عاد رئيس اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق سابقاً محمود شريف بسيوني إلى البحرين الأسبوع الماضي، ومكث فيها عدة أيام، أجرى خلالها لقاءات مع القيادة السياسية، ومختلف الجهات المعارضة والموالية للوقوف على آرائهم فيما تم تنفيذه من توصيات اللجنة التي قدمها لعاهل البلاد في حفل الثالث عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

عاد بسيوني، بعد أن كاد الناس أن ينسوه، في خضم الصراع السياسي المشتعل والوضع المتأزم، عاد ليعيد معه ذكراه.

عاد بسيوني ليؤكد بذاته ونفسه بأن عودته تأتي في إطار المتابعة مع اللجنة الوطنية المعنية بتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، وتلبية أي تساؤل من قبل اللجنة عن مقصود أيٍّ من هذه التوصيات، كما ذكرت وكالة أنباء البحرين (بنا) طبعاً.

عاد بسيوني ليحيرنا من جديد، في أسباب عودته، في يوم أمس الأول شهدت تصريحات مختلفة له حول زيارته وأسبابها. فبعد ما نقلته «بنا» عن السبب، بثت وكالة أنباء البحرين خبراً آخر عن لقائه مع اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، والتي أكد فيها أن «تواجده في البحرين ليس امتداداً لعمل لجنة التحقيق التي انتهت مهمتها أو لتكليفه بمهمة جديدة، بل ان تواجده لتقييم الأمور بناء على طلب من جلالة الملك».

ومن خلال التصريحين السابقين والواردين من (بنا) فإن بسيوني أوجد سببين مختلفين ومتناقضين لعودته للبحرين، فالأول «تلبية أي تساؤل من قبل اللجنة الوطنية عن مقصود أي من توصيات لجنة تقصي الحقائق»، وجاء الثاني لينسف الأول وذلك عندما قال بأن زيارته «ليست امتداداً لعمل لجنة التحقيق التي انتهت مهمتها أو لتكليفه بمهمة جديدة، بل ان تواجده لتقييم الأمور بناء على طلب من جلالة الملك».

الأغرب من كل ذلك أن بسيوني أكّد لـ «رويترز» الخميس الماضي أن سبب زيارته «العمل على إعداد تقرير عمّا تحقق بشأن توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق»، إلا أنه نفى ذلك عبر تصريحاته الأخيرة في (بنا)!

أيضاً بسيوني خلال لقائه الجمعيات السياسية المعارضة ونشطاء أكد لهم بحسب ما نقلوه عنه بأن زيارته تأتي في إطار «مهمة جديدة»، وهو الأمر الذي نفاه أيضاً في تصريحاته التي نقلتها عنه (بنا) بأن «زيارته ليست امتداداً لمهمته السابقة ولا تكليفاً بمهمة جديدة».

والسؤال المحير عن زيارة محمود شريف بسيوني للبحرين، هو: ما هي أسباب الزيارة؟ إذا لم تكن المهمة امتداداً لعمل لجنة التحقيق التي انتهت مهمتها أو لتكليفه بمهمة جديدة؟

فالمنطق يقول بأن الزيارة لا يمكن أن تخرج عن هذين الأمرين، إما استكمال لمهمة سابقة ومتابعتها، أو تكليف بمهمة جديدة، فلا يوجد أمرٌ بين الأمرين هنا