العدد 3440 - الإثنين 06 فبراير 2012م الموافق 14 ربيع الاول 1433هـ

معلمون فلسطينيون يكسرون الحواجز بالمدارس الإسرائيلية

تعاقد عدد من المدارس الابتدائية الإسرائيلية مع معلمات فلسطينيات من عرب إسرائيل ضمن برنامج لتعليم اللغة العربية للتلاميذ اليهود.
ولا يتحدث اللغة العربية إلا عدد قليل جدا من اليهود الإسرائيليين الذين تفصلهم عن مواطنيهم العرب اختلافات ثقافية ولغوية علاوة على مشاكل السياسة. ولاء جبارة شابة فلسطينية عمرها 28 عاما من بلدة الطيبة العربية في إسرائيل وتعمل منذ ست سنوات في تدريس اللغتين العربية والعبرية للتلاميذ اليهود.
وتأمل ولاء أن يؤدي تعليم العربية لليهود إلى تغيير النظرة السلبية للعرب في إسرائيل. وقالت ولاء جبارة التي تعمل في مدرسة نتسانيم الابتدائية في تلموند بإسرائيل "فيه فرق كبير بين ولد اللي (الذي) بتعلم ثلاث سنين ابتدائي عربي وبنكشف لكل الحضارة والمعلمة عربية بالصف كل يوم هو بشوفها.. وبين ولد بالمرة ما بشوفش (لا يرى) أي معلمة عربي عنده بالمدرسة وما بسمعش (لا يسمع) لغة. الاولاد.. الولد كما يعرف اللغة أو يعرف العربي بكون يخاف منهم. وبكون يعرف بس (فقط) من شو بشوف (يرى) الأخبار أشياء سلبية. اليوم لأ.. الولد اليوم بشوف.. بعرف.. بخافش (لا يخاف).. فش (لا يوجد) سبب أنه يخاف. الاولاد اليوم بجوا بقولوا لي احنا ما نخفش.. منعرف عربي.. منعرف اللغة."
وقالت مديرة المدرسة اليهودية سيمي بيريتس إنها تأمل أن يساهم برنامج تعليم اللغة العربية للأطفال اليهود في كسر الحواجز داخل مجتمع لا يوجد فيه تواصل يذكر بين اليهود والعرب. وقالت بيريتس "في مدرستنا.. مدرسة نتسانيم.. نعتقد أن ثمة صلة بين الطريقة التي يتصرف بها الشخص في حياته اليومية والقيم التي يتعلمها والطريقة التي يتصرف بها في المدرسة. اهتمامنا بالعرب واللغة العربية لا يقتصر هدفه على تدريس اللغة العربية في مدرسة يهودية بل ينبع الشعور بخلق صلة مع الآخرين الذين يختلفون عنا." البرنامج عنوانه "تعالوا نحكي" وينفذه معهد "مجالات" لتشجيع المواطنة المشتركة في إسرائيل. وقال مايك براشكر مدير معهد مجالات لتلفزيون رويترز "المعلمون الذين دمجناهم حتى الآن نساء عدا واحدا. أعتقد أن ذلك يرجع إلى سببين. أولا لأن العدد الأكبر من المعلمين نساء خصوصا في المدارس الابتدائية التي نركز عليها.. وهذا إلى حد بعيد هو نفس حال المواطنين اليهود في إسرائيل. وثانيا لأن الاضطلاع بهذا العمل ومواجهة هذا التحدي يحتاج إلى قدر كبير من الشجاعة والثقة بالنفس ووجدنا أن النساء الشابات على وجه الخصوص لديهن الاستعداد والقدرة على اتخاذ هذه الخطوة الكبيرة." وفي مدرسة لابيد الابتدائية في هود هشارون تسعى المعلمة الفلسطينية هديل مصاروة إلى غرس حب اللغة العربية في تلاميذها. وقالت هديل "أول شيء أنا تفاءلت بالبرنامج تعالوا نحكي لأنه بتعلمي عن طريق أغاني.. عن طريق ألعاب.. الاشي على ال’خر حيوي. فبقيت بالأول متأملة في البرنامج. واثنين قلت لازم عن الطريقة تبعتي لازم تبقى غير.. لازم أعمل دائما الشيء اللي يحبوه.. اللي يستنوا (ينتظروت) درس العربي. وفعلا دائما باسمع هديل لازم أكثر من درسين. يستنوا.. لما بافوت بيغنوا.. بره (في الخارج) هديل.. هديل.. دائما بتسمعي هديل.. هديل." وتقول هديل إن التواصل مع التلاميذ اليهود لم يكن سهلا في بداية الأمر لكن الأطفال بدأوا بعد ذلك يتعلمون احترام الآخر ومناقشة أوجه الاختلاف. وقالت لياه دين مدير المدرسة "كانت هناك نقاط صعبة على الطريق. مثل يوم ذكرى المحرقة وقضية السلام الوطني. هناك أمور.. أعتقد أننا نحل تلك الأمور من خلال طريقين. أولا بتعلم حديث الجانب الآخر. أعتقد أن هذا أحد الأمور التي نفعلها في (مدرسة) لابيد. وأعتقد أن هديل تعلمت الكثير عنا وعن تاريخنا وعن آلامنا. ونحن أيضا.. من خلال هديل.. تعلمنا الكلام العربي. الأمر الثاني هو التعاطف المتبادل الذي أعتقد أنه بالغ الأهمية." وتعليم اللغة العبرية إجباري في كل مدارس إسرائيل بما فيها المدارس العربية التي يلتحق بها الأطفال الفلسطينيون والتي تبدأ تدريسها من الصف الثالث الابتدائي.
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً