العدد 3448 - الثلثاء 14 فبراير 2012م الموافق 22 ربيع الاول 1433هـ

معارضة المعارضة ليست معارضة (2)

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في مقالي السابق تحدّثت عن معنى المعارضة بشكل عام، ومعنى المعارضة السياسية كما هو معروف في علم السياسة، إذ إن معنى المعارضة «انتقاد حزب من الأحزاب أو فئة لأعمال الحكومة أو السلطة والتصدي لها بإظهار عيوبها».

وكانت الردود مختلفة، مع أن عدداً من المتابعين وقع في لبس واضح في فهم معنى «المعارضة»، وبالخصوص عندما تحدّثت عن أن معارضة المعارضة ليست معارضة. ففي الدول المتقدمة والديمقراطيات العريقة، المعارضة والسلطة تتبادلان المواقع والمراكز عن طريق إجراء انتخابات حرة ونزيهة، يكون فيها الشعب وحده مصدر السلطات، فمرةً يعطي السلطة لهذا الحزب، ونتيجة لذلك يصبح الحزب الآخر معارضةً، وفي انتخابات أخرى يقلب الطاولة على السلطة ويجعل من المعارضة سلطةً، ومن السلطة معارضة.

وبين الطرفين سواءً كانا معارضة أو سلطة، هناك مؤيدون وموالون لهما، فلا يمكن أبداً أن نصف الموالين للسلطة بأنهم معارضة لأنهم بالتأكيد يميلون إلى جانب السلطة ويوالونها في كل شيء، وبالتالي لا يمكن أن نقول عنهم معارضة، وكذلك الحال بالنسبة غلى المعارضة فموالوها لا يمكن أبداً أن نسميهم موالين للسلطة؛ لأنهم بالتأكيد يحملون أفكار المعارضة ويتبنونها.

إذاً من يتماشى مع السلطة أو يأتمر بها لا يمكن أن يعارضها، ولا يمكن أن يحمل مسمى المعارضة. كما لا يمكن أن تكون هناك معارضة لمعارضة؛ لأن هذا إلغاء للمفهوم وإعادة إلى حقيقة الأمر وهو أن «معارضة المعارضة» هي السلطة أو موالاة السلطة. هذه ليست إساءة أو إهانة لأحد، بل هو توصيف عام، ونتاج لقناعات يرونها صحيحة وتستحق تبنيها.

السياسة تختلف في الديمقراطيات العريقة ضمن إطار دستوري، ولذا تتشكل الجماعات في أحزاب، جميعها تتنافس للفوز برضا الشعب كونه مصدر السلطات، وذلك عبر الانتخابات. وفي هذه الحال فإن السلطة والمعارضة جزءٌ من تداول الشأن العام.

إن أي طرف يقحم نفسه في الصراع السياسي يجد نفسه إمّا مع السلطة وإمّا مع المعارضة، مع التشديد على إمكانية وجود أكثر من معارضة في آن واحد، ولكن هذه المعارضة المتعددة تكون معارضةً للسلطة بشكل كامل، مع اختلاف أساليب المعارضة.

ومن يحمل لواء «لنا مطالب» فلمن يرفع هذا اللواء؟ ولمن يتحدث؟ إن كان للسلطة فهو معارض، سواءً اتفق مع المعارضين الآخرين أو اختلف، قد يوحد الجهود معهم في القواسم المشتركة لمطالبة السلطة بها، ولكن بالتأكيد لن تكون تلك المطالب موجّهةً إلى معارضةٍ لا تملك زمام السلطة والقرار.

في النظم الديمقراطية، كلاً من السلطة والمعارضة ليستا حكراً على أحد، والمعارضة وإن تعدّدت فكلها تجمع بالتأكيد على أنها معارضة للسلطة، وليس من الواجب أن تلتقي المعارضات جميعها لتتفق على ما تريد، ويمكن لكلّ طرفٍ أن يحاور لوحده السلطة للوصول إلى مطالبه دون أن ينتظر الآخر.

