لسنا بحاجة إلى كثير من التدليل على أنَّ أيَّ بلد لا يشعر جزء من مواطنيه بالأمن الكامل، بلد يحتاج إلى وقفة مصارحة ومكاشفة.
إنَّ أيَّ مجتمع لا يمكن بأيِّ حال من الأحوال احتكار الأمن فيه على فئة دون الفئات الأخرى، ولا يمكن أن يكون وضعه طبيعياً ونصف المواطنين يحسون أن أمنهم منتقص عن غيرهم.
ما مرت به البلاد، وخصوصاً منذ منتصف مارس/ آذار 2011 أثبت أن البلاد تحتاج إلى أمن يصنعه الجميع أولاً، ويتشاركون فيه ثانياً بكل فئاتهم وطوائفهم وألوانهم ومعتقداتهم وأفكارهم.
ربما تعود بي الذكرى، حينها فأتساءل كم بيت عاش قاطنوه الخوف والرعب خوفاً من زوار ومداهمات الفجر. وكم طفل حُرم النوم بعدما انتزع منه أمه أو أبوه. وكم شاب غاب عن ذويه وأحبائه وجريرته أنه أراد أن يتنفس قليلاً من عبق الحرية والكرامة.
ولعلّي أسأل كذلك، على ماذا روّع الكثير من الناس طيلة الأشهر الماضية، ولماذا بث كل هذا الرعب في نفوس البحرينيين؟
ما عاشته البلاد لأشهر طوال، ربما لن يمحى من ذاكرة البحرينيين، بل سيكون تاريخاً تتناقله حكاياتهم، فقد طال الكثير من بيوتاتهم ومناطقهم ومدنهم، ولا أظن أحداً صغيراً أو كبيراً إلا وله حكاية سيتذكرها عن تلك الأيام المريرة التي نسأل الله أن لا يرى أي بحريني مثلها أو حتى قليلاً منها.
عندما نقول إننا نريد الأمن للجميع، فإننا ننطلق من مبدأ المواطنة المتساوية التي يكون فيها البحرينيون كأسنان المشط في العدالة الاجتماعية، والوظائف والخدمات العامة والسكن، متساوين أمام القضاء والأمن وفي المستشفيات.
إذا أردنا أن نطوي صفحة مريرة، كُتبت بأحزان هذا الوطن وعذاباته على مدى عام مضى، فإننا نحتاج إلى أن نجعل الأمن فيه أمناً للجميع. أمن يترفع عن الطوائف والمذاهب والمناطق والعوائل والأعراق. أمن يشكله أبناء البحرين جميعاً. أمن يشترك فيه أبناء سترة والرفاع والمحرق والحد، لا يجور فيه أحد ولا ينفرد به شخص أو فئة دون أخرى.
قد يختلف السياسيون على مطالبهم وحراكهم، وقد يشط فريق منهم أو يصيب، لكننا نتحدث عن جعل الأمن ملاذاً للجميع، بعيداً عن هوس السياسة ولعبتها التي لا أمان لها، ولا تبقى على حال. والعبرة ليست بالقوة بل في مقدار الحب والتسامح الذي نحمله تجاه بعضنا البعض.
السياسة لا صاحب لها، وقد يتلون أصحابها، وقد يتحزبون ويتعصبون، وقد يلبسون العمائم أو يطيلون اللحى متى ما كان ذلك مفتاحاً لما يريدون، لكن الوطن يجب أن يبقى أكبر من الجميع، وأصدق من الجميع، وأكثر اتساعاً رغم كل حبائل السياسيين ومآربهم. فليحمل وزر السياسة أصحابها، أما الأمن فحرام حرام ألا يكون أمناً لكل البحرينيين
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 3442 - الأربعاء 08 فبراير 2012م الموافق 16 ربيع الاول 1433هـ
ما نطالب به أمنا للجميع لا يفرّق بين امن السني وأمن الشيعي
وكرامة الجميع بلا فرق بين كرامة المواطن السني والمواطن الشيعي نكون جميعا متساوين في الحقوق والواجبات هكذا خلقنا الله متساوون وهذا ما نطالب
به لا اكثر ولا أقل. لا مزايدة على مطالبنا فهي تصب في خانة جميع المواطن. بل هي مطالب انسانية وطنية بحتة ومن يقول ان الشيعة يطالبون بأمور خاصة
بهم فليأتيني به.
كل المطالب تخدم المواطن كمواطن بغض النظر عن انتمائه العرقي والديني ولا أدري لماذا البعض يقف ضدها وهو لا بد ان يحتاجها في يوم الايام