بدأ منذ الرابع عشر من يناير عددٌ من النشطاء في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والإجتماعة والمهنية ما أسموه «سلسلة الإضراب عن الطعام من أجل حقوق الإنسان»، واشترك بها ما يزيد على 200 مشارك من مختلف التخصصات والتوجهات.
فكرة السلسلة تتمثل في الإضراب يوماً كاملاً عن الطعام يبدؤه أحد المشاركين ليمرره للمشترك التالي إلى أن تكتمل السلسلة بإضراب الجميع عن الطعام لمدة يوم واحد فقط، في مجموع أيام تصل إلى 218 حتى كتابة هذا المقال، وجاءت فكرة الإضراب هذه من خلال قراءة صاحبة الفكرة، وهي إحدى البحرينيات، عن «الإضراب كوسيلة للمقاومة السلمية» كما أوضحت في إحدى الصحف الإلكترونية موضحة أنها لم ترغب في زيادة عدد أيام الإضراب خشية إلحاق الضرر بالمضرب، إذ يكمن الهدف في إيصال صوت المضربين للآخر المعني وخصوصاً للمسئولين في الوطن ومن هم خارج البحرين الذين لا يعلمون عن الانتهاكات الانسانية شيئاً، إضافة إلى الرغبة في الشعور بما يعانيه الآخرون ممن انتهكت حقوقهم الإنسانية.
أن يضرب هذا العدد الذي يضم أفراداً من مختلف البلدان العربية والعالمية من أجل احترام حقوق الإنسان يجعل المتابع يقف ولو قليلاً أمام أسباب هذا الإضراب والأسباب التي جعلت من هؤلاء يصرون على تحمل الجوع والعطش رغبة منهم في إيصال صوتهم إلى الآخرين والإلتفات إلى الحقوق الإنسانية المهدورة لمن يعبر عن رأيه في رغبته بمستقبل أفضل، بغض النظر عن كون هذا الرأي صائباً أم خاطئاً، وهذا المستقبل مظلم أم منير.
أجمل ما في هذا الإضراب أن أهدافه إنسانية ولا شأن لها بالسياسة، فأن تضرب عن الطعام تضامناً مع من فُصِل من عمله ظلماً، وتضامناً مع من جُرِح في مظاهرة سلمية ولم يتلقَ العلاج المناسب، وتضامناً مع من قُتِل معيله لمشاركته في مسيرة، وتضامنا مع من شُرِّد من وطنه من دون أن يحمل معه فلساً واحداً، يجعلك تشعر بألمهم ومعاناتهم، وكلما أردت أن تأكل شيئاً تتذكر أن هؤلاء قد لا يستطيعون فعل هذا فتعدل عن فكرة الأكل لأنك مضرب عن الطعام.
أفكار كثيرة يحاول البحرينيون تنفيذها في إطار المطالبة المشروعة بحقوقهم سلمياً، وأكرر المطالبة السلمية، تجعل المرء يقف عاجزاً عن الكلام وخصوصاً أمام الانتهاك الذي يعانيه هؤلاء حقوقياً ونفسياً وإنسانياً.
فهل يلتفت المعنيون إلى هذا الصوت أم يضيع وسط الفضاء الواسع، كما ضاع غيره من دون صدى؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3430 - الجمعة 27 يناير 2012م الموافق 04 ربيع الاول 1433هـ
الله يحمينا
الحركة جميلة ولكن ما منها فايدة لان المجتمع الدولي غارق في مشاكل دول ثانية وما يهه اللي يصير في البحرين .
سجلنا في السلسلة
الله يعطيكم العافية سوسن قرأنا ما نشرته مرآة البحرين عن هذه السلسلة وسجلنا بها بالفعل الشعب البحريني قادر على ابتكار جميع الوسائل السلمية للدفاع عن حقوقه
شكراً لكم استاذة وللوسط لانها صوتنا النابض بالحرية والحق