العدد 3438 - السبت 04 فبراير 2012م الموافق 12 ربيع الاول 1433هـ

يوم رياضي أسود

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

أكاد أجزم وأقول بأن جماهير مدينة بورسعيد المصرية ليست لها علاقة مباشرة بمقتل 75 شابا في عمر الزهور، وإصابة أكثر من 300 شاب آخر إصابات خطيرة أغلبها في الرأس، وأن ما حدث من قتل وبطش وخروج على كل القوانين ليس له علاقة بالرياضة أو التشجيع ولا حتى التعصب الأعمى. لأن ما حدث من قتل متعمد للجماهير الأهلاوية مكيدة خطط لها من قبل أعداء ثورة 25 يناير لضرب هذا الجمهور الوطني الواعي الذي مثل مع جماهير نادي الزمالك منافسه اللدود حزام الأمان في ميدان التحرير للجماهير المصرية الثائرة، فمنعوا بلطجية النظام السابق من الاقتراب منهم وبطشهم، وتفانوا في الذود عنهم وحمايتهم حتى نجحت الثورة.

فأنا منذ مرحلة الشباب وجدت نفسي مرتبطا ارتباطا عاطفيا وثيقا بالحياة المصرية الأصيلة. فعشقت فيها الثقافة والأدب والفن والرياضة، وانغمست في قراءة كتب الكثير من أدبائها وشعرائها ونقادها وكنت حريصا على معرفة ما يدور، كما أنني أعشق النادي الأهلي وزرته أكثر من مرة والتقيت بالكثير من عمالقته وأتابع كل ما يدور فيه، ويعد موقع جماهير النادي الأهلي بالنسبة إلي بوابة المعرفة لما يدور في هذا النادي العتيد. وفوجئت أثناء الحوادث بتحول هذا الموقع إلى متحدث للثورة لارتباطه الوثيق بجياع مصر والطبقة الكادحة التي تمثل غالبية الشعب المصري.

لذلك أؤكد مرة أخرى بأن ما حدث من اعتداء على النفس البشرية والبطش بها وتعمد توجيه الإساءة للإنسان المصري والرياضة المصرية، ليس له علاقة بمدينة بورسعيد ولا شعبها ولكنه -بالتأكيد- بطش السياسة وأعداء الحرية والكرامة. فما شاهدناه في ملعب المباراة كان أمرا خارجا عن كونه مباراة رياضية، فيها المنافسة الكروية الشريفة، بل تحول الملعب إلى ساحة حرب، شاهدنا فيه الكر والفر من الجماهير التي كانت تنزل الملعب في أي لحظة تحلو لها، كما شاهدنا البطش بعد نهاية المباراة من دون أن يحرك رجال العسكر والأمن ساكنا وكأنه حضر للملعب من أجل الفرجة لا من أجل حفظ النظام والحفاظ على حياة الناس

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 3438 - السبت 04 فبراير 2012م الموافق 12 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً