في كثير من الثورات وحركات الإصلاح الكبرى في العالم، شارك المحامون بدور مهم في نقل بلدانهم إلى مراتب حضارية وإنسانية أرقى.
لعلّ الدافع الأكبر في ذلك معرفتهم بالحقوق العامة، واتصالهم اليومي بقضايا الناس وما يتعرّضون له من مظالم مستمرة. وليس هذه قاعدة مطّردة، لكن المهم أن يمتلك المحامي قلباً ينبض بالإنسانية، ويرفض الظلم بالفطرة.
ولعلّ أقرب وأحَبّ الأمثلة، المهاتما غاندي، ذلك المحامي الذي ينحدر من أسرة بسيطة، تمكنت بصعوبة من إرسال ابنها لإكمال دراسته الجامعية في لندن، ليرجع محامياً، لكنه أخفق في كسب رزقه عن هذا الطريق في بلده، فذهب مهاجراً إلى جنوب أفريقيا، حيث تغيّر مسار حياته إلى الأبد، وتغيّر مصير الهند كلها، بعدما التحق بحزب المؤتمر، حيث أصبح من قياداته التاريخية.
لم يكن غاندي وحيداً، فقد كان إلى جانبه جواهر لال نهرو، وعددٌ آخر من المحامين الهندوس والمسلمين، قادتهم دراستهم للحقوق إلى تصدّر الحركة المطالبة باستقلال الهند عن البلد المستعمر التي درسوا فيها الحقوق ونالوا الشهادات.
في جنوب أفريقيا أيضاً، كان رائد التحرّر الوطني نلسون مانديلا محامياً، بدأ حياته بالتخصص في الدفاع عن المضطهدين السود من أبناء جلدته. كانت المظالم كثيرة، وكان التمييز العنصري يُمارَس بمباركة القانون والتشريعات والمجالس البرلمانية التي يسيطر عليها البيض. كانت هذه اللوثة العقلية تمارس بمباركة الكثير من المثقفين والروائيين والكتاب والصحافيين. للتمييز دائماً هناك طابور طويل من المنتفعين، يدافعون علن التمييز والعنصرية لأنها تحقّق مصالحهم، ويناهضون أية دعوة للمساواة لأنها تسحب بعض امتيازاتهم، تماماً كما فعل مشكو مكة مع دعوة النبي محمد (ص) للمساواة بين الأسياد والعبيد. وكانت المبررات جاهزةً دائماً، وما عليك إلا أن تفتح «المجر» وتخرج منها ما تريد!
مانديلا لم يكن وحده أيضاً، فقد التحم معه في حركته ضد «الابارتهايد» مجموعة من المحامين والمفكّرين والمثقفين الذين تجمعهم الإنسانية بأقوى رباط. كانت هذه المجموعة تضم هنوداً وآسيويين وأفارقة، بالإضافة إلى عدد من البيض الذين تحرروا من قيود العنصرية وانفتحوا على الإنسان بما هو إنسان. لم يكونوا يفكّرون في عِرقه أو جنسه أو لون بشرته أو دينه أو أصله وقبيلته. كان البيض هؤلاء قلة، ولكنهم كانوا موجودين، وكان الرجل منهم يساوي ألف رجل، لأنه إنسانٌ حرٌ ومتحرّرٌ من القيود والأغلال. هذه القلة النظيفة مسلكاً، الواعية فكراً، الحية ضميراً، هي التي تمدّ الجسور نحو المستقبل ليعيش البشر إخوةً متساوين، خالين من العقد والكراهية. هؤلاء من يساهمون في صنع مستقبلٍ خالٍ من الأمراض.
المحامون كانوا حاضرين أيضاً في الحركة المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة الأميركية، ذات الديمقراطية العريقة. هذه الحركة التي قادها مارتن لوثر كنغ دعمها محامون من الزنوج المتضررين، بالإضافة إلى محامين بيض من المنفتحين إنسانياً. ولم يكن صدفةً أن تسمى تلك الحركة بـ «حركة الحقوق المدنية».
في البلدان العربية شارك عددٌ من المحامين في حركات الاستقلال في القرن العشرين، وشارك آخرون في الدفاع عن ضحايا حقبة الاستقلال. وفي الألفية الجديدة، برزت كوكبةٌ من المحامين والمحاميات الشباب، الذين انحازوا لشعوبهم وقضايا الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان. يكتبون وينشرون ويتبنون قضايا سجناء الحرية، وفي كثيرٍ من الأحيان دون مقابل، ويتعرّضون أحياناً للتنكيل والأذى والملاحقة والانتقام. إنهم بعض براعم الربيع العربي الجديد
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3447 - الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ
حجة على المقصرين
في كل مهنة لا بد ان يكون هناك متميزون وفي الشدائد يظهر هؤلاء المتميزون وان كان هذا المقال لفتة الى شريحة من المحامين الشرفاء ،فاعلموا اعزائي بان كل المهن لا تخلوا منهم، وأن هؤلاء يكونون حجة على زملائهم بالمهنة.
سيدنا انها الرساله الساميه
هي نصره المظلوم واحقاق الحق في زمن قلبت فيه الحقائق وقل اهل الحق فيه لي صديق فاق الخمسين من العمر وله عائله هو معيلها الوحيد يقبع في السجن على خلفيه شجار مع جاره تضرر هو بنسبه 25% مع عاهه دائمه ادانت المحكمه جاره بمبلغ 8700دينار يدفع على حوالى174 شهر تواصل الدفع لمده سنتين تقريبا ... يحكم المجنى عليه ثلاث سنوات مع النفاذ بعد ان رفعت قضيه اخرى عن نفس الواقعه وتغير قول الشاهد بدون علمه وصدر الحكم على اساس تقدير الطبيب الشرعي ضرر 3% الذي لم يقدره القمسيون الطبي جهه الاختصاص
النا س صنفان لا ثالث لهما
الناس صنفان لا ثالث لهما في كل الاوساط المهنية أو غيرها صنف محب للخير ويسعى له وينشده وصنف يسعى للشر وينشده بشتى الوسائل
لا هناك من يرى في حياة الناس والانسان عامة حياته وهناك من يرى حياته في موت الناس والانسان عامة
فأيهما يختار العاقل
محامونا .. شكرا لكم
بارك الله في محامينا الذين وقفوا مع الحق وتعسا للجيناء الذين لم يحركهم ضمير المهنة
بوركت
شكراً لهذه اللفتة عن المحامين
حلو المقال كاتبنا الأستاذ قاسم حسين
-
ص.أ