمٌ كالقدر الذي لا مفرّ منه، والتيار الذي يجتاح السدود.
إنه جيل الأمل الذي جاء ليقلب الموازين ويغيّر الخرائط العربية، بعدما اختار الوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3449 - الأربعاء 15 فبراير 2012م الموافق 23 ربيع الاول 1433هـ
جيل النهوض و العنفوان
كنا نسخر من جيل الشباب و نعتبرهم تافهيين و ليس لهم هدف سوى متابعت المباريات و احدث انواع الهواتف النقالة و لكن هبوب نسائم الربيع العربي اثبتت لنا انهم جيل النهوض و الصحوة و لو كانوا موجودين منذ 20 عام لكان الحال غير الحال فتحية لكم يا قادة الحاضر و بناة المستقبل الزاهر.
حاجز الخوف
جيل كسر حاجز الخوف ...
الحقيقة
نعم هذا هو الواقع جيل لايعرف الخوف كلام خرج من القلب فيقع في القلب
نعم سيدنا انه جيل الطوفان الذي لايبقى ولايذر
جيل كبطاريه شحنت بلقهر والاقصاء لسنين ترى لو كان
امر الامه في يد هذا الجيل لما خسرنا اي ارض من اراضينا
العربيه هذا الجيل لايعرف الا الامل رغم شح الامكانيات وضيق
اليد جيل اول مايقدم عمره وحياته فداء لمعتقداته وهذا الامر
اللي ما اليه حل ياسيد لان بعد العمر ليس عند الانسان مايخسره
وهذا سر القوه والصمود اصرو على الحياة بكرامه او الموت في
عز لم تغرهم شهوات الدنيا وبريقها وكما قال سيد المتكلمين
عندما تلونت له الدنيا غري غيري كفرو بلموت كنهايه وتطلعوا
لحياة ما بعد الموت انهم الطوفان..ديهي حر