العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ

إبراهيم الفقي والدرس الأول في الأمل

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

رحيل من يبدع في العالم العربي خسارة كبيرة، تتجسد في خسارة إبداعاته وشخصه، فالمبدعون لا يتكرّرون، خصوصاً والمعروفون عربياً وعالمياً من مبدعينا قلةٌ، لأسباب متعددة ليس هذا هو السياق المناسب لذكرها.

ورحيل إبراهيم الفقي خسارة كبرى لنا جميعاً، وما يجعل هذه الخسارة تتضاعف هو رحيله بهذا الشكل المباغت والمؤسف، بعد أن قضى اختناقاً في شقته المحترقة.

لي مع إبراهيم الفقي مشوار من الدورات والمحاضرات؛ فهو من علّمني الدرس الأول في الأمل وعدم الاستسلام للإحباط، وأعرف تماماً أن هناك كثيرين غيري تعلّموا درس الأمل الأول على يده، ممارسةً وعلماً واهتماماً؛ فقد عمل أول ما عمل في غسل الصحون في أحد الفنادق إلى أن أصبح مديراً له، بعد أن حلم وقرر فوصل.

كانت الدورة الأولى التي أخذتها على يديه بعنوان «خمسة أسباب للنجاح»، ومنها دشنتُ أولى تجاربي مع الأمل عندما عشتُ لحظة يأس استطعتُ من خلالها أن أطبق ما تعلمته على يديه. اليوم وأنا أمتلك شهادة «ممارس معتمد في علم البرمجة اللغوية العصبية»، أشعر أنني أدين لهذا الرجل بالكثير، لاسيما وأنني تعرفت على هذا العلم من خلاله.

كان يعرف جيداً أن «بإمكان أي شخص أن يغير حياته إلى الأفضل حين يريد ذلك بالفعل»، وهي الجملة التي سمعتها منه شخصياً حين تحدّثنا معاً بعد اليوم الأول في إحدى الدورات فقدم زوجي المرحوم حسين الأمير باعتباره مثالاً للنجاح، حين علم أنه كافح للحصول على شهادة البكالوريوس، وكافح مرةً أخرى ليتزوّج من أحبها، وثالثة ليشغل الوظيفة التي يريد، فقال بعد أن أشار عليه في المحاضرة الثانية من الدورة: «هذا هو النموذج لمن يريد أن يغيّر حياته».

منذ تلك الجملة وأنا أفكر في كلامه مع كل مشكلة أو منعطف حاد في حياتي، إذ تعلّمت ألا أستكين أو أجزع، لأن الله موجود يقف إلى جانب من يعمل للوصول إلى تحقيق حلمه على أرض الواقع.

تتالت دروس الفقي لي ولغيري وانتشرت كتبه وتسجيلات دوراته في كل مكان، وبقي أنموذجاً لرجل التنمية البشرية الناجح، صاحب الخلق الرفيع، الباحث عن النجاح الجديد مع كل نجاح يحققه، فلم يشعر بالغرور لشهرته. وكان يقف مع المتدربين بعد كل محاضرةٍ ودورةٍ ليأخذ منهم التجارب ليسوقها إلى غيرهم، وما أكثر القصص التي كان يحكيها وكانت مليئةً بالحكمة والعبرة والجمال.

وقبل وفاته بساعات كتب درسه الأخير لكل من عرفه ونشره على «تويتر»، حتى بدا وكأنه وصيته لجمهوره: «ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحداً منهم»

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3446 - الأحد 12 فبراير 2012م الموافق 20 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:10 ص

      رحلوا ام بقوا بداخلنا

      بصراحه خسرنا رجل معطاء .. اجرك الله يا اختى كنت تملكين شخصيه تمنح الكثير للاخرين للوصول لما هو مستحيل ..لعلها رساله لك لتكوني ملهمه الاخرين

    • زائر 4 | 12:39 ص

      الله يرحمة

      كلما منحت الخير للغير, كلماعاد عليك المزيدمنه, كلما ساعدت الناس كلما زادت رغبتهم في ان يساعدوك.


      الناجحون يقارنون انجازاتهم بأهدافهم, الفاشلون يقارنون انجازاتهم بأنجازات غيرهم.

      النجاح 20% مهارة و 80% تخطيط استراتيجي. قد تعرف كيف تقرأ, لاكن الأهم: ما الذي تخطط لقراءتة؟

    • زائر 3 | 12:25 ص

      شكرا لك ولزوجك وللفقي

      كان معلم رائع بالفعل وكان زوجك المرحوم معلم أروع منه شكرا لك استاذة لانك دائما تمنحيننا الأمل والتفائل

    • زائر 2 | 12:23 ص

      أبكيتيني ياسوسنة الفجر

      كلماتك مأثرة ومبدعة في ذات الوقت‏_وفقك الله وجعلك نبراس أنت وجميع طلاب المبدع الفقي ورحمه الله وجعل مثواه الجنة..

    • زائر 1 | 12:15 ص

      نموذج من ذهب يابنتي

      كان شعله من التفائل حذف من قاموسه مصطلح المستحيل وكان دائما يردد ان الانسان يصل لما يحلم اليه اذا كان الطموح موجود ولا شيء عصي على الانسان وكان عنده طرح على هيئه تسائل كيف يهدم انسان مفرد جبل وماهو احساسه بعد ان يقتلع اول صخره من ذلك الجبل وما الذي يدفعه لاقتلاع الصخره الثانيه من الجبل بعد ان عرف معاناته في اقتلاع الصخره الاولى وعندما يهدم نصف الجبل تراه اقوى مئات المرات واشد عزيمه على هدم باقي الجبل رغم النهاك والتعب..ديهي حر

اقرأ ايضاً