أظهرت دراسة ألمانية أن الكثير من الأطفال يتعاطون مضادات حيوية لعدم وجود أطباء بالقرب منهم. وحسب الدراسة التي أجراها خبراء بتكليف من مؤسسة بيرتلسمان التي أعلنت عنها اليوم الأربعاء في مدينة جوترسلوه الألمانية فإن نسبة تعاطي الأطفال الألمان لمضادات حيوية يرتبط بمكان عيشهم حيث تبين أن الأطفال في شمال شرق ألمانيا يتعاطون مضادات حيوية ضعف نظرائهم في جنوب ألمانيا.وتعقيبا على ذلك قال رئيس اتحاد أطباء الأطفال في ألمانيا، فولفرام هارتمان، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب .أ):"يبدو أن توضيح ذلك يكمن في أن المضادات الحيوية تعطى أكثر للأطفال في الأماكن التي يقل فيها الأطباء".
ويرى هارتمان أن نتيجة الدراسة تؤكد أن الأطفال يحصلون على مضادات حيوية أقل عندما يكون الأطباء مسئولين عن علاجهم "فالأطباء يعرفون على سبيل المثال أنه عندما يكون الأطفال مصابون بالتهاب غير صديدي في الأذن الوسطى فإنه لا يوصى باستخدام المضادات الحيوية في علاجهم إلا في حالات استثنائية.. كما أنهم غالبا ما يعرفون الأطفال والشبيبة منذ أن كانوا يعالجونهم في الصغر ويستطيعون تقدير آلامهم بشكل أفضل من مجموعات أخرى من الأطباء ليس من بينهم أطباء أطفال إلا في حالات استثنائية".ويرى هارتمان أن الأطباء غير المتخصصين في طب الأطفال يسارعون في كثير من الحالات وتحت وطأة العمل واضطرارهم إلى علاج الكثير من المرضى في وقت قصير إلى وصف المضادات الحيوية لمرضاهم من الأطفال.وأشار الطبيب الألماني إلى أنه من الأفضل في علاج التهاب الأذن الوسطى غير المتقيح استخدام مادة مسكنة ومثبطة للالتهاب مع أدوية معروفة للطبيب ليس من بينها مضادات حيوية.يشار إلى أن هناك تحذيرات كثيرة من قبل خبراء الأدوية من كثرة تعاطي المضادات الحيوية وذلك حتى لا تفقد هذه المضادات تأثيرها على الجسم بسبب اكتساب الأنواع المختلفة من البكتريا مناعة ضد هذه المضادات بمرور الوقت.
