بعد ستة اشهر من أعمال شغب شهدتها بريطانيا على مدى خمسة أيام شنت شرطة لندن حملة واسعة على عصابات الشوارع التي حملها ساسة المسؤولية عن أسوأ اضطرابات تمر بها البلاد منذ عقود. وصرح قائد شرطة لندن الجديد الذي تم تعيينه في هذا المنصب في أعقاب أعمال الشغب التي وقعت في أغسطس آب الماضي بأن وحدة جديدة بالشرطة نفذت اليوم الأربعاء مداهمات لمئتين وخمسين عصابة متهمة بالوقوف وراء معظم وأخطر الجرائم العنيفة بالمدينة. وقال برنارد هوجان هاو قائد شرطة العاصمة "هذا تغير كبير في كيفية تعاملنا مع جرائم العصابات في لندن... ستسمح لنا بتحديد العصابات الاكثر ضررا وأفرادها وملاحقتهم بلا كلل." وفي أغسطس الماضي أدى إطلاق الشرطة الرصاص على رجل في منطقة فقيرة من توتنهام شمال شرق لندن الى اندلاع اعمال شغب ونهب امتدت لمناطق أخرى بالمدينة ومدن أخرى بالبلاد مما أدى الى سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى. ولم تتوقف أعمال العنف الا حين نزلت قوات الأمن بأعداد كبيرة الى الشوارع. وألقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزراء في حكومته باللائمة على الجريمة وتزايد عصابات الشبان فيما قال آخرون إن عدم المساواة وإجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة والتخفيضات الهائلة في الإنفاق العام عوامل مسؤولة ايضا عما حدث. وتقول الشرطة إن لندن بها نحو 250 عصابة إجرامية نشطة تضم 4800 عضو تقريبا وتعتبر 62 منها مشكلة خطيرة. ويلقى باللوم على العصابات في نحو 22 في المئة من أعمال العنف الخطيرة و17 في المئة من عمليات السطو و14 في المئة من جرائم الاغتصاب. وأنشأت شرطة العاصمة وحدة قيادة جرائم العصابات كامتداد لوحدة تولت التعامل مع حوادث إطلاق الرصاص وجرائم القتل في مجتمع ذوي الأصول الافريقية بالمدينة. ويعمل بهذه الوحدة الآن نحو الف ضابط في مناطق مختلفة من العاصمة.