قتل ستة مدنيين في قصف هو الاعنف منذ ايام تتعرض له مدينة حمص ضمن الحملة التي تقوم بها القوات السورية لقمع الحركة الاحتجاجية في البلاد في ظل استمرار تباين المواقف الدولية ازاء ارسال قوة سلام الى سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان "ستة مواطنين استشهدوا اليوم (الثلثاء) اثر استمرار القصف العنيف على حي بابا عمرو منذ صباح اليوم".
واكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله صباح اليوم في اتصال مع فرانس برس من حمص ان القوات السورية "تقوم منذ الفجر بقصف هو الاعنف من نوعه منذ الايام الماضية لحي بابا عمرو".
ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس عن ناشطين في المدينة ان القصف يتم "بمعدل قذيفتين في الدقيقة".
وتتعرض حمص (وسط) ثالث اكبر مدن سوريا والتي يطلق عليها اسم "عاصمة الثورة" لقصف متواصل منذ الرابع من شباط/فبراير لاخضاع مناطق الاحتجاج فيها.
واعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاثنين ان اكثر من 300 شخص قتلوا في مدينة حمص في وسط سوريا في "القصف العشوائي" للقوات السورية خلال الايام العشرة الماضية.
ويشتد القصف فيما يتأزم الوضع الانساني في هذه المدينة.
وقال العبد الله "هناك نساء حوامل واشخاص يعانون من امراض قلبية ومن السكر وجرحى لا نتمكن من نقلهم".
وروى هذا الناشط الميداني "دخل ناشطون المدينة مساء الاثنين على متن حافلة تحمل الخبز وحليبا للاطفال، واصابت قذيفة سيارتهم وتوفوا حرقا"، موضحا انهم ثلاثة ناشطين.
واضاف "حذرناهم من خطورة الموقف الا انهم اصروا قائلين بانهم ان لم يقوموا بالمساعدة بانفسهم فلا احد سيقدر على ذلك".
وشدد الناشط على ضرورة "نقل الجرحى قبل كل شيء" مشيرا الى انه "لا يمكن تركهم يموتون بدم بارد".
واضاف "اننا نقوم بدفن الموتى في الحدائق منذ اسبوع لان المقابر مستهدفة" معتبرا ذلك الاستهداف "انتقاما خالصا".
كما لفت الناشط الى ان "الملاجئ مزدحمة جدا".
وبثت مواقع لناشطين اشرطة مصورة لمنازل وسيارات وهي تحترق في حي بابا عمرو نتيجة القصف العشوائي الذي تقوم به القوات السورية سمع من خلالهااصوات اطلاق القذائف والانفجارت كما شوهدت اعمدة الدخان الاسود وهي تتصاعد من الابنية المحترقة.
وفي محافظة درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية، اقتحمت قوات عسكرية امنية مشتركة بلدة الطيبة وسط اطلاق رصاص كثيف ودوي انفجار في الحي الشمالي كما بدات حملة مداهمات واعتقالات في الحي الجنوبي، بحسب المرصد.
واظهر تسجيل مصور وزعه المرصد ضابطا في الجيش السوري الحر يستجوب ضابطا ومجندا من الجيش النظامي جرى القبض عليهما في بلدة اللجاة (ريف درعا).
وتحدث الموقوفان في الشريط عن تعليمات صدرت لهما باطلاق النار على المتظاهرين.
وفي محافظة درعا ايضا، اشار المرصد الى وفاة ثلاثة اشخاص متاثرين بجروح اصيبوا بها قبل ايام بينهم سيدة حامل في بلدة انخل ومواطن في قرية ام ولد.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قال المرصد "سلم جثمان مواطن من قرية الرامي الى ذويه بعد ان قضى تحت التعذيب".
ياتي ذلك فيما لا يزال المجتمع الدولي منقسما حول ارسال قوات حفظ سلام الى سوريا على الرغم من ادانته لاعمال العنف في هذا البلد الذي يشهد حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس.
واعلنت الجامعة العربية الاحد انها ستقدم دعما سياسيا وماديا للمعارضة السورية وتطلب من مجلس الامن تشكيل قوة مشتركة عربية واممية لانهاء العنف في هذا البلد.
وفي هذا الاطار، حذرت باريس من اي عمل "ذي طابع عسكري" فيما طالبت موسكو بوقف لاطلاق النار يسبق ارسال اي قوة سلام.
واعلن البيت الابيض الاثنين انه يدرس فكرة ارسال قوة سلام الى سوريا، لكنه نبه في الوقت نفسه الى ان القمع الحكومي الذي "يثير الغضب" في هذا البلد يظهر ان لا سلام يستوجب الحفظ.
وابدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند حذرا حيال هذا الاحتمال قائلة "هناك صعوبات عدة" في هذا الملف.
واضافت "قبل كل شيء، ينبغي صدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي. والحصول على قرار مهما كانت طبيعته صعب" من جانب مجلس الامن، في اشارة الى الفيتو الروسي والصيني الذي حال دون صدور قرار دولي يدين القمع في سوريا.
كما اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جددا ادانتهما اعمال العنف في سوريا.
واورد بيان للبيت الابيض ان الطرفين "تطرقا الى الوضع في سوريا ونددا بالقمع العنيف الذي يمارسه النظام بحق شعبه، وتوافقا على ضرورة التنسيق الكبير لزيادة الضغط على نظام بشار الاسد ولدعم انتقال نحو الديموقراطية".
ودافع المسؤول الاعلى في الدبلوماسية الصينية داي بينغو عن موقف بلاده بعدم التدخل في الشؤون السورية خلال محادثة هاتفية مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وفق ما افادت الثلاثاء وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية.
واضاف المسؤول الصيني ان هذا الموقف "موضوعي ونزيه" وينبع من "موقف مسؤول".
الا ان الصين اعلنت انها التقت الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبحثت معه في الموضوع السوري، واكد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو من جانبه ان بكين لا تحمي "اي طرف، بما في ذلك الحكومة" السورية.
ــــــــــــــــــــ
بور/خلص/اا ديسك