قبل أربعة أعوام، نظم عددٌ من الزملاء الكتاب والأدباء والشعراء حملةً تدعو إلى تفريغ الكاتب المسرحي المعروف عبدالله السعداوي، وتلقيت عدة دعوات للكتابة والدعم.
مثل هذه الدعوات هي من أشدّ ما يتعرض له الكاتب من ضغط، وخصوصاً أن لها جانباً إنسانياً، ويتبنّاها شبابٌ لا تشكّ بصدقهم وحسن نواياهم، لكن تبقى مسألة القناعة الشخصية، التي تبقيك أحياناً خارج السرب.
لم يكن الاعتراض من حيث استحقاق السعداوي للدعم، فهو من أوائل مستوجبي الدعم لو كنا نتحدث عن «دولة رعاية ثقافية»، لكن التجارب أثبتت أن تجارب «التفريغ» كانت أقرب للاحتواء و «كسر العين». ومعروفٌ في الوسط الصحافي، أسماء من انتفعوا من عملية «التفريغ».
من يتابع الشأن الثقافي يدرك سرّ الكثير من التحوّلات التي طرأت على قطاع كبير من المثقفين منذ سنوات طويلة، ليس بسبب سقوط سور برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، بل بسبب ارتدادات فكرية وتحولات طبقية نقلتهم من شأن إلى شأن. ولم تتضح هذه التحوّلات بجلاء إلا بعد فبراير/ شباط 2011، حيث تم الفرز الكبير.
كنت أتحدّث أمس مع زميل أكثر معرفةً بأسماء «المتحوّلين»، وسألته عما يتسلمونه شهرياً، وصدمني قوله إن أغلبهم يقبض 500 دينار شهرياً، وقليل من يقبض 1000 دينار. وهو مبلغٌ رخيصٌ جداً إذا قُورن بارتهان قلم لأية سلطة، فالقلم المقدّس أغلى من ذلك بكثير. فمثل هذا المبلغ يقبضه كثيرٌ من الخريجين الجامعيين الجدد في القطاع الخاص، دون مذلة أو رهن موقف. وباللغة الماركسية المهجورة، هو نتاج بيع عمل لربّ عمل، وهو عمل شريف، بعيداً عن مفهوم التبعية والخضوع.
في القديم، كانت العرب تقول في أمثالها: «تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها»، وهو ما ينطبق على عمل المثقف حين يقبل بتلك المعادلة التي يتنازل فيها عن دوره الطليعي لتنوير المجتمع، ويقبل أن يكون جزءاً من منظومة الفساد مقابل ما يلقى له من فتات. ويتذكّر القرّاء قوائم الكتّاب الذين ارتبطت أسماؤهم بفضيحة «كوبونات صدام». بعضهم كانوا رؤساء تحرير، وبعضهم جرى تعريفهم بـ «كتّاب عملة»، تشبيهاً بهواتف الشوارع التي تعمل بمئة فلس!
الطابور الطويل للمنتفعين لم ينقطع، بل ازداد شراسةً وشراهةً ونهَماً مع الأيام. وهو طابورٌ يضم السني والشيعي، واليميني واليساري، والمتدين والسكّير، يجمعهم خيط الارتزاق، الذي لا يختص بدين أو طائفة أو عرق... وإنّما هو مسألة ضمير مستأجَر.
مخصصاتٌ ماليةٌ كبيرةٌ تُصرف في هذا السبيل، يسيل لها اللعاب وتذوب المبادئ وتنقلب المواقف. وفي الطور الأخير من التطوّر الإعلامي، برزت أشكالٌ جديدةٌ لاقتناص مثل هذه الأموال السائبة. بعضهم يفتح مكتب «علاقات عامة» لتلميع الأحذية، وبعضهم يفتح مكتب «استشارات إعلامية»، ويقبض العمولة بصورة قانونية حتى لو لم يكن يجيد استخدام الآيفون أو الآيباد! إنها عملية «رشوة مُقنّعة» بالعربي الفصيح!
في بعض الدول المجاورة، حسب معلومات الزميل الخبير بخبايا «التفريغ الثقافي»، يُشترط على «المثقف» أن يقدّم للوزارة المعنية عملين إبداعيين في السنة. فالدعم ليس منحةً مجانيةً من أجل سواد عين المثقف الرومانتيكي الرقيق، ولم توضع من أجل الإسكات أو شراء المواقف. لقد رصدت هذه المخصصات لدعم الإبداع فقط.
يجوع المثقف ولا يقبل بتحويل قلمه إلى راقصة في بار
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3441 - الثلثاء 07 فبراير 2012م الموافق 15 ربيع الاول 1433هـ
صمت القبور
الكاتب والقراء والمعلقين ما اجابتم علي استفسارات المعلقين رقم 19 و 24
باريت
باريت يطلعنا السيد على رأيه في قافلة الشتامين في قناة محددة مكرسة لنشر الفتنة في البحرين .
بارك الله
والله عيب حين يتصدى صحفى لشتم زملائه وينعتهم بالعمالة .. ينطبق عليه قول الشاعر : اذا أتتك مسبقا من ناقص .. فتلك الشهادة بأنى كامل
مواهب خارقة
يا سيد لدينا مثقفين ذوي مواهب خارقة, للدرجة التي تسمح لهم بالتحول من الرياضة للسياسة او العكس بحسب ما يتطلبه (المخبة)!
زائر 17 وأنا آلمت قلبي والله
( يجوع المثقف ولا يقبل بتحويل قلمه إلى راقصة في بار )
نعم ونحن في سلك التدريس نصبر كمن هو قابض على جمرة من نار لكن لا نرضى بأن نظلم ونأكل حقوق الآخرين وكم هي المآسي المخزية من متطوعات قد حشرن عنوة ونكاية في فئة شريفة مخلصة ومن جاسوسات أشكال وألوان ونمر والقلب يسخر ضاحكا مما يراه ونسأل الله الفرج العاجل لما يجري على أرض الواقع فهو خطير متعب الظلم متفش فيه ومن يؤججه أحزاب الشيطان وأولياؤه
فمتى الفرج لقد طال الانتظار إننا نمتحن في أنفسنا وفي علاقتنا ومواقفنا مع من ظلمنا فحسبنا الله ونعم الوكيل
اسمحوا لي
سأدخل التعليق بطريقة غير مباشرة بس من سلك التدريس ففي الوقت الذي يتواجه البعض مع تخبطات التربية ومواقفها المخزية تجاه المعلم الشريف ويقابل هذا الخزي منها بالعمل بكل إخلاص وتفاني وكأن شيئا لم يكن من ظلم تجرعه منها من إبعاد وفصل وضغوطات وبخل في صرف احتياجات المعلم من قرطاسية وغيرها لازلنا مصممين على مواصلة البناء دون انتظار لمقابل فهذه لمن يعي فقط مهنة شريفة وسمت بالأنبياء إنها بناء حياة إنسان لا نفرط فيه أبدا والذين حشروا في بيئة المدرسة شوهوها كثير كثييير
سيدنا سلام الله عليكم
وماذا عن رئيكم في من يراسلون قناة تبث علي البحرين كذبا" 24 وهم يعلمون انهم كاذبون..فماذا نسميهم ياسيد؟ وفقك الله
في الشعير كفاية
قال الامام الحسين عليه السلام . "إني لأرجو أن لا تأكل من بِرّ العراق إلا يسيراً، فقال ابن سعد مستهزئاً: في الشعير كفاية" وهؤلاء مثله .
ثلاثة كيلوا بدينار
مثل هؤلاء المثقفين الرخيصين جدا يوجد منهم ( ثلاثة كيلوا بدينار ) خخخخخخخخ
ارتطم بي ولم يحس
كان خارجا من حانوت. خروجا. الشارع: باب البحرين. عرفته فورا. إنه ذلك الشخص الذي جمعنى به على سفرة أحد أبناء عمي عشاء أولمه هذا الأخير على شرف المرتطم الذاهل خروجا من حانوت؟ لم أحفل كثيرا بما اعتمل من شعور مستتر كان من القوة بحيث بحت به لصديقي الذي كان يمشي أمامي ومن الوهن بحيث تمكنت من طرده فورا من وجداني.وبالمقال فقط عرفت سبب ذلك الشعور الذي كاد يصل إلى ازدراء الرجل فسبحان مقلب القلوب والأحوال كيف حول شعوري إلى سلبي بعد أن كان موجبا ردحا من الزمن حجبه فيها عني عدم اهتمامي بالثقافة والآداب كثيرا.
