عصبية...
استمعت بالصدفة إلى عاملين كانا يهمان بإنجاز بعض العمل في أحد المحلات، أحدهما بحريني والآخر آسيوي... بدأ الحوار بسؤال البحريني زميله عن اسمه... ومنذ متى وهو في البلاد... عندما عرف البحريني أن زميله هذا «مسلم» من خلال اسمه... فاجأه بسؤال غريب وهو «ما إذا كان يصلّي ويصوم»؟!... اندهش العامل الآسيوي لسؤال لا علاقة له بالعمل ولا بحق الزمالة... فهزّ رأسه غير مكترث بالإجابة... ولكن يبدو أن البحريني كان مصرا على الحصول على إجابة قاطعة فأعاد السؤال بطريقة استفزازية قائلاً: أنت في هذه العمر هل تصلّي أم لا!... ولا حقه بنظرات استنكار وربما احتقار وهمهمات وغمغمات ثار على إثرها زميله غاضباً وصرخ فيه بعبارات لم أفهمها... وعلا الصراخ من الطرفين وكاد أن يتحول إلى عراك بالأيدي لولا تدخّل أحد العمال لفض هذا الاشتباك.
والحقيقة أنني لم استغرب مثل هذا الحوار لأنه يتكّرر بصورة أو بأخرى مع البعض ممن أعرف من الأجانب المسلمين... و«الحوار» لو لم ينتهِ بهذا الشكل لربما اقتحم أموراً أعمق ليدخل في المعتقدات ويحلّلها رفضاً أو قبولاً.
الصورة النمطية لدينا أن علاقتنا بالآخر تعطينا الحق في أن نتدخّل في جميع شئونه الخاصة بل وبدينه وعلاقته بربّه... ليس كذلك فحسب بل يجب أن يكون هذا الزميل أو الصديق كما نؤمن ونعتقد وإلا فهو لا يستحق منا نظرة احترام أو تقدير أو علاقة زمالة.
يضع البعض منا «أداء الصلاة» أو العبادة بشكل عام، مقياساً للصلاح والاستقامة والهداية!! وإن كان أحد قطعاً لا ينكر منزلتها ووجوبها وعظمتها، ولكن لماذا يجب أن ننظر لمن لا يؤدي الصلاة... تقاعساً أو جهلاً أو إهمالاً... ننظر إليه على انه كائن غير بشري ولا يستحق منا أن نصافحه... فضلا عن أن نجالسه أو نزامله... لماذا تكون النظرة الضيّقة هي السائدة بحيث لا نثق ونأتمن ونصدّق إلا من شابهنا في الدين والمذهب والسلوك... ولماذا أنظر لنفسي أنني أفضل من زميلي ذاك فقط لأنني «أصلّي» بينما يمكن أن يكون زميلي هذا ملؤه خير ومعروف ورحمة.
أتذكّر أننا عندما نذكر بعض الفنانين أو الشعراء أو المخترعين ممن توفوا وكنا نترحّم عليهم يستنكر علينا البعض ذلك بقوله إنهم ماتوا وهم عصاة و»مارقون من الدين»، على رغم أن ظاهر المرء سواء كان حسنا أو سيئا ليس هو ما يحاسب الله عز وجل عليه، كما أن هذا «العاصي» لربما قدّم للإنسانية خدمات وأعمالاً سهّلت أو أنقذت أو أعادت حياة الكثيرين، وقد نفهم هذا المعنى أو ما يشبهه من قوله تعالى على لسان أهل النار: «وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىَ رِجَالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مّنَ الأشْرَارِ».
ونعرف واقعاً أن هناك ممن لا يعبد الله تعالى (كما نعبده نحن) ولكنه أكثر عطفاً ورأفة وشفقة بالإنسانية ممن هو قائم صائم، وهذا ما نراه جليا من خلال فئات من المجتمع الغربي... فنانون وأثرياء ومطربون وغيرهم ممن يتبرعون بجزء من ثرواتهم للجمعيات الخيرية ومساعدة المكروبين من أي لون أو عرق أو دين...