وبالتالي فإنّ «معارضة المعارضة» ليست معارضة، وإذا كان هناك فهم خاص بالبحرين ولم يصل إلى العلوم السياسية المتعارف عليها عالميّاً، فإننا بحاجة إلى علماء السياسة ليتداولوا هذا المفهوم الجديد ومن ثم يحددوا لنا المعنى الأكثر دقة

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3448 - الثلثاء 14 فبراير 2012م الموافق 22 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 49 | 4:28 ص

      هذه المعارضة

      عندما يغيب صوت المعارضة تحت قبة البرلمان ويكون برلمان عديم الصلاحيات فلتتحرك من خارجه عندما تكون معارضة للحكومة يعني هناك من يقيم وينتقد اي تقصير او تلاعب هذه هي المعارضة الحقة

    • زائر 47 | 12:41 م

      كله بعين الله الذي لا يفوته مثقال ذرة

      للأسف البعض ما زالوا يعتقدون أن الوطن بمثابة كعكة ربما يخسرون نصيبهم منها في يوم ما,,,في حين أنهم قد تناسوا أن أرصدتم قد أثقلت ومناصبهم قد ارتقت خلال السنوات العشر الماضية على آهات وأشلاء المحرومين والثكلى ممن لم يزالوا يذوقون الويلات من أجل أن ينعم الكل وينعم ذاك المعارض له بالأمس واليوم لتزداد أرصدته,,,فهنيئا لك رغد الحياة وزخرفهاو

    • زائر 45 | 5:54 ص

      شكرا للرد أخ جيفري

      أحترم وجهة نظرك،
      ما اراه في البحرين - من وجهة نظر اقتصادية بحتة - لا يعود بالنفع على المعارضة، ولا معارضة المعارضة كما اسماها الكاتب، و طبعا ولا للحكومة. الجميع خاسر بلا استثناء.
      هذا الاستنتاج جاء بعد مخالطتي للعديد من المواطنين - من مختلف الطوائف و الشرائح - بحكم طبيعة عملي.
      انا أؤمن بالتخصصية، فمتى ما اتقن كل ذي عمل عمله و أتقن رب العمل في تقييم العمل و جزاءه نصل بإذن الله الى الرضا الذاتي للجميع و رفعة مملكتنا الحبيبة

    • زائر 42 | 5:22 ص

      جيفري ( إلى زائر رقم 23) مع التحية

      إذا كان هذا تفكيرك فهذه مشكلة كبيرة ولا بد منك أن تذهب للعلاج..

      ألحين يوم الميثاق فيه أحد رفضه وما صوت عليه

      تعرف يومها كم كانت النسبة

      في احد مايبي الخير لوطنه

      أنته تعرف شنهو الجمعيات المعارضة لو ماتعرف

      والله أقسم إنك ما تعرف شي في المعارضة

    • زائر 39 | 4:53 ص

      رد لمن يغرد بذكر البرلمان

      الكل يعرف بالتركيبة التي أريد لها أن تكون لما يسمى بالبرلمان، ولو إفترضنا بتعديل الدوائر ليصبح صوت لكل مواطن فما هو دور المجلس المعين. المشكلة واضحة وهي عدم ثقة وإصطفاف وبعضها بغضاً لأبيك.

    • زائر 38 | 4:47 ص

      ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      أفهم من كلامك يا أستاذنا العزيز أن المعارضة يجب أن تعارض اي شيء تأتي به السلطة سواء كان خير او شر لهذا البلد,

    • زائر 34 | 4:20 ص

      جيفري ( إلى زائر رقم 20) مع التحيه

      نعم بعد 14 فبراير 2011م في البحرين أصبح الكل محلل سياسي

      تدري ليش؟
      لأنه الانسان بطبيعة حاله يعيش وضعه، وحنا البحرينين عامة من بعد هالتاريخ المؤلم فجميعنا ننظر ماذا يحدث ونترقب ماذا سيحدث ونتمنى وغيرها، فماذا يعني لك هذا
      اذا كانت حياتنا اليومية كلها سياسية وليش مانصير محليين سياسين
      لما تروح أي وزارة حكومية أو أي مستشفى حكومية فيعامولنك معاملة أخرى بسبب الحال الي نعيشه
      طائفة بأكملها تحارب في جميع الجهات الحكومية وما تبينه نفكر في السياسة
      وفي النهاية خذها نصيحة مني الحياة سياسية * سياسة

    • زائر 33 | 4:04 ص

      الاخ 19

      لا تغالط نفسك
      الأخوان المسلمين أيضاً كانوا في مصر في البرلمان معززين ومكرمين بحسب مفهومك لعزة والكرامة.
      والأخوان المسلمين في سوريا إنتهجوا المقاومة المسلحة منذ زمن طويل.

