سيرة الخنساء التي اختنقت حسرة على رجال بيتها، تصيب القارئ بالقشعريرة على هذا الصبر وهذه الدموع التي لم تنضب أو تكل.
امرأة غيب الموت أخويها صخر ومعاوية فعاشت أيامها ترثيهما في أشعار ذاع صيتها وعلا مكانها، فكُتِبَتْ كتب كثيرة في شعرها وأعدت الدراسات المتعددة في ابداعاتها وصبرها.
لم تشأ أن توقف دموع عينيها حتى إذا ما شعرت بالتعب من البكاء عنفت عينيها لأنهما لا تذرفان الدمع، إذ تقول في أحد أبياتها:
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟
اِذْ رابَ دهرٌ وكانَ الدّهرُ ريَّاباَ
صبرت على فقد أخويها فما كان منها إلا قدمت أولادها الأربعة للشهادة في سبيل الدين قائلة لهم: «يا بنيّ! إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم أبناء امرأة واحدة ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم. اعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية. اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت نارا على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة».
وعندما أخبروها باستشهادهم، قالت كلماتها المأثورة: «الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعا في سبيل الله ونصرة دينه وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة». وبقيت حزينة على أخيها حتى غزا الشيب شعرها في سن مبكرة من شدة الحزن، وقالت فيه شعراً لم يقله أحد في فقيد لا من قبلها ولا من بعدها.
في الواقع العربي والمحلي نساء مثلها وأشد بأساً أمام الفقد الذي يذهب في سبيل الله والوطن، نساء ما تعبن للحظة ولا سلون عن تذكر أن الله هو واهب الحياة والموت والموت شهادة، يعني زفاف الشهيد إلى جنان ربه.
نساء لا يمكننا إلا أن نقف لهن إجلالاً لشدة بأسهن في تلقي خبر الفاجعة فلا يبكين قتلاهن ولا يندبنهم، ويبقين وفيات لشهدائهن يرثينهم حتى آخر أيام حياتهن. نساء رافعات الرأس والهمة والصمود، لا يتذكرن من فقدن إلا بابتسامة، فقد فقدنهم في حب الوطن، المعشوق الأكبر، وإن كان ظالماً برغم أن الظلم صفة البشر لا الأوطان.
في الربيع العربي انتشرت مقاطع فيديو كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تثبت صبر أمهات الشهداء بعضهن يزغرد فرحاً، وأخريات يطلبن من غيرهن التوقف عن البكاء. فأي جلد هذا أمام الفقد؟ وأي قلب هذا الذي يكتم حزنه من أجل الهدف الأسمى، من أجل نصرة الوطن والشعوب؟
لكل هذه النسوة نقف اعجاباً وفخراً، خصوصاً حين تتحقق مطالب الثورات على دماء أبنائهن وأزواجهن وآبائهن وأخوانهن، فلولا الشهداء لما انتصر الحق وعلت كلمته بإذن الله
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3444 - الجمعة 10 فبراير 2012م الموافق 18 ربيع الاول 1433هـ
جيفري
نعم للمرأة نقف إعجابأً وفخرأ
لكم أيتها المرأه
التي لاتخاف
المتعلمة الفاهمة
الطموحة والمحبة أن تشارك أخوانها وآبائها في تغيير الحياة
نعم أعترف
أخجلتينا أيتها المرأه
الخنساء المؤمنة الصابرة..
سألت عن سبب بكاءها المتواصل على أخويها الغير مسلمين، فأجابت: إذا كان مصيرهما النار، فالبكاء أجدى..
ولكنها صبرت وثبتت على مصابها في أولادها حين قدمتهم للشهادة في سبيل الله، لإيمانها أنهم واردوا الجنة وأن الملتقى هناك..
سلام الله على كل الأمهات الصابرات اللاتي قدمن أولادهن للموت في سبيل الله والوطن..
سلام على الصابرات
ونحن نقف اجلالا وتقديرا لكل ام ضحت وستضحي بأفلاد اكبادها لنصرة الدين والحق والوطن .. ولكل امراءة اتخذت السيدة زينب قدوة لها ماعظمها من امراءة وما اعظم صبرها .. لله درك يازينب حينما وقفت على جسد اخيك المقطع بالسيوف وانت تخاطبين الرب الجليل (اللهم تقبل منا هذا القربان )
وهذه امراءه اخرى اناخ التاريخ رحاله عندها ليستلهم منها الاباء
انها من فقدت كل احبائها الواحد تلو الاخر في معركه الكفر بلعبوديه والايمان بلعز والاباء انها زينب بنت على امراءه جسدت معنى البطوله الخالده والايمان باالله والله وحده فبعد ان قضى جميع اهلها في معركه اريد بها طمس معالم الحق والنصياع لاوامر السلطان مهما كان جورع وبطشه وضعت كلتا راحتيها تحت جسد قطعته احقاد قاتليه قبل تقطيعه بحوافر خيلهم وهي تنظر للسماء وتناجي ربها بكلمات قل ما تنطقها اشجع الرجال رباه اذا كان يرضيك هذا فخذ منا حتى ترضى اي ايمان واي شجاعه واي بطوله هذه ياسوسن...ديهي حر
تحية تحية للمرأة الابية
والمرأة البحرينية اثبتت صمودها وصبرها في المحن
نساءنا اروع
شكرا لك على هذه المعلومات عن الخنساء زاما نساءنا فهم تكثر من هذا استاذة ذهبت لام شهيد وتغاجئت من صبرها وفوتها شكرا لكم.على المقالة الجميلة التي تحاكي واقعنا وهمومنا
صامدات
يذكرني طلوع الشمس صخر
واذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي
على قتلاهم لقتلت نفسي