لم يكن أقسى على العرب يوماً من ربيع ثوراتهم، حين يصارع الناس بين حقٍ مسلوب، وظلمٍ ممدود، ويكاد يكون الانقسام الشعبي سمة ثوراتنا العربية، وكأن هذه الصورة العربية الخالصة لا تريد أكثر من إثبات المثل: «اتفق العرب على ألا يتفقوا».
لا توجد ثورةٌ تضمنت كل الشعب. هناك دائماً من يبحث عن الكرامة، الحرية، والديمقراطية، وهناك على النقيض من يبحث عن بقاء الفساد والأوضاع السيئة، ويدعي عدم الاستعداد للديمقراطية، بل ويطالب بها بالتقسيط على مضض كي لا يتهم بالدعوة للديكتاتورية، ناسياً أو متناسياً أن الحرية شيءٌ لا يمكن تقسيطه، فكما يقول نيلسون مانديلا «الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون حراً». فلا توجد منطقةٌ وسطى بين الحرية واللاحرية، وليس أشد عداوةً للديمقراطية من شعبٍ بمقدوره الحصول عليها ويدعي عدم حاجته لها!
لكن الأمر ليس كذلك دائماً، فهناك الكثير من المنحلين قيمياً يعتاشون على الفساد، والاستفادة من فضلات سرقة الشعوب، وتراهم أبواقاً يرتفع صوتها أو يخفت تبعاً لمصالحها أو مصالح رعاة فسادها، ورغم قسوة هذا الانشطار القيمي بين الشعب الواحد إلا أن ربيع الثورات أظهر ما هو أبعد من العلاقات الهشة التي تأثرت ببعض المطبات الإنسانية التي مرّت بها ثورات الشعوب في هذا الربيع. فقد فجّرت الثورات العربية الطاقات الإبداعية الكامنة لدى الشباب العرب، وبدأ فنٌ آخر في الظهور للسطح يمكن أن نسميه «فن الربيع العربي»، بعد عقودٍ من احتكار مناهل الفن المختلفة لأسماء محددة مللنا تكرارها وخطها غير المتجدد، من التمثيل والإخراج والمونتاج، إلى الرسم والإنشاد، والتلحين والشعر والخطابة، وصولاً لفن النكتة.
لقد فجّر هذا الربيع طاقات الشعوب، وخصوصاً الفئة الشبابية منها، فمن رأى المقطع الذي قدمه الشاب اليمني في حضور حاشد من الشعب المطالب بالديمقراطية في قالبٍ غنائي ساخر يعرف حقاً أن هذه الشعوب قادرةٌ على ابتلاع أوجاعها بالسخرية منها.
وهناك الكثير من الأمثلة كالمقاطع التمثيلية الساخرة التي قدّمها شبابٌ واعدٌ في هذا المجال، للردّ على الأكاذيب. أصبحنا ننتظر قراءة الشباب للمواقف المتسارعة بطرقهم الإبداعية، فهي تعطي الأمل أن تغيير الغد لن يشمل فقط الشأن السياسي، بل ستكون ثورة إبداع تجدّد كل شيء، وتغيّر حتى أسماء الفنانين والممثلين الذين احتكروا الشاشة الفضية لعقود.
يستحق هذا الشباب أن يحصل على فرصته، فقد أثبت قدراته بموارد بسيطة، وربما استطعنا يوماً أن نشاهد مسلسلاً أو فيلماً دون صرف مئات الآلاف من موازنة الدولة من أجل إسفاف أخلاقي لا يتابعه أحد. هذه الثورات فجرّها الشباب، وقادها الشباب، وسقاها الشباب بدمائهم وحريتهم، بأفكارهم وإبداعهم، بعملهم وإخلاصهم. وبعد أن ينتهي هذا الربيع نتمنى أن نرى آثاره في توظيف طاقات الشباب الإبداعية، وأن يستمر هؤلاء المبدعون في إبهارنا كما فعلوا منذ انطلاق ربيع العرب
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3435 - الأربعاء 01 فبراير 2012م الموافق 09 ربيع الاول 1433هـ
جيفري
اقسم بالله العظيم إن أبني عمره سنتين وشهر بالضبط
وساعات أشغل له بعض مقاطع الفيديو ألي تخص واقعنا الي نعيش فيه أجوفه يضحك وحتى زوجتي تخاف عليه من الضحك
أطفال صغار فهمت .....
لايتغيرون
ولايريدون التغيير ولا الانصاف وبعيشون بلا قيم انهم لصوص الظلام ويحاربون من اجل ان يعيش شبابنا العربي معهم في الظلام ولكن يأبى شبابنا العربي ان يعيش بلا قيم انها سنة الله في خلقه ولن تجدو في سنة الله تبديلا
وينك يلقاطعه
يبنيتي مقال واحد وتختفين سجلي حضور دائم عاد الوطن بحاجه لامثالك وامثال دانه الحد وفرقد لبلاد وعز بني جمره يعيال كثروا من مقالاتكم لان الاقلام الطاهره قلت وزادت الاقلام المشبوهه في الديره بلامس يبنتي قراءت مقال في احدى صحفنا المحليه عيب على شريف ايكتبه لاكن يبنتي كل اناء ينضح بما فيه معلوم يبنتي ناس عاجبها الفساد واتطبل واتزمر له و تسوق له باصرار مايمدح السوق الا الربحان فيه اذا كل شهر عشر الاف دينار دهان سير يعني ضعف راتب وزير ويوم ايصير لحساب عقب ماتكنز الملايين الزقوم اسف واطلب الرافه