وقد كنا ولانزال نحاول أن ندفع بأبنائنا بعيداً عن هذه العصبية «الدينية أو المذهبية أو القومية» فنوصيهم بعدم سؤال أي صديق أو زميل لهم عن دينه ولا طريقة عبادته ولا السخرية من معتقداته أيا تكن (ناهيك عن الانتماءات السياسية!)، ونوجههم إذا تحدّثوا عن غير المسلمين بأن هؤلاء بشر مثلنا وكلٌّ يعبد إلهه بالطريقة التي يراها أنها صحيحة ومقبولة، نحاول أن نوجههم لذلك الأمر ونحن نعلم أن هناك تيّارات مضادة واتجاهات معاكسة تحول دون ترسيخ تلك الفكرة «المثالية» التي نتمنى أن يكون عليها أبناؤنا... فالهدم – كما يقال – أسهل من البناء لكننا وإن أصابنا «فيروس» الطائفية أو «العنصرية» لفترة وأفقنا وانتبهنا ورجعنا إلى أنفسنا وحقناها بمضادات... فإننا نريد لأبنائنا أن ينشأوا سليمي القلب واللسان، أن يقفوا على أرض صلبة لا تتنازعهم أهواء هذه الفئة أو تلك الجماعة.
جابر علي
لا أستطيع العيش بدونك... أبدا لا أقدر
أريدك أكثر... عشقي أكثر
أفكر بكَ أحلمُ بكَ... تجتاحني الهموم إذا لم أركَ
أسمعكَ أكلمكَ... أفتقدكَ أعاني أكثر
لا أشعر بنفسي
أتألم أكثر وأكثر
بدونك أخسر...
أينما تذهب
حبي لكَ يكبر
في ساعاتِ ليلي
في هدوء صمتي
في حبكَ أسهر
فأنتَ اليوم بقلبي
فدع العشق أكثر
دع الحب يتدفق
عند شوقي لكَ
بين دفء صدرك
أحبكَ أكثر
يجتاحني الوطن
يعود بي للشوق
بين الأبيض والأحمر
بين فاران روحي
بين مدرسة بني جمرة
بين الدراز وجدحفص
بين الجامعة والمعهد
بين أصدقاء دربي
بين ذكريات قريتي
أعودُ لأوراق السنين
لا أستطيع النسيان
دائماً أتذكر,,
أنني أحبك أكثر
فدعني أستمتعُ بحبكَ
أغازل لوحتكَ الرائعة
أذوب فيها أتأملها
تدمع عيني وتتأثر
دموع اشتياقي,,
التي تريدكَ أكثر
وبكَ سيل الغرام
جنون الصمت الممطر
يزيل أقنعة الحياء
ويجعل العشب أخضر
بين البساتين...
يجول إلى الغابات
يبحث عن حبكَ
الذي ينمو ويثمر
ليصنع تمثال تجاذبنا
أسطورة أحبكَ أكثر
التي لا يمكن لها أن تتغير
نعم أحبكَ أكثر
أكثر وأكثر وأكثر
أحبكَ...
ميرزا إبراهيم سرور
تمر علينا الذكرى السنوية لمولد رسولنا الأكرم محمد بن عبدالله (ص) هذه الذكرى التي هي بمثابة جرس التنبيه لنا جميعاً كمسلمين بأن عواملنا المشتركة فيما بيننا كثيرة ومنها اعتقادنا جميعاً بنبوة ومكانة وعظمة الرسول (ص) وأن اختلافنا في بعض الأمور قليلة بحكم الاعتقادات الفقهية والاجتهادات وبالتالي كان لازماً علينا جميعاً كمسلمين أن نحيي الذكرى هذه بأن نتذكر مآثرنا وعظمتنا كخير أمة أخرجت للناس وذلك من خلال تمسكنا بتعاليم النبي واتباع القرآن الكريم. وعليه فليكن احتفالنا بمولد الرسول بأن نجتمع على طاولته معاهدين أنفسنا بأن يحفظ كل واحد منا دم أخيه وعرضه وشرفه وماله. من أجل قوتنا وعزتنا وكرامتنا كمسلمين. فهل نستفيق من خلال هذه الذكرى لنرى أنفسنا إلى أين وصلنا وعلى ماذا وقفنا وعلى ماذا اختلفنا على دنيا زائلة لا محالة وتركنا الحياة الأخرى مع الرسول (ص). نعم انشغلنا بأمور وخلافات وتركنا الأهم وهو وحدتنا كأمة إسلامية تستطيع أن تقود العالم بأكمله. فسلام الله على الرسول يوم مولده ويوم مماته ويوم يبعث حياً. ولتكن ذكرى مولده محطة لمحاسبة الأنفس بأن يسأل كل واحد منا ماذا قدم وماذا ترك وأي أمر اختلف عليه مع أخيه المسلم وما هو السبيل للتوحد وإعادة اللحمة فيما بيننا. أقول إذا لم تستطع مثل هذه المناسبات الإسلامية الوحدوية أن تجمعنا فأتصور هناك خلل فينا يجب عندئد ألا ننتظر المناسبات وإنما نبادر جميعاً بأن نصلحها.