      ممكن تفسر لي شنو يعني حزب سياسي مو معارضة، وهل الحزب السياسي لا يمكن ان يكون معارضة؟
      وهل الاخوان المسلمين في مصر مو معارضة؟؟؟؟ قوية وجديدة

    • زائر 32 | 3:44 ص

      عط الخباز خبزه،

      هذا المثل يقال في من يعمل بغير مجاله
      في اعتقادي ان ما اوصلنا الى هذه الحالة هو التسييس في كل شي,
      الكل اصبح محلل سياسي - لا امانع ابداء الرأي - ولكن بدون تجريح للرأي الاخر.
      عندما تشحن جموع العامة و ترسخ في أذهانهم فكرة معينة مع تسفيه و تقليل شأن الطرف الاخر تكمن مشكله التواصل بين الأطراف، لما يؤدي الى حوار الطرشان الذي نراه الان (اقصد هنا جميع الاطراف ولا افضل طرف على اخر)
      اتمنى من الجميع الانشغال بما هو نافع لدينه و وطنه و مجتمعه و نفسه .. و ترك السياسة للسياسيين
      وجهة نظر خارج نطاق السياسة

    • زائر 31 | 3:20 ص

      الأخ 18

      الأخوان المسلمين حزب سياسي ولم يسمي نفسه معارضة وفي سوريا لم يسمح لهم بدخول برلمان وكذلك مصر رغم مطالبهم من سنين..أما البحرين فالمعارضة كانت في البرلمان معززة مكرمة لها تأثير في كثير من القرارات.....فختارة الشارع لكي تكون اللغة لغة شارع هي أخذت القرار ولا علم لي حسب ما يقال تركو البرلمان بقرار من واحد وليس ديمقراطيا" بل بكل معني الدكتتورية والأنفراد بالقرار ومصير الناس

    • زائر 29 | 3:14 ص

      لكل من يريد أن تكون المعارضة في البرلمان فقط

      عجيب كلامكم وينكم عندما كان الاخوان المسلمين معارضة من خارج البرلمان في مصر أيام حسني مبارك، وكذلك السلفيين، ووينكم عن معارضة الاخوان المسلمين في سوريا ليش ما دخلوا البرلمان هم بعد.
      لو الكلام على ناس وناس بس
      الله يهديكم بس تبون الشيء بس على كيفكم وبهواكم

    • زائر 28 | 2:57 ص

      استاذ هاني صباح الخير

      انا أوؤيد المشارك رقم 8 ...فأنت تتكلم لاغة علمية في علوم السياسة والديمقراطيات العريقة وبروتكول العمل السياسي....(((لا تسمي معرضة تعمل خارج قبة البرلمان)))) في جميع دول العالم المتحضر....الا ما يحصل في الصومال من شباب الأسلام وسموهم فصائل مقاومة

    • زائر 24 | 2:25 ص

      الأصدقاء والأعداء

      الأصدقاء على ثلاثة أنواع : صديقي ، صديق صديقي ، وعدو عدوي
      والأعداء أيضاً ثلاثة أنواع : عدوي ، صديق عدوي ، وعدو صديقي

    • زائر 22 | 2:22 ص

      الى زائر 13

      يا سلام عليكم يا شباب البلد و للة انكم اصبحتم محنكين فى التفكير و الكتابة شكرا لكم جميعا تبردون الفؤادددددددد

    • زائر 20 | 2:10 ص

      عزيزي الزائر رقم 9

      من يقول ان تجمع الفاتح يضم كل الطوائف أما يستخف بعقولنا أو ليجعل الأمور وردية ونحن لسنا آتين من المريخ نحن ابناء البلد ونعرف ما يجري تمام المعرفة تجمع الفاتح تجمع من لون واحد وهذا من حقهم ولا تغرنك جلوس شخص بعمامة على منصة للتصوير لتقول بأنه لكل الطوائف فلسنا سذجا لتنطلي علينا .

