متعة مشاهدة الدوريات الأوروبية لكرة القدم لا تضاهيها أي متعة رياضية أخرى. فالمنافسات القوية بين الفرق الكبيرة والمستوى الكروي الرفيع تجبرك على متابعة مبارياتها حتى لو أقيمت في «نصايف الليل».
فمنذ صغري تولعت بالدوري الإنجليزي وبفريق مانشستر يونايتد تحديدا، بفضل نجومه الذين كان يقودهم اللاعب الفذ بوبي تشارلتون الذي أصبح فيما بعد أحد علاماته البارزة. ولكون الدوريات الأوروبية الأخرى يصعب مشاهدة مبارياتها بسبب عدم وجود النقل التلفزيوني آنذاك الوقت، ولكن سرعان ما اجتاحت بقية الدوريات الأوروبية الشاشة الصغيرة، وأصبحت لها شعبية كبيرة تضاهي الدوري الإنجليزي وتتفوق عليه في بعض المباريات.
ولكن على رغم تعدد الدوريات الأوروبية والهالة الإعلامية الكبيرة التي أصبحت تصاحب إقامة مباريات النادي الملكي الريال والكاتالوني البارشا، إلا أنني مازلت أجد المتعة الحقيقية في مشاهدة الدوري الإنجليزي بسبب تقارب مستوى الفرق وقوة المنافسة بينهم، لدرجة أنك لا تستطيع توقع نتيجة أي مباراة حتى ولو كان أحد طرفيها من فرق القاع والآخر يعتلي صدارة الدوري. وهو حال الدوري الإيطالي المنتشي بصحوة السيدة العجوز يوفنتوس بمطاردة قوية من ميلان وأودينيزي. أما الإنتر فقد أصبح يغرد خارج السرب بفارق 10 نقاط عن المتصدر. وهو الحال نفسه مع الدوري الألماني والفرنسي اللذين لا يقلان إثارة وقوة ومتعة.
فالدوري الإنجليزي على سبيل المثال، يحظى هذه الأيام بمنافسة شرسة على صدارة الدوري. فهناك 5 فرق تحظى بمستويات متقاربة يعد أبرزهم فريق مانشستر سيتي الذي نجح هذا الموسم في التعاقد مع نخبة من النجوم يقودهم المدرب الإيطالي مانشيني، يليه فريق مانشستر يونايتد الذي تعادل مع غريمه تشلسي بعد أن كان الأخير متقدما 3/صفر ثم فرق توتنهام ونيوكاسل وبقية عازفي الجوقة الإنجليزية الشهيرة.
أما الدوريات العربية التي تأتي في المرتبة الثانية، فقد أصيبت الأسبوع الماضي في مقتل بعد سقوط 75 ضحية للدوري المصري أعقبه حل مجلس إدارة الاتحاد وتوجيه إصبع الاتهام له. ولكن يبقى الدوري العربي السعودي هو الأكثر حضورا ويتفوق جماهيريا على دوري النجوم القطري والدوري الكويتي الذي فقد جزءا من بريقه في الآونة الأخيرة بعد ابتعاد الأندية الشعبية عن المنافسة. ثم الدوري الإماراتي الذي أصبح يستقطب نجوما عالميين. ثم يأتي في ذيل الركب الدوري البحريني الذي يتنافس على نقل مبارياته حتى كتابة هذه السطور عدد كبير من المحطات العالمية يأتي في مقدمتها قنوات «سكاي» الإيطالية بسبب قوة المنافسة وانتظام إقامة مباريات الدوري مثل عقارب الساعة
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3441 - الثلثاء 07 فبراير 2012م الموافق 15 ربيع الاول 1433هـ