العدد 3441 - الثلثاء 07 فبراير 2012م الموافق 15 ربيع الاول 1433هـ

ناشطون: القوات السورية تشدد الخناق على حمص

تستمر السلطات السورية في تشديد الخناق على مدينة حمص حيث الكهرباء مقطوعة، وكذلك الاتصالات والإمدادات والقصف مستمر، بحسب ما يؤكد ناشطون يتهمون النظام بمحاولة القضاء على احد اكبر معاقل الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.
واكد الناشط عمر شاكر في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس من حي بابا عمرو ان "القصف المركز والعنيف بدأ مساء، بعدما كان متقطعا في الليل".
واضاف "ان البنية التحتية لبابا عمرو اصبحت مدمرة بالكامل اذ جرى استهداف خزانات المياه واعمدة الكهرباء (...) كما تضرر 40 بالمئة من منازل الحي نتيجة القصف فيما دمرت بعض الاماكن كليا".
وقال شاكر ان "الوضع الانساني والطبي سيء للغاية. اننا نحاول اقامة مشفى ميداني ولكننا نفتقر الى الامدادات الطبية والغذائية".
وبث ناشطون مشاهد مباشرة على الانترنت من مدينة حمص صباح الاربعاء تظهر تعرض المدينة للقصف، فيما سمعت اصوات تكبير من المآذن.
وقال شاكر "من الواضح ان الهدف من الهجوم تمهيد الطريق لهجوم بري على معاقل المحتجين في المدينة" التي يبلغ عدد سكانها 1,6 مليون نسمة.
واشار الناشط الى ان قوات النظام "تحاول الاقتحام وقد اقتربت من حي الانشاءات واحتلت مشفى الحكمة".
ووزعت لجان التنسيق المحلية شريط فيديو لا يمكن التاكد من صحته قالت انه لحي الانشاءات، تظهر فيه دبابة تتقدم في شارع فارغ مليء بالحجارة والحطام، وسط سماع اصوات قصف.
ويؤكد ناشطون ومسؤولون في الجيش السوري الحر ان القوات السورية لم تعد تسيطر بشكل كامل على اجزاء واسعة من مدينة حمص، وهي اجمالا الاحياء التي يتركز فيها نشاط الجيش الحر والمعارضون، الا ان ذلك لا يعني ان هذه المناطق تحت السيطرة الكاملة للجيش الحر الذي ينقصه العتاد والسلاح الثقيل.
الا ان ناشطين يؤكدون ان الجيش السوري يكثف عمليات القصف لانه يخشى حرب شوارع في حال دخوله احياء حمص المنتفضة، علما انه موجود في اماكن اخرى من المدينة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاربعاء وقوع ما لا يقل عن خمسين قتيلا في القصف واطلاق النار الذي تتعرض له احياء عدة في حمص منذ صباح الاربعاء. واشار الى ان "العدد مرشح للازدياد بسبب صعوبة الاتصال ووجود اشخاص تحت الانقاض".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان عشرين شخصا من ثلاث عائلات، بينهم اطفال، قتلوا في منازلهم ليلا في المدينة.
واوضح المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال مع فرانس برس من مدينة حمص ان الاشخاص ينتمون الى عائلات غنطاوي وتركاوي وزامل.
وقال انهم "ذبحوا بالسكاكين وطعنوا بأدوات حادة على ايدي عناصر الامن والشبيحة الذين اقتحموا منازلهم في حي السبيل".
ولا يتسنى لفرانس برس التأكد من دقة هذه المعلومات اذ تشدد السلطات السورية رقابتها على دخول الصحافيين الاجانب الى الاراضي السورية.
وقال العبد الله "هناك احياء لا نتمكن من الدخول اليها بسبب النيران"، فيما "وسائل الاتصالات مقطوعة عنها".
واضاف "القصف ما زال مستمرا (...) ونسمع اصواتا مرعبة في كل ارجاء حمص".
كما ذكر ان النزوح من حي الى اخر غير ممكن بسبب نيران القناصة و"عدم وجود مناطق آمنة خارج الاحياء المستهدفة"، متخوفا من "حدوث مجازر جديدة".
واكد العبد الله ان دبابات القوات السورية "قامت بسحق السيارات ونهب المحال التجارية" في الامكنة التي اقتحمتها. و"في المنازل التي دخلت اليها، تم تحطيم اجهزة كومبيوتر وتلفزيون".
في هذا الوقت، تتوالى نداءات الاستغاثة عبر القنوات الفضائية ووسائل الاعلام، لادخال مواد طبية واطباء الى حمص.
واكد الطبيب علي الحزوري (27 عاما) وجود 500 جريح بعضهم في حالة حرجة في بابا عمرو نصفهم من النساء والاطفال. وكان الحزوري يشرف على مشفى ميداني اغلق بعد تعرضه للقصف.
وتابع الحزوري "ان الجرحى موجودون في منازل، لان المشفى الميداني في بابا عمرو تعرض للقصف ولم يعد صالحا"، مضيفا "اننا نعالجهم باستخدام وسائل طبية بسيطة جدا".
كما اشار الى اصابة عدد من الاطباء والممرضين في القصف على المشفى، "بعضهم في حالة حرجة، واحد المسعفين من الهلال الاحمر بترت ساقاه".
وناشد الطبيب "دخول الهلال الاحمر واجلاء الجرحى وتامين الطعام للمدنيين".
وقال العبد الله ان "المدنيين يفتقرون الى امكانات الصمود، وهم بحاجة الى كل شيء".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً