يتعجل الكثير من المسئولين الرياضيين في الحصول على النتائج وهو ما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى نتائج سلبية، لأن البناء يحتاج إلى وقت وصبر، وما يأتي سريعا يذهب سريعا دائما.
نحن كثيرا ما نتعامل مع الأمور بعاطفية تدفعنا إلى اتخاذ قرارات انفعالية، على عكس الدول المتقدمة من الناحية الرياضية والتي تعطي الفرصة كاملة لخياراتها لكي تنتج ولا تستعجل النتائج.
يدهشني كثيرا مقدار الصبر الكبير الذي تتحلى به بعض الفرق العريقة والمنتخبات العالمية على مدربيها ولاعبيها، ومقدار الدعم الذي توفره لهم في وجه الانتقادات والهجوم المبني على دوافع عاطفية.
مدرب مانشستر يونايتد الذي تجاوز ربع قرن مدربا للفريق لم يحقق النتائج المرجوة في بداياته ولكنه سرعان ما تمكن من أن يترك أهم بصمة لمدرب في تاريخ كرة القدم العالمية بعدد الألقاب وبصناعة نادي مسيطر على البطولات المحلية والأوروبية ليرث إرث ليفربول العريق.
هذا المدرب صرَّح حديثاً بأنه يدعم حارسه الإسباني الشاب دي خيا الذي توالت أخطاؤه منذ بداية الموسم وليس فقط في مباراة الفريق الأخيرة في كأس إنجلترا التي خسرها أمام ليفربول وخرج بسببها من البطولة.
فهذا الحارس الإسباني الصغير في السن ومنذ انتقاله بمبلغ تجاوز الـ 30 مليون دولار لمانشستر وهو يرتكب الأخطاء المتكررة في الدوري والبطولات المختلفة، وظهر بمستوى متواضع إلا أن مدربه العريق وفر له كل الدعم لأنه يعرف إمكاناته وقدراته الكامنة والتي لا تحتاج سوى لمزيد من الصبر من أجل أن تبرز وتظهر في أفضل حلتها.
الهجوم الانفعالي من جانب الجماهير والصحافة على هذا الحارس وصفه زميله في الفريق واين روني بأنه أشبه بالكابوس، ومع ذلك ظل النادي والمسئولون والمدرب يدعمونه ويشدون من أزره.
لو كان هذا الهجوم على لاعب في بلد عربي لانتهى مستقبل هذا اللاعب تماما ولوقف المدرب ومن خلفه الإدارة ضد اللاعب.
المشكلة لدينا محليا وعربيا أن قراراتنا انفعالية ومبنية على ما يريده المشاهدون، مثل البرامج التلفزيونية، فالجماهير تقرر، واللاعبون أيضا يتخذون القرارات في بعض الأحيان أيضا.
القرارات يجب أن تكون مبنية على أسس علمية حقيقية، وعلى نظرة مستقبلية، فالمنتخب الألماني مثلا الذي يعتبر أحد أعرق المنتخبات العالمية وأكثرها بطولات لم يتجاوز عدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه السبعة مدربين، في الوقت الذي لدينا منتخبات في الوطني العربي تعاقب على تدريبها في سنتين أكثر من سبعة!
مثل هذا التناقض يبين مدى حاجتنا إلى أن نتحلى بالكثير من الصبر، وتحمل الشتائم أيضا من أجل مصلحة الفريق أو المنتخب، لأن أي قرار يتخذ في لحظته وبصورة انفعالية تكون نتائجه عادة كارثية، لأن الصبر مفتاح الفرج
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3433 - الإثنين 30 يناير 2012م الموافق 07 ربيع الاول 1433هـ
فعلا مدعاة للعجب
فالمنتخب الألماني مثلا الذي يعتبر أحد أعرق المنتخبات العالمية وأكثرها بطولات لم يتجاوز عدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه السبعة مدربين، في الوقت الذي لدينا منتخبات في الوطني العربي تعاقب على تدريبها في سنتين أكثر من سبعة!