في كل أسبوع أعدُّ نفسي لأكتب لكم شيئاً آخر. أنْ أحملكم خارج السياسة وأحمل معكم نفسي. أنْ أنأى بنا جميعاً عن عالمها الذي لم يكن قبل عام واحد يهمنا كثيراً. أصبحنا منذ عام في قلب السياسة، في قلب الحدث، يهمس أطفالنا بها. نعيش الحياة كما تقتضي لنا وربما نهجر الحياة أحياناً بسببها، فاعذروني، لا أملك قدرة الوفاء بعهدي هذا. لا أستطيع إلا أن أحدّثكم عمّا نعيشه جميعاً، وأصرخ معكم بما يوجعنا ونعانيه ويُطلب منا أن نتعايش معه بصمت يخنق ما تبقى من وطن لا تتطابق صورته الإعلامية بالخارج مع ما هو عليه وطن اليوم.
مرّ عامٌ ولايزال الناس ينادون في الشوارع، وعبر القنوات، وفي مواقع التواصل. صراخٌ يتعدى قمة هذا الوجع الذي نعيشه، ولا مبرّر للتمويه أننا بخير، وأن الأمر لا يستحق النظر إليه، أو التوقف عنده. الناس تصرخ اليوم، وتغضب غداً، ويوجعها ما يحدث لها، ويرعبها ما يحاك لها في الظلام، وما يرسم لها من أقدار.
قبل عام من الآن تغيّر المشهد تماماً في شوارع وطننا، هذا الوطن الذي لم يختبر يوماً قسوة المجنزرة، لكنها فعلت وتركت في شوارع الوطن جرحاً غائراً، وفي قلوبنا كان الجرح عميقاً أيضاً. وكنا مرعوبين، حد الارتعاش كلما رأيناها. اختبأ الناس في بيوتهم التي لم تعد آمنةً بعد تلك الليلة، ومضى عام على ذلك. اختبر فيها الناس كل مخاوفهم، واجهوها، عاندوا أقدارهم، واختار البعض اليوم أن يمضي إلى قدره، ذات القدر الذي كان يختبئ منه. اختبروا كل مخاوفهم وما عاد شيء يخيفهم بعدها. يريدون أن يتخلصوا من كل ما سكنهم من خوف منذ عام. لهذا هم يواجهون مصيرهم وحدهم، يهرولون نحوه، وبعضهم ينتظره. القمع لم يحل المسألة قبل عام، ولن يحلها اليوم. فصل الناس وتجويعهم، ملاحقتهم واعتقالهم، تهديدهم وترويع أطفالهم، كل ذلك عقّد الأزمة ولم يحلها. وما حدث أثبت أننا نعيش في بلورة مكشوفة، وأن لا خصوصية لنا أبداً، فالناس تحارب الدول البوليسية في كل مكان وزمان. يريد الناس أن يثقوا بأنظمتهم وأن تثق بهم أيضاً، ويريدون سلطةً لا تحاربهم لتبقى، بل تحارب من أجلهم. يريدون تلك الدولة المدنية التي وُعدوا بها منذ عقد من الزمان، وأثبت ما حدث أننا أبعد ما يمكن عنها.
الزمن يموت بتكراره، فلا تعيدوا 2011 فقد كان عاماً موجعاً لنا جميعاً، وأخطاؤه كانت كارثيةً على الجميع، ليس على المواطن فقط، بل حتى على السلطة، التي تواجه اليوم مواطنين يكافحون ليس من أجل أمنهم فقط، بل بقائهم وأجيالهم القادمة، وثقافتهم وفرصهم في هذا الوطن.
الناس تكافح من أجل أن لا تندثر، ومن أجل وطنٍ يُحبُّهم كما يحبونه لا أكثر وبالطبع ليس أقل
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3449 - الأربعاء 15 فبراير 2012م الموافق 23 ربيع الاول 1433هـ
عندما يهمس الجرح
اعرف كل زوايا وطني ....اعرف ظله ..اعرف اني بعد اليوم لن اختبئ في عباءة امي اعرف ان بيع وطني وألباسه شر حله صار مستحيل .... قد قرر وطني انه ساكن في وانا فيه فلن اضيع الزمن لا بد أن يكون خير وطن
ماعاد
اختبروا كل مخاوفهم وما عاد شيء يخيفهم بعدها. يريدون أن يتخلصوا من كل ما سكنهم من خوف ولا تراجع والتنازل
نعم
الكل يريد الافضل و المستقبل المشرق
لا احد يريد العيش في الظلام
نعم يا شمس المنامه
ما عادت البحرين بحرين يبنيتي
كاننا في دوله من دول
افريقيا المتناحره والتى لم
تعرف التحظر بعد وكل ما ترينه
ونراه من تمزيق لبقايا الوطن
المدمر من اخره لاخره لا يخرج
في هندسة البعض عن سياق
حفظ النظام ولا ادري اي
نظام يقصدون
يبنيتي احنا في ارض دلمون
المقدسه ارض الحضاره قبل
ان يكتب
التاريخ هذه ارادوس هذه
تايلوس هذه ارض الخلود
نحن في ارض
له احكام خاصه في الاسلام
كونها دخلت الاسلام دون حرب
هذه ارض
السلم والسلام سنه في تاريخ
الدمار طويله وطويله جدا
الم تشبع
تشفي منك قلوب العابثين
افديك ياوطنى..ديهي حر