«جزيرة بلا سواحل» هو التعبير الذي اختاره أحد الأصدقاء العرب في وصف مملكة البحرين حين زارها مؤخراً، ولم يجد بها ساحلاً واحداً «بِكرا».
كانت صدمته بالإسفلت المتعاظم في المدن والقرى وبالقرب من السواحل «السابقة» لا يمكن إخفاؤها، وبدت لوعته قريبة للوعة إحدى النساء الكبيرات في السن التي باحتْ إليَّ بها ذات «توصيلة عابرة» بعد أن وجدتها في الشارع تبحث عن مُنْقِذٍ في يوم ذكرى وفاة النبي (ص) الذي تميّز ببرودته الشديدة، ليوصلها من مدينة حمد إلى المنامة لحضور مجلس العزاء في الصباح الباكر، ويرحمها من تعب الانتظار.
أوصلتها لهدفها وكنت مستمتعةً جداً بحديثها الذي عرّفني على جغرافيا البحرين القديمة، فكانت العجوز تتنهد كلما وصلنا إلى منطقة جديدة كانت بحراً في سابق الأيام، وتخبرني عن ذكرياتها معها. وازدادت لوعتها حين وصلنا إلى ضواحي المنامة حيث عاشت طفولتها بالقرب من البحار والينابيع، وكانت أكثر المساحات خضراء أو زرقاء قبل أن يغزو الرمادي هذي الطرقات.
البحار في موطني باتت نادرةً خصوصاً تلك المتاحة لعامة الشعب ممن لا يستطيعون الذهاب إلى المنتجعات غالية الثمن، التي حلت محل كثير من السواحل التي طالما لعبنا بها وركض على ترابها أطفالنا.
أتذكر عبارة كتبتها الصديقة سارة المزعل ذات تغريدة: «الآن فهمت... الآن عرفت لماذا في وطني يتفوق الطفل في الجغرافيا ويعجز عن استيعاب تعريف الجزيرة»! وهذه هي حال الأطفال البحرينيين الذين لن يشهدوا وجود السواحل في وطننا بعد كل عمليات الردم التي أهلكت تلك البحار والتلوث الموسوم به بعضها الباقي الذي يصارع الدمار.
سواحل تعد على أصابع اليد الواحدة تلك المتاحة للشعب، ولشدة ندرتها باتت تشهد في ليالي الإجازات أو تلك التي تتميز بنسيم عليل ازدحاماً شديداً من الأهالي الذين يبحثون عن مكان «نظيف» يتمتعون من خلاله بجمال الجو، ويشعرون بمعنى أن يكون وطنهم جزيرةً تحيط بها المياه من كل جانب، ولكن هذا الازدحام يقلق راحتهم ويزيد من حنقهم على المتنفّذين الذين سيطروا على معظم السواحل في هذه الجزيرة التي غدت جزيرة من أسفلت.
ما لفت انتباهي في حديث الصديق العربي أنه قال: «الإسفلت أيضاً يكاد يغزو جميع أرواح البحرينيين لما لاقوه من أذى وتعب، وبعد أن انتشرت الطائفية بينهم».
فهل وصلنا إلى هذا في الواقع وأثر الإسفلت في أرواحنا؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3449 - الأربعاء 15 فبراير 2012م الموافق 23 ربيع الاول 1433هـ
شكرا لك
بالفعل البحار أصبحت ضالة مفقودة في البحرين والدليل أننا لا نحصل عليها أبدا
أهمية السواحل لأقتصاد مملكة البحرين
في جميع دول العالم السواحل لها طابع جمالي ولها دور كبير في الأقتصاد وذلك من خلال جلب السواح للراحة والأستجمام والترفية وإيجاد فرص عمل كثيرة لمواطنيهم من خلال عمل الحدائق والملاعب والمطاعم الصغيرة والمقاهي والاسواق الشعبية والقوارب الصغيرة للتجول ورياضة المشي والمسابقات الرياضية ومحل لهواة الغوص وسباق القوارب والتجديف وغير ذلك. وهذا يتتطلب عمل وتخطيط جيد لسواحل مملكتنا الحبيبة.
ياسوسن الخير والامل
يبنيتي بطرحك اليوم موضوع السواحل اثار في خاطري اكثر من تسائل اين البلابل اين الباسقات من النخيل اين الينابيع
اين الاشرعه والصواري وبقايا مراكب الغوص التى بقت بقايا في الذاكره للذكرى لايسعنى بعد قراءه مقالك الا ترديد
لوتبي عذاري تحكي اليوم وقل لها
ياعذاري الماي وينه اشبدله
الله ياخير اول اسئل هل البحرين
ذاك الزمان الزين يحكي عن الطيبين
وقول اخر
بيعوني في سوق الحراج برخيص لو فلسين
بيعوني بس يبقى النخل ويبقى البحر بحرين
وين السواحل والبحر يبنيتي اكلهم ابوهم..ديهي حر
ابوشبر
اسرق ما تشاء, في النهايه سيكون ابوشبر(القبر) هو المصير و سوف تدفن مثل النفايات المتعفنة.
البحر محاصر في قريتي ونحن كذلك
سلمت يداك استاذتي فالبحر في مديني محاصر والساحل في مدينتي محاصر ونحن هنا محاصرون. نبحث عن مكان نظيف يأوينا كما ذكرت ولمن لا نجده بسبب هؤلاء السراق . شكراً لك اختي الكريمة هذا العمود