جاءت الحاجة لبناء ملعب جديد خلال فترة قياسية يتم الاستفادة منه في تنظيم بطولة الخليجي 21، لتؤكد الدعوات والمطالبات السابقة التي انطلقت بشأن ضرورة وجود المنشآت والملاعب الجاهزة القادرة على استيعاب الأنشطة الرياضية المتنوعة بشكل متواصل وسلس، وأن تكون هذه المنشآت عونا في طريق النهوض بمستوى رياضتنا ومنتخباتنا، ما يعني وجود الجدية في تطبيق هذه المنشآت المفيدة، لا المنشآت التي تضع حملا آخر بدل إزالته.

موضوع المنشآت الرياضية أحد الموضوعات المهمة والشائكة التي لم تلقَ الاهتمام المفروض سابقا، إذ كان الكل ينتظر حصول البحرين على شرف تنظيم بطولة خليجية أو قارية من أجل الحصول على منشآت جديدة جميلة، كما هو الحال مع صالات مدينة عيسى ومدينة خليفة الرياضية الجميلة جدا، ولا ننسى القرية الشاطئية التي نفذت فقط للبطولة الخليجية، وإذا بها اليوم تمحى من الخارطة، بعد أن أشاد بها الجميع وبجماليتها.

ولعل حديث الكثير من الشخصيات الرياضية عن الملعب الجديد المزمع إقامته في الصخير، تعيد المطالبات السابقة التي كررناها في أكثر من حديث، حول ضرورة بناء استادين رياضيين لكرة القدم في المحافظات الخمس وليس واحدا فقط، في خطة طموحة جدا تخدم كرة القدم في جميع هذه المحافظات، وليس في إحداها، وهو ما أكده حديث الرئيس التنفيذي للجنة البحرينية الأولمبية عن ذلك.

في الأسبوع الماضي أقامت البحرين، معرض الطيران الدولي للمرة الثانية على قاعدة الصخير الجوية التي تم إنشاؤها خلال فترة قياسية "5 شهور" فقط، في دلالة واضحة على قدرة أجهزة الحكومة الرسمية على إقامة هذه الفعاليات والمشاريع الأخرى التي تحتاجها البحرين متى ما رغبة هي.

هذا الصرح الكبير وغيره من المشاريع الكبيرة كحلبة البحرين الدولية ومدينة القدرة أمثلة عريضة على القدرة الكبيرة لدى الدولة من أجل تنفيذ كل هذه وغيرها من المشاريع التي تخدم أكبر قدر ممكن من الشرائح في هذا البلد وأحد أهم الفعاليات التي بإمكانها إبراز وإبهار العالم بقدرات البحرين، وهم الشباب والرياضة، لكن وعلى العكس، فإن ما يتم إنجازه وبسرعة فائقة لا يمكن الاستفادة منه طوال العام، بل ولمناسبات بسيطة قليلة، فلا يجوز الاهتمام فقط بالمسابقات غير الجماهيرية كما هو الوضع في حلبة البحرين الدولية للفورمولا 1 أو حتى القرية الخاصة لسباقات القدرة، كما أن تهيئة وزيادة استادات كرة القدم سيساهم في تحقيق مكاسب كثيرة تتعدى دورة الخليج وتجعل من البحرين محط استضافة الكثير من البطولات الدولية، وكذلك الفرق العالمية التي تحرص على القدوم إلى منطقة الخليج لإقامة معسكرات خارجية في الفترة الشتوية، كما هو الحاصل في دبي وأبوظبي الإماراتيتين والدوحة القطرية، وهو ما يتطلب وضع خطة شاملة، لتهيئة وإنشاء الملاعب التي يستفيد منها الجميع.

وما دام الحديث يتطرق إلى البناء الجديد المتوقع لاستاد الصخير، فإن الكلام يجر نفسه للحديث عن ملعب البحرين الوطني "ملعب جميع الاستعمالات"، إذ أصبح من غير المعقول تماما أن تعود كأس الخليج لتلعب من جديد في الملعب الذي احتضن البطولة قبل 14 عاما من الآن، ووضعية الملعب لم تتغير قط، كما رأيناها في الأسابيع الأخيرة للدوري، وذلك بسبب الضغط الكبير الذي تتعرض له الأرضية في استضافتها لجميع المناسبات الكروية وغير الكروية، وبالتالي إعادة النظر في سياسة الترقيع التي تتم في كل مرة للملعب وأرضيته.

موضوع المنشأة الرياضية الخاصة بكرة القدم، أصبح من الضرورات المطالبة فيها الدولة تنفيذها سريعا، ليس فقط لتحقيق النجاح في البطولة الخليجية المقبلة، وإنما القصد من هذه البطولات هو الاستفادة المحلية في مسابقاتها، وبالتالي تطوير كرة القدم البحرينية