العدد 3431 - السبت 28 يناير 2012م الموافق 05 ربيع الاول 1433هـ

عباس بلجيك بدأ بائعاً مع والده... وطار بطموح إلى التفوق التجاري

ألقيت بضاعته في البحر وخسر أغلب رأس المال لكنه حقق النجاح

عباس بلجيك يتحدث إلى «الوسط
عباس بلجيك يتحدث إلى «الوسط

في بداية مشواره في التجارة، ألقيت بضاعته في البحر عندما تعرضت السفينة إلى عاصفة، ليخسر أغلب رأس ماله، لكنه كان واثقاً أن كل شيء يعوض، ونجاح الإنسان بصبره.

رجل الأعمال عباس بلجيك، شق طريقه نحو النجاح، ولم يترك مجالاً إلا وعمل فيه، فكانت حكمته «أن لا يعمل في نشاط واحد، وأن ينوع نشاطاته، ومن ثم يتوسع في النشاطات المربحة».

بدأ مشوار حياته مع والده، ثم فتح دكاناً صغيراً لبيع مواد الغذاء، وتنوع في نشاطات عديدة ومختلفة، واستقر على أفضل النشاطات، وهو الآن صاحب مجموعة شركات تجارية على مستوى البحرين.

يحب العمل، ويجلس مع العمال ويقدم المساعدة لهم، وينظر إلى الآخرين بحب واحترام وتقدير، نظراته إيجابية، يركز على كل ما هو إيجابي، وهو ما جعل عماله وموظفيه يحبونه، كما أن الزبائن تحب التعامل معه، وكانت واحدة من الأسباب المهمة في نجاحه.

ويمتلك بلجيك تجارب، ولما يمتلكه من خبرة واسعة في التجارة، تم اختياره عضو المعتمد القانوني للمحكمين - لندن، وعضو جدول المحكمين وخبراء لدى مركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وهذا نص مقابلة الرجل العصامي عباس بلجيك مع «الوسط»:

كيف بدأت حياتك في التجارة؟

- عشت مع الوالد، ودرست وتخرجت من الصناعة في مدرسة تقع في المنامة بالقرب من وزارة الداخلية (القلعة)، تخصص الميكانيكا.

وعملت منذ أن كنت صغيراً، مع الوالد رحمه الله. كان الوالد يتاجر في مختلف المواد الغذائية من سكر وأرز وقهوة وباقلة ونخج وغيرها من المواد الغذائية المعروفة والتي كان عليها طلب في ذلك الوقت.

الوالد علمني الكثير من الأمور في التجارة، وتعلمت أسس التجارة، وكل شيء لا أعرفه، أذهب إلى الوالد فيعلمني إياه، فالوالد كان مدرّسي ومعلمي في التجارة.

تقريباً، في الخمسينيات من القرن الماضي، قلت للوالد، سأفتح دكاناً، فقدم نصيحة، قال لي الوالد: لا تركز عملك في شيء واحد، نوّع أعمالك، وركّز على البضاعة التي عليها طلب وربح، واترك البضاعة التي ليس عليها طلب.

فتحت دكاناً صغيراً في سوق المنامة على شارع الشيخ عبدالله لبيع المواد الغذائية، وفي بداية الأمر كنت أبيع عدة مواد منها أرز ودهن وسكر ومكسرات وجوز وبندق وغيرها.

ثم أخذت، أستورد أنواعاً مختلفة من المواد الغذائية، وأحاول أن أبيع المواد الغذائية التي تكون مميزة في السوق وعليها طلب.

عندما بدأت كبائع للمواد الغذائية، هل واجهتك مشاكل؟

- الحمد لله، كنت دائماً أجد الحلول، وأركز على الأشياء الإيجابية لاستخلاص الحلول. في بداية مشواري عندما فتحت محلاً لبيع المواد الغذائية، كنت أشتري بضاعة من الخارج، وهي تمثل أغلب رأس المال لمشروعي في ذلك الوقت، وأثناء إبحار السفينة إلى البحرين، تعرضت إلى عاصفة، ما اضطر طاقم السفينة للتخلص من البضائع التي عليها، لتخفيف حمولة السفينة وجعلها أكثر مرونة، في مواجهة العاصفة.

عادت السفينة إلى البحرين، وأخبروني أن بضاعتي ألقيت في البحر، وهي تمثل أغلب رأس المال. لكن الحمد لله، كنتُ على قناعة أن كل شيء يعوّض، والإنسان الذي يصبر سينجح.