لا تعجب يا سيد
سوف اختصر مقالك يا سيد لو سمحت لي بمقطع قرآني ( الذي خيث لا يخرج الا نكدا)
شكرا ياسيد على هذا المقال الرائع مع تمنياتي لك بالموفقية والتبات على الحق
عندما يبيع المثقف نفسه
أخي قاسم : بئس المثقف الذي يبيع ضميره بحفنة دنانير ، وبئس الكاتب والأديب الذي لا ينحاز للحرية .. أولئك لا تخطئهم العين .. مواقفهم تفضحهم وسيحاسبهم تاريخ الوطن والثقافة
هذه الجملة ادمعت عيني
يجوع المثقف ولا يقبل بتحويل قلمه إلى راقصة في بار
دام قلمك ياسيد
عزائنا واملنا في امثالكم ياسيد
فما دمتم تصدحون بكلمة الحق وتنوير المجتمع فلا خوف عليه من المتسلقين والانتهازيين
اعلم انها مهمة شاقة وصعبة وفيها الكثير من الويلات لكن هذا هو قدر المثقف صاحب الضمير الحي الذي لاتغريه مغريات الدنيا الزائلة
فلكم جزيل الشكر والامتنان ودمتم سالمين
هؤلاء ممن يتعلم العلم ليأكل به اللوزينج
اللوزينج حسب ما سمعت من احد الخطباء والعهدة على الراوي انها نوع من البقلاوة التركية.
وهناك من المثقفين من يتعلم الثقافة والعلم من اجل
الوصول الى منصب او جاه لا من أجل المعرفة والاضطلاع.
هذه الفئة تتلون مع الاموال أين تذهب الاموال تذهب ثقافتها تجاهها
رخيص وقوي
ما اكثر الاعلاميين اصحاب الاقلام التجاريه و يعني في هيمنة الفضاء الافتراضي صارت للناس حرية عدم التقيد بمزاج الكتاب اللي يمشيهم مصالح الجريده واجندات الله اعلم
من قصدك
استاذ صل على النبي وما خفي أعظم، ليس العقد البالغ 60 الف دينار الموقع من قبل ....... والمدفوع الى الشركة التابعة لأحد الاعلاميين فقط ولكن هناك بلاوي سوف تكتشف مستقبلا وسوف يكشفها الاعلاميين انفسهم وذلك بسبب المنافسة بينهم.
حرية رأي؟؟؟
الزائر 3... هل من حرية الرأي التحريض على اعتقال الآخرين؟ وعمل دوائر على صورهم؟ وكتابة المقالات لاعتقالهم وملاحقتهم؟ هل من حرية الرأي التحريض على الفتنةوشق الصف الوطني؟ هل حرية رأي المطالبة بإغلاق الصحف الثانية شاهر ظاهر؟السيد تكلم عن قبول البعض للرشاوي وهذا أكبر اهانة للمقفين وانت تقول حرية رأي؟
يجوع المثقف
ويترك الصحافة اذا كان طائفي او كذاب او صادق متبع لكذاب او مثقف في جانب واحد ان يصيبه داء عارض كل شي
ما يعرفون ...
بعضهم يفتح مكتب «علاقات عامة» لتلميع الأحذية، وبعضهم يفتح مكتب «استشارات إعلامية»، ويقبض العمولة بصورة قانونية حتى لو لم يكن يجيد استخدام الآيفون أو الآيباد!
كثيرة هي ابداعاتنا البحرانية
جميع اخي العزيز هذا المقال
اعجبتنى جدا اخر جملة هههههههههه
بوركت وبورك قلمك الحر
خطت 688
ياعييييييني عليك ياستاد قاسم في الصميمممممممم قلم حر ليسه للبيع تسلم حبيبييييي. اح
حرية راي
اعتقد انها حرية راي. لمادا نصف من يختلفون معنا في الراي بشتى الاوصاف في حين اننا ندعو لحرية التعبير واعطاء المزيد من الحريات
سيدنا ونعم ذاك المثقف
بعض المثقفين رضوا وارتضوا ان تكون اقلامهم عاهره في حانه وليس فقط راقصه في حانه سيد عندما يضيع شرف المهنه لاجل مصالح شخصيه ترى الكاتب او المثقف يذهب الى قذف وشتم وتخوين عباد الله بدون وجهه حق ودرايه بس لارضاء فلان او علان ترى كتاباته وعنوانينها قبل ان يقبض فتظنه غاندي او جيفارا وبعد ان قبض اذا تاملته رايته كفنجان قارئه الفنجان لا يعطي ثماره الا بعد قلبه راسا على عقب حبر قلمه تلفظه الاوراق الناصعه خوفا من النجس فاي مثقف هذا ...ديهي حر
أي والله
ما أكثر الراقصات والراقصين الذين ظهروا بعد فبراير