القضية الإنسانية التي يمر بها لاعب المنتخب الأولمبي وفريق نادي المنامة عبدالعزيز الياسي وحاجته الماسة للمال لاستكمال علاجه في الخارج بعد نجاته من الحادث الأليم، أثارت في نفسي هموما زيادة على الهموم المبتلى بها الإنسان البحريني الكريم، واشتكي فيها لرب العالمين من الوضع المر الذي يواجهه ويزيد معاناته، وأصبح بحاجة ماسة الى عقلاء لا يخلطون بين الأبيض والأسود ويفرقون بين الصالح والطالح، ويعلمون جيدا أننا نعبر البحر على ظهر سفينة واحدة، فإن غرقت غرق جميع من فيها وعليها.
تلك القضية الإنسانية تذكرني بصندوق خيري عملت فيه ردحا من الزمن اسمه "صندوق الطالب" تم تشكيله بتوصية من اللجنة العليا للسنة الدولية للشباب، فقد استطاع هذا الصندوق بعد أن نجح في جمع التبرعات المالية، التكفل بمساعدات العديد من الطلبة المحتاجين في جامعة البحرين في ذلك الوقت.
وها انا ذا اطرح على الأندية جميعها فكرة أن يكون لديها "صندوق اللاعب" الهدف منه مساعدة اللاعبين المصابين أو المحتاجين إنسانيا لتخطي المشاكل التي تواجههم وخصوصا ان هناك الكثير من اللاعبين الذين تفانوا في الإخلاص في خدمة منتخب بلدهم وناديهم ولكن بعد الإصابة أو مواجهة أي مشكلة كانت، لا يجدون من يمد لهم يد الرحمة أو المساعدة، ويعجز ناديهم عن القيام بالدور الأخلاقي الذي يجب أن يقوم به من الناحية الإنسانية.
ففي مجتمعنا، ولله الحمد، الكثير من الشخصيات الميسرة التي لا تبخل عن تقديم الخير، ولكنها قد لا تهتم بدعم الأنشطة الرياضية، إلا أننا لو طرحنا عليها فكرة دعم هذا الصندوق الخيري القائم على مد يد الرحمة فانها لن تتردد، وستقدم ما تستطيع تقديمه، بالإضافة الى سعي المسئولين في الأندية الى دعم هذا الصندوق بإقامة مباريات خيرية أو استقطاع مبالغ بسيطة من مدخول المباريات، أو إقامة أي أنشطة أخرى قد يطول الحديث عنها، ولكن يكون لها مردود مالي جيد على هذا الصندوق الذي يجب أن يساهم فيه الجميع كلا في مجال عمله. شريطة أن تشكل له إدارة تفرق ما بين الصرف على النشاط الرياضي والإنساني، ومن اجل أن لا تطرح الصحافة الرياضية مرة أخرى مثل هذه القضايا الإنسانية التي تعصر القلب
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3431 - السبت 28 يناير 2012م الموافق 05 ربيع الاول 1433هـ