وبدأت من جديد، بدأت من نقطة الصفر، وانطلقت وعملت بجد وإصرار، حتى تمكنت من توفير المال من ثم استيراد البضائع من عدة دول، وطوّرت من عملي وتوسّعت في توفير منتجات مختلفة ومتنوعة.

في تلك الأيام كانت القلوب صافية، فإذا تعرض تاجر إلى أزمة، فإن الجميع يقفون معه، ويقولون له «هذه بضاعة خذ وبيع واشتر». النظرة الإيجابية والمحبة والمساعدة والعلاقات وغيرها كلها أمور مساعدة للتغلب على المشاكل ومواجهة الصعاب. وأنا أشكر جميع من وقف معي.

وتوسعت وفتحتُ محلاً في شارع الزبارة بالقرب من (وزارة الداخلية).

ما هو السبب الذي جعلك تغيّر مجال عملك عن المواد الغذائية؟

- في الستينيات من القرن الماضي، كان هناك طلب على مواد البناء، وكانت في تلك الفترة طفرة عمرانية وتوسع في البناء لغرض السكن، والتجارة إلى جانب البنى التحتية والمرافق الحيوية.

فكنتُ دائماً ما أواكب السوق من بداياته، فاتجهت إلى بيع مواد البناء من أسمنت وحديد ورمل وخشب، وجبس وغيرها من المواد والأدوات التي تستخدم في عملية البناء.

السوق تتغير، والطلب وحجمه يتغير من قطاع إلى آخر، فكانت القاعدة التي تعلمتها من الوالد، أن أركز على العمل الذي عليه طلب في السوق وفيه الربح، وأن لا أضيّع جهدي في الأعمال التي يقل فيها الطلب.

كنا ننوّع الأعمال في عدة قطاعات، وفي نهاية المطاف، تركنا قطاع المواد الغذائية، وإن كان مربحاً، ولكن كنا نقارنه بالقطاعات الأخرى، وترجيح ما هو أفضل بالنسبة للشركة.

بعد دخولك قطاع مواد البناء، هل دخلت قطاعات أخرى؟

- خلال فترة السبعينيات، كان هناك طلب على منتجات الألمنيوم والزجاج، ترافقاً مع الطفرة العمرانية في ذلك الوقت، ففكرتُ في فتح شركة أو مصنع للألمنيوم والزجاج.

وكان في تلك الفترة مصنع واحد (فبركة ألمنيوم)، وهو مصنع الزامل في ميناء سلمان.

وقد حصلت على ثاني رخصة لمصنع ألمنيوم (فبركة ألمنيوم) لصناعة الأبواب والنوافذ والشبابيك والواجهات وغيرها، ولكن عندما فتحنا، كنا ثالث مصنع في البحرين.

فقد أسسنا الشركة العربية للزجاج، وهي شراكة مع اليوسف، وبعد فترة، اتفق الشركاء على إنهاء الشراكة، وفتحنا شركة بلجيك للزجاج. ثم شركة بلجيك للألمنيوم.

وتوسعنا بشكل كبير في صناعة الزجاج والألمنيوم، فكنا نشتري الألمنيوم من شركة البحرين لسحب الألمنيوم (بلكسكو)، والزجاج نستورده من دول أوروبية، منها، ألمانيا، بلجيكا، وبريطانيا.

في بداية الثمانينيات، عملنا في الأبواب الأوتوماتيكية، وكنا من أوائل مع عمل في الأبواب الأوتوماتيكية في البحرين، وذلك باسم شركة عباس بلجيك وأولاده، وكنا نتعامل بأبواب الكراجات التي تسمى (الأبواب القلابة)، إذ نستوردها من بريطانيا، وكانت تُفتح يدوياً، ثم جئنا بالأجهزة الأوتوماتيكية، وتغيرت الأبواب من (أبواب القلاب) إلى (أبواب الجرارة). والآن الشركة تعتبر من كبار الشركات في مجال الأبواب الأوتوماتيكية، وهذه الأبواب تستخدم في المجمعات والبنوك والمباني وغيرها، وتوسعنا بشكل كبير في الأبواب، ونغطي جميع أنواع الأبواب، وأضفنا حديثاً لقسم الأبواب، منتج «مصاعد» للمنازل.

وفي التسعينيات من القرن الماضي، أدخلنا قسم الدراجات النارية، والآن تعتبر واحدة من أكبر الشركات المزوّدة للدراجات النارية من حيث حجم الدراجات ونوعيتها، والإكسسوارات.

كنت تعمل في عدة قطاعات مختلفة؟

- نعم، في البداية كان مجال المواد الغذائية هو محور عملي، ولكن سرعان ما غيرت الكثير من الأمور ونوّعت مجال العمل، فقد عملت في مجالات كثيرة، وذلك لنصيحة الوالد (رحمه الله) بأن لا أركز على عمل واحد وأن أنوّع مجالات عملي، وأركز على الشيء المربح.

فقد عملت على استيراد مضخات المياه ومكائن زراعة من بريطانيا وتصديرها إلى إيران، فقد كان هناك طلب كبير على الآلات الزراعية ومضخات المياه في إيران لاستخدامها في الزراعة المزدهرة هناك.

كما كنت أشتري البواخر الصغيرة والبوانيش، وأزيل منها بعض الأمور وأضيف أشياء، حسب الطلب، ومن ثم أبيعها في عدة مناطق منها العراق وإيران.

واشتريت مراكب خاصة، أستورد بها البضاعة، وتبحر بين الهند (بومبي)، وإيران، والعراق، والبحرين وغيرها من الدول.

وكذلك، عملت في الصرافة، إذ كنت أشتري عملات من دول الخليج، أبيعها في البحرين، وكنا نبيع العملات في البحرين والكويت، ووكيلنا في الكويت كان مخلصاً وطيباً.

وعملت في العديد من المجالات، عملت في أشياء كثيرة، وبدأت أبيع أخشاب وأصباغ وأسمنت والآلات والمكائن، والألمنيوم والزجاج وغيرها الكثير. كنت أتبع قاعدة الوالد (رحمه الله)، أن «أنوع عملي، وأن لا أبقى على عمل واحد».

أهم الشخصيات التي أثرت في حياتك؟

- الوالد (رحمه الله) علمني أسس الحياة التجارية وأعطاني قواعد ونصائح، نفعتني في حياتي التجارية، وحققت النجاح.

يوسف المؤيد (رحمه الله) كنت أعمل معاه، كان طيباً وخلوقاً، وفي بداية عملي في التجارة، كان المؤيد يساعدني، فمثلاً، عندما ينفذ مخزون المكائن الزراعية، أشتريها من يوسف المؤيد وذلك لتلبية طلبات الزبائن، حيث كان هناك طلب كبير من دول الجوار على المكائن الزراعية. هناك مواقف، كثيرة مع يوسف المؤيد، كنا أصدقاء. وكذلك مع المرحوم إبراهيم خليل كانو، ويعقوبي (رحمه الله).

أهم عوامل النجاح؟

- نصيحة الوالد، وهي «تنويع العمل، وعدم العمل في شيء واحد، ومن ثم التوسع في النشاط الأكثر طلباً وربحاً».

وحب العمل، أنا كنت أعمل مع العمال، أجلس معهم، وأحبهم ويحبوني، وأتابع العمل بنفسي، أهتم كثيراً برضا الزبائن، وإن الخدمات قدّمت على أكمل وجه.

المعاملة مع الزبائن، عندما تكون معاملتك على مستويات عالية، فإن الزبائن هي التي تأتي لك، تصنع سمعة طيبة مع الزبائن، وتكسب ثقتهم واحترامهم، إلى جانب تقدم التسهيلات للزبائن، وبناء الثقة.


بروفايل

- متخرج من قسم الصناعي.

- عضو المعتمد القانوني للمحكمين – لندن.

- عضو جدول المحكمين وخبراء لدى مركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

- رئيس مجلس إدارة شركة عباس بلجيك وأولاده.

- رئيس مجلس إدارة شركة بلجيك للألمنيوم.

- رئيس مجلس إدارة شركة بلجيك للزجاج.

- رئيس مجلس إدارة شركة بلجيك للنجارة

العدد 3431 - السبت 28 يناير 2012م الموافق 05 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:34 م

      عباس بلجيك

      عباس بلجيك معروف عنه تواضعه ومساعدته للجميع دون استثناء، وهو رجل معروف على مستوى البلاد ويمدحه الكبير والصغير.

    • زائر 2 | 1:43 م

      زائر

      عباس بلجيك، عملت معه، كان اباً حنوناً ومعلماً، وكان متواضعاًً في تعامله مع الجميع. اطال الله في عمرك وزادك من الرزق الحلال

    • زائر 1 | 7:42 ص

      ماشاء الله تبارك الله

      الله يزيدك ويباركلك في رزقك

اقرأ ايضاً