مجدي النشيط
زادْ إِشْتِياكِي لِكُـمْ أَهْلِي وُاحْبابِـي
زادْ اِلْوَلَهْ بِالْحَشِهْ لِبْلادِي وَأْصْحابِي
يا زِيْنُكُـمْ عِزْوِتِي يا حِلْوْ شُوْفَتْكُمْ
حَيَ الله مَرْسُوْلُكُمْ وَاْلْفِيْنْ تِرْحابِي
(2)
بايِنْ عَلِيْكْ اِلْعِشِقْ يا صاحِبِي بايِنْ
لا تْقُوْلْ بايِنْ تَرَى آنا اْلِذِي بايِـنْ
قَلْبُكْ صُوِيْبْ وُاْلفُكُرْ سارِحْ بَلَيّـاي
بايِنْ عَلِيْكْ تِسْتِحِي مِنْ شِيْفِتِكْ بايِنْ
(3)
سُفْنْ اِلْحَبِيْبْ إِرْحِلَتْ تَمِّيْتْ أَنا وَحْدي
آرْعَي جِمالْ اِلْفَلا آبْجي أَنـا وَحْـدِي
يا لِيْتْ مِنْهُوْ سِمَعْ صُوْتِي يِرِدْ إِحْداي
يِواسِي قَلْبْ اِلْمُحِبْ بِاْلْشُوْقْ وُاْلْوَجْدِيِ
(4)
طالْ اِلْسُفَرْ يا خَلَفْ أَهْلِى وُخِلانِي
اِلْعِيْنْ تَبْجِي دَمِعْ وُاْلْقَلْبْ وَيْعانِي
يا رَبْ يا خالِجِي رَجِّعْ لِي الغالِي
اِلْعِيْنْ مِشْتاكَهْ لَهْ وِالْقَلْبْ وَلْهانِي
(5)
طاحْ اِلْهَوَا وِاْلْبَحَرْ واسِعْ وَلا ديْرِهْ
لا شْراعْ يِنْفَعْ وَلا تَفْرِيْسْ لِلْدِيْـرِهْ
غِزْرانْ بَحْرْ اِلْهَوَى مِرْيالْ أَنا مالِي
طِيْرْ اِلْمَحَبِّهْ رَحَلْ وُعافْ لِسْديْرِهْ
(6)
عِيْنِي تِشُوْفْ اِلْحِلُوْ وِيْنْ ما يِرُوْحْ إِتْرُوْحْ
وِصَـدْرِي يِشِمْ اِلْعِطِرْ مِنِّهْ وِيْرِدْ اِلْـرُوْحْ
وِاْلْقَلْـبْ فِي غِيْبِتِهْ مِشْتــاقْ لَهْ وَلْهانْ
وِبْنَظْرَهْ مِنِّـهْ اِلْحَبِيْبْ يِبْرَأْ كَسِرْ وُجْرُوْحْ
(7)
عِشْرِيْنْ سِنِهْ إِنْكِضَتْ فِي رِبْعِتِي وِيّاكْ
حَـرامْ تِقْطَعْ وَصُلْ وَنـا اِلْذِي أَهْواكْ
شَرِيْتْ واشِي نَذِلْ مـا خافْ مِنْ رَبَّـهْ
وُبِعْتِنِي يا خَلَفْ رُوْحِــي وَأْنا شَرْياكْ
(8)
قَلْبِي يِحِبْ اِلْجَمالْ وِيَعْشِقْ اِلْمَزْيُوْنْ
وَأْرْتاحْ لَمّا أَشُوْفْ نَظْراتْ مِنْ لِعْيُوْنْ
وِاْلْبَسْمِهْ يا زِيْنَهَا مِنْ قَلْبْ يِهْوانِـي
يِفِزْ قَلْبِي لِها وِاْلْعاشِقِيْنْ يَــدْرُوْنْ
(9)
قَلْبِي ياخِذْنِي لِكُـمْ مِشْتاقْ شُوْفَتْكُمْ
