عندما اكتشف الأوروبيون القارة الجديدة الواقعة غرباً، أسموها باسم أحد مغامريهم (أمريكو).
اكتشاف أميركا كان نتيجة خطأ في المعلومات الجغرافية. كانوا يريدون الوصول إلى الهند غرباً، وظنوا للوهلة الأولى أنهم وصلوها، فأسموا الشعوب التي وجدوها «الهنود الحمر»!
بعد القضاء على الجزء الأكبر من سكان الأرض الجديدة، احتاج المحتلون إلى أيدٍ عاملة لاستصلاح الأراضي الشاسعة، فلجأوا إلى إفريقيا، يحرقون الأكواخ ويأسرون رجالها وشبابها، ويرحِّلونهم في سفن الماشية إلى الساحل الشرقي من الولايات المتحدة الأميركية.
كانت أكبر عملية استرقاق في تاريخ البشر، مهاجرو قارةٍ يغِيرون على سكان قارة أخرى ويستعبدون سكان قارة ثالثة. وهي حكايةٌ طويلةٌ أرّخ لها أليكس هالي في روايته الشهيرة «الجذور»، المتحدر من أسرة شاب إفريقي جرى اختطافه من بلدته الصغيرة، واكتشف أن أصله يعود إلى غرب إفريقيا.
الرواية تحوّلت إلى مسلسلات وأفلام، وكُتب عنها الكثير، حيث أضاءت جزءًا كبيراً من تاريخ الزنوج الأميركيين الذين جرى استرقاقهم وكانوا في الأصل أحراراً، ولم يحصلوا على حقوقهم حتى بعد الحرب الأهلية وتحقيق الاستقلال عن التاج البريطاني. والولايات المتحدة التي كانت تتفاخر بديمقراطيتها العريقة؛ ظلّت تمارس التمييز العنصري ضد ملايين الزنوج على أراضيها. لقد ظلت جروحهم تنزف طوال قرون.
لقد خلق الله البشر أحراراً متساوين، والتمييز - مهما يكن لون الشخص أو شكله - لوثةٌ لا تنسجم مع الفطرة السليمة، يرفضها كل صاحب ضمير حي. لذلك ظلّ هؤلاء الضحايا يرفضونها ويقاومونها، حتى تناهت في حركة الحقوق المدنية المناهضة للعنصرية.
كان التمييز في الولايات المتحدة مقنّناً، فباسم القانون يُمنع السود من ركوب المواصلات العامة أو ارتياد دور السينما أو السواحل والمرافق العامة. وعلى هامش هذا العفن العنصري؛ قامت للسود مؤسساتهم الخاصة وأنديتهم ومدارسهم ومسابحهم وموسيقاهم الصاخبة التي تنضح بالقهر والاحتجاج. حتى الكنائس التي تجتمع فيها الأرواح المؤمنة لعبادة ربِّها، خضعت للتقسيم، فأقام الزنوج كنائسهم الخاصة بعدما حُرّم عليهم دخول كنائس البيض. لقد افترى الناس على ربهم وعتوا عتوّاً كبيراً.
حين تتأمل في حركات التحرّر في العصر الحديث؛ تكتشف أن بعضها انطلق احتجاجاً على ممارساتٍ غايةٍ في الوضاعة واحتقار البشر. الزعيم الهندي غاندي، تعرّض للضرب في قطار بجنوب إفريقيا لأن شرطيّاً لم يعجبه جلوسه إلى جانبه، فألقى به خارج القاطرة. هذه الواقعة غيّرت مجرى حياته وحياة مئات الملايين في شبه القارة الهندية.
في الخمسينات، تعرضت امرأةٌ سوداء لمعاملةٍ مماثلةٍ بإحدى الولايات الأميركية، لأن «القانون» العنصري غير المكتوب يفرض على السود الجلوس في مؤخرة الحافلة، حتى لو كانت خاليةً من الركاب، ولأنها رفضت ذلك تعرضت للضرب، فأطلقت هذه الواقعة سلسلةً من الاحتجاجات، التي انتهت بانتصار حركة الحريات المدنية، وسقوط سياسة التمييز، وإن كان متأخراً، بعد قرنين من الاستقلال.
البشر الذين يعتبرون أنفسهم أرقى الكائنات لامتلاكهم العقل، هم من أقل مخلوقات الله تعلّماً من التجارب. فقلَّما دلّهم العقل على قبح الظلم والتمييز العرقي والديني والطائفي. وإذا كانت للقرون السابقة من عذرٍ بانتشار الجهل والأمية، فما بال الجيل الذي يشهد ثورة المعلومات ويتواصل بالانترنت؟ وما بال مثقفين ورجال دين ودنيا، يبرّرون الظلم ويدافعون عن التمييز؟
التاريخ لا يقف في محطة واحدة. لقد خلدت أسماء غاندي ومانديلا ولوثركنغ... وانمحت أسماء من وقفوا في الجانب الخطأ من التاريخ
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3448 - الثلثاء 14 فبراير 2012م الموافق 22 ربيع الاول 1433هـ
تلون
المناضلين الذين ذكرتهم لم يتلونون كما تلون المناضلين اليوم من كان ليبرالين تراة أشد من المتدين والمتدين اصبح ليبرالين وترك العمامة
قل هذا الكلام لهم
فل هذا الكلام الى نواب اخر زمن اللذين لن يغفر لهم التاريخ ما فعلوه والله على كل ظالم
"لا فرق بين عربي و لا أعجمي إلا بالتقوى"
"متى إستعبدتم الناس و قد ولدتهم إمهاتهم أحرارا"هذا ما تعتقده مدرسة الخلفاء أما مدرسة أهل البيت فيكفيها "هيهات منا الذلة" النتيجة أننا نحن المسلمون بجميع طوائفنا متفقون مع بقية أحرار العالم على أن الناس سواسية كأسنان المشط.
لا غرو ولا عجب
لا عجب في ذلك أستاذنا المناظل,,,فلطالما أشار إلى ذلك نبي الرحمة محمد,ص, في حجة الوداع عن آخر الزمان قوله:كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا..قالوا : أويكون ذلك يا رسول الله؟ فقال,,ص,,: بل كيف بكم لو أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف!!!
العدل اساس الحكم
لو كل منا احب لغيره ما يحبه لنفسه ونظر لجميع البشر بتساوي لا تميزهم سوى اعمالهم لكانت الدنيا بخير (ان اكرمكم عند الله اتقاكم).
والحمد لله ان الدنيا فانية لو كانت باقية لنا لأكلنا بعضنا بعضا.
ولكم في رسول الله قدوة حسنه
التاريخ الاسلامي يكتض بالمواقف التي يندى لها الجبين من تصرفات بعض المحسوبين على الاسلام في التمييز والاطهاد ولكن هل يقبل بعض الناس هذة الروايات فما جرى على آل البيت خير دليل
اذا الشعب يوما اراد الحياه
فلابد ان يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
قصص هؤلاء الثوار واولهم سيد الثوار والشهداء الامام ابي عبدالله لتدمع العين من الاعجاب بهم وبتصميمهم على تحقيق النصر
شكرا سيد على هذا الموضوع الجميل
الحرية سعادة والعبودية ذل
قبل أن يخلد التاريخ غاندي ومانديلا ولوثركينج خلد أبو الأحرار الامام الحسين (ع) عندما اطلقها مدوية روحي فداه ( مثلي لا يبايع مثله ) ولا ننسى قول غاندي الشهير ( تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوم فأنتصر )