أكد سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد آل خليفة، أن «الديمقراطية والإصلاح مسيرة متكاملة وهي لا تستقيم بغير الحوار البناء واحترام وجهات نظر الجميع، ونبذ كل ما من شأنه أن يثير الفتن أو الأحقاد أو الضغائن أو أن يؤدي إلى الانتقام، إذ أعطى جلالة الملك مثلاً ونموذجاً بنفسه حين أصدر العفو تلو الآخر عن أولئك الذين أساؤوا إلى الوطن أو أخطؤوا بحقه أو جانبهم الصواب في هذه المرحلة أو تلك، ولهذا فإن جلالته يوجه دائماً إلى المزيد من التفاهم والتحاور وتعزيز أواصر المحبة والتعاطف بين أبناء المجتمع البحريني، اهتداء بمسيرة الآباء والأجداد واقتداء بحكمتهم ومحبتهم لوطنهم وولائهم لقيادتهم.
وخلال مقابلة أجرتها صحيفة الرياض السعودية مع الشيخ حمود بن عبدالله، قال رداً على سؤال عن ما تردد بشأن معاودة الحوار الوطني في البحرين، إن «العملية الإصلاحية مستمرة ومتنامية والمسيرة الديمقراطية نهج حياة وعمل بالنسبة لنا في مملكة البحرين، والحوار الوطني لا يتوقف، وهو عبارة عن مراحل تفضي الواحدة إلى التي بعدها بهدف تحقيق المشاركة الشعبية الواسعة في القرار عبر المؤسسات الديمقراطية فنحن في دولة المؤسسات وسيادة القانون، ولا أحد فوق القانون، ولابد من حماية أمن البلاد واستقرارها، وهو أمر في غاية الأهمية في ظروف كالتي تمر بها المنطقة العربية جمعاء».
وأضاف «لا شك أن البحرين ودول الخليج مستهدفة وتواجه تحديات على مستويات كثيرة، ومن هنا كان لابد من تعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بثوابت الوطن والمنجزات والانطلاق في الحوار البناء الهادف من أسس ثابتة كميثاق العمل الوطني والدستور ومرئيات حوار التوافق الوطني في العام 2011، ومتابعة تنفيذ هذه المرئيات بدقة، وكذلك تنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق عن أحداث العام الماضي (فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011)، وخصوصاً ما يتصل منها بالتعديلات الدستورية التي جرى طرحها مؤخراً على مجلس النواب».
وتابع الشيخ حمود بن عبدالله «في هذا المجال تتابع الجهود الحثيثة من أجل تحقيق التطلعات المشروعة والمطالب المحقة للشعب البحريني الكريم، تأسيساً على ما يلقى منها توافقاً وطنياً، وهذا يأتي دائماً في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية بلم الشمل وتحقيق المصالحة الوطنية ونبذ العنف والتطرف، لأن الإصلاح والحوار لا يمكن أن يجتمعا مع التطرف».
وأكد أن البحرين ذات طبيعة متسامحة وبُعد حضاري وخاصية إنسانية، وهي على مستوى القيادة والشعب الكريم لا تقبل التمييز ولا التهميش ولا الإقصاء لأي طرف أو مكون من مكونات هذا المجتمع.
وعن التطورات الأخيرة في البحرين، أشار إلى أن «جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حريص دائماً على تهيئة كل الظروف المناسبة لتحقيق المزيد من الرخاء والتقدم والنهضة لشعب البحرين الكريم، وأن جلالته يعمل ليل نهار من أجل رفعة البحرين وتطورها وترسيخ الديمقراطية وحفظ حقوق الإنسان البحريني وكرامته وتحقيق تطلعاته».
وقال الشيخ حمود بن عبدالله: «إن الديمقراطية والإصلاح عملية مستمرة ومتكاملة في البحرين، خصوصاً منذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم ومسئولياته الدستورية قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً، إذ طرح جلالته منذ ذلك الحين المشروع الوطني الإصلاحي الذي كان جلالته فيه سباقاً ومستقبلياً استشرف آفاق المستقبل، وأدرك بحكمته وبصيرته الثاقبة حقيقة تطلعات وطموحات أهل البحرين واحتياجاتهم المستقبلية ومن هنا كانت المعالم الأساسية للمشروع الإصلاحي الذي بادر إليه جلالته، ومنها ميثاق العمل الوطني والاستفتاء الشعبي عليه، إذ حاز 98.4 في المئة من أصوات المقترعين».
وأردف «من ثم جاء إعلان الدستور البحريني في العام 2002، وما ترتب عليه من مؤسسات ديمقراطية (مجلس نواب منتخب، مجلس شورى، سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية مستقلة وفي ذات الوقت متعاونة ومتكاملة ومتفاعلة لما يحقق المصلحة الوطنية العليا)، وكذلك كان هناك حرص دائم على توسيع مظلة المشاركة الشعبية وتمثيل مختلف مكونات المجتمع البحريني، من خلال تعددية سياسية وانتخابات نزيهة وشفافة لمجلس النواب والمجالس البلدية، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المهنية والنقابات العمالية وجمعيات حقوق الإنسان».
وأضاف «إن هذا تحقق على مدى العقد الماضي وكان نموذجاً نعتز به ونفخر، ونحن نواصل المسيرة بلا كلل من أجل مستقبل أفضل لكل البحرينيين والبحرينيات»، مشدداً على أن المرأة البحرينية حققت الكثير من التقدم والمنجزات، وهي تشارك بفاعلية في العملية السياسية والتنموية والاجتماعية، وتنهض بمسئولياتها الوطنية بفضل الرعاية السامية وحرص الحكومة على ترسيخ هذا الدور المهم والحيوي في عالم متغير.
وأعرب السفير البحريني بالرياض أنه متفائل بأن المرحلة المقبلة ستكون أفضل من سابقاتها، وأن «المستقبل سيكون أكثر إشراقاً، والبحرين ستمضي إلى الأمام بعزيمة وإصرار وإرادة لا تعرف التراجع وذلك كله نستمده من أصالتنا وماضينا المجيد، وحاضرنا سيكون الجسر الذي نعبره جميعاً إلى المستقبل بإذن الله وهمة جميع أبناء الوطن المخلصين».
وفي حديثه عن العلاقات البحرينية السعودية، شدد الشيخ حمود بن عبدالله على أن السعودية عمق استراتيجي للبحرين وهي شقيقتها الكبرى التي لا تستغني عن العلاقات الطيبة معها، في أي حال من الأحوال.
وأشار السفير إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين علاقات نموذجية تاريخية تضرب جذورها في أعماق أرض خصبة
العدد 3438 - السبت 04 فبراير 2012م الموافق 12 ربيع الاول 1433هـ