وَلْهـانْ قَلْبِي لِكُمْ يِتْمَنَى طَلْعَتْكُـمْ
آمُرْ عَلَى دَرْبُكُمْ كِـلْ يُوْمْ وَاْتْلَفَّتْ
عَسانِـي آشُوْفُكُمْ وَاْسْعَدْ بِنَظْرَتْكُمْ
(10)
كَلامْ اِلْحُبْ مِنْ قَلْبِي تِمَكَّــنْ
وُنَظْرَةْ شُوْقْ تِثِيْرْ اِلْشَكْ وِاْلْظَنْ
وَنا مِحْتارْ مِنْ نَظْــرَةْ حَبِيْبِي
أحاسيس اِلْعِشِقْ فِيْها وُبِاْلفَــنْ
(11)
قَلْبُكْ لِقَلْبِي هَوَىْ وُقَلْبِي لِغِيْرَكْ مـالْ
اِلْحُبْ ما هُوْ طَرَبْ وِاْلْعِشْقْ ما هُوْ مالْ
اِسْمَحْ لِي يا صاحِبِي قَلْبِي ما هُوْ بِيْدِي
قَلْبِي هَوَى وِاْلْهَوَى ما يِنْشِرِىْ بِاْلْمالْ
شعـر: خليفة العيسى
العدد 3437 - الجمعة 03 فبراير 2012م الموافق 11 ربيع الاول 1433هـ
من ترك حق الله، فتركه لحق الناس أولى
ربما يكون صحيحا أن من يصلي لا يجب بالضرورة أن يكون مأمونا، لكن من لا يصلي فهو تارك حقا لله، وهو ربه فكيف بحقوق الناس،
ليس صحيحا أن يسأل الشخص الناس إن كانوا يصلون أم لا، ولكن إن عرفت عنه ذلك وتجاهره به، فلي الحق أن أستحقره وأستنقصه، كما تستنقص المومس والعواهر اللواتي يمارسن حقهم في العهر وربما يتبرعون بأموالهن أيضا..
المؤمنون
يقول أحد الفلاسفة المؤمنون يصلون كرهاً للناس لا حباً في الله وهذا الأخ من بعض هؤلاء المؤمنين يا أخي صلّي نهارك وقم ليلك حباً في الله لا كرهاً في الناس فيوم القيامة لن تحمل أزر سواك ولن يحمل أزرك سواك وكما قال المصطفى (ص) الدين هو المعاملة وتدخلك وتدخل غيرك في علاقات العبد بربه بهذه الصورة الفضة يهدم الإسلام لا يبنيه واعلم بأنك لست وصياً على أحد وتذكر كلام الإمام علي (ع) لا يغرنّك طول ركوع المرء وسجوده فلربما استأنس عادةً استوحش تركها.
جابر علي
يعجبني مقالك انما يدل على تحضرك الراقي يا عزيزي اتمنى الجميع يتعايش مع الناس بهذا الاسلوب الذي تكلمت , كثير من الناس لا تعلم ان الدين بيني وبين ربي اما الحياه الدنيى فهي بيني وبين الناس ولا بد من احترام البعض بغض النظر عن دينه ومذهبه . شكرا جابر