    • زائر 19 | 2:03 ص

      لبنان أكبر دليل على ذلك

      لبنا دليل واضح دامغ على ما تقول ، من كان بالمعارضة بالأمس أصبح اليوم مواليا ، بعد الأنتخابات التي جرت مؤخرا ، أما عندنا كل شيء مقلوب ماذا نقول ( معارضة على كبر بلوى ) على الأقل انقلوا لشبابكم اصول المعارضة الصحيحة لتتجنوا ما وقعتم فيه من لبس .

    • زائر 18 | 1:36 ص

      تعقيب بسيط

      الاخ هاني شكرا على مقالك المميز
      ولكن لدي تحفظ على الجملة التالية:
      (ومن يحمل لواء «لنا مطالب» فلمن يرفع هذا اللواء؟ ولمن يتحدث؟ إن كان للسلطة فهو معارض)
      هذه ليست معارضة.هؤلاء مطالبهم لا تتعدى الدنانير فان اعطوا منها سكتوا عن الفساد والظلم وان حرموا منها طالت السنتهم.
      وهذا هو بيت القصيد

    • زائر 17 | 1:25 ص

      مقال رائع

      لكن للاسف كلام لا يفهمه البعض.. البعض يفهم منطق العبودية والولاء لاجل الدينار
      كلامك صعب وغريب عليهم
      الناس

    • زائر 13 | 1:06 ص

      شكرا"

      للوسط علي اتاحة المشاركة للجميع

    • زائر 11 | 12:47 ص

      ليش الغز والمس تكلمو دوغري

      ان ما يقصده البعض في معارضة المعارضة هم الفاتح..والفاتح له مطالب ويعارض كثير من الأمور شرعيا" وقانونيا" هو أقرب لقلوب الناس من كل الطوائف وفيه التعددية المذهبية والدينية والعرقية كما انه يعمل تحت قبة لبرلمان ...ولم نسمع يا أستاذ هاني عن معارضة لا وجود لها في البرلمان مهما كانت الأسباب

    • زائر 10 | 12:40 ص

      لا توجد معارضة في الشارع

      في الديمقراطيات والعلوم السياسية المعارضة مكانها مشروع في برلمان وليس في الشارع ..ومعارضة في الشارع تسمي بفوضي

    • زائر 7 | 12:03 ص

      صح لسانك

      لا يعيب المعارضة انها غير موحدة فيكفي اختلافها مع السلطة!

    • زائر 6 | 12:00 ص

      عاد يوليدي هاني كل شيء له شيء

      معارضه المعارضه يعنى معارضه بس على خفيف شافوا المعارضه ترفع من الرصيد الوطني للمعارض الشريف فقالوا الجماعه خلنا انجرب ها الدرب السنعه وبعدين خاطرهم ايكونون معاضه صدق بس يتمنعن وهن الراغبات ..ديهي حر

    • زائر 5 | 11:57 م

      جيفري

      هلا أستاذ وأسمح لي على هذي الكلام وذلك لتوصيل معلومة وليس للتجريح في أحد يا أستاذي العزيزي..

      أستاذي هناك ناسك فاهمون وأذكياء وأنا وغيري يشهد لهم وعلمهم رفيع ولكن بعلمه يسعى لتغيير كل شيء ومن ضمنه أفكار المعارضة وأهداف المعارضة ومن هم المعارضة ومن يدعم المعارضة

      يستخدم علمه وفهمه وشخصيته وكبر سنه فقط لقلب الحقائق

    • زائر 4 | 11:54 م

      منطق

      معارضة المعارضة = موالاة

    • زائر 3 | 11:44 م

      دبل معارضة

      تقدر معارضتكم تعارض معارضتنا مثل ما معارضتنا تعارض معارضتكم.

    • زائر 2 | 11:01 م

      • بهلول •

      ففي الدول المتقدمة والديمقراطيات العريقة، المعارضة والسلطة تتبادلان المواقع والمراكز عن طريق إجراء انتخابات حرة ونزيهة، يكون فيها الشعب وحده مصدر السلطات، ...

      وليش مستعجلين هلقد ؟ إصبر شوي كلها 300 سنة و نوصل لحالة الدول المتقدمة و ما يصير خاطرك إلا طيب. بس انتو صبروا شوية لا تستعجلون ترى العجلة ...

    • زائر 1 | 10:56 م

      ولد البلد

      أنا أتذكر في الرياضيات علمونا أن :

      - ( + 5 ) = - 5

اقرأ ايضاً