برأت المحكمة الكبرى الجنائية، برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة، وعضوية القاضيين طلعت إبراهيم وعلي الكعبي، وأمانة سر ناجي عبدالله يوم أمس الثلثاء (24 يناير/ كانون الثاني 2012) بحرينياً وآخر أجنبياً في قضية موظف في وزارة الصحة متهم بإفشاء أسرار، تحصل عليها بحكم عمله، والتزوير في محررات رسمية واستعمالها، وتزوير ختم مجلس المناقصات وبه شعار الدولة، والاستيلاء على شعارات خاصة بالدولة.
وقد حضر المتهم المحكمة في جلسة يوم أمس برفقته المحامي عبدالرحمن غنيم ولؤلؤة الكعبي، للاستماع لمنطوق الحكم.
وخلال الجلسة الماضية تقدم كل من المحامية فاطمة الحواج وعبدالرحمن غنيم بمذكرة دفاعية طالبوا في نهايتها ببراءة موكلهم، كما طلبوا أجلاً لحضور شهود النفي، كما تحدث غنيم في مرافعة شفهية فند فيها الاتهامات الموجهة إلى موكله وبين أن ليس هناك أي دليل يدين موكله. وكانت النيابة العامة أمرت بحبس موظف في وزارة الصحة سبعة أيام على ذمة التحقيق، بعد أن وجهت له تهمة إفشاء أسرار تحصل عليها بحكم عمله، والتزوير في محررات رسمية واستعمالها، وتزوير ختم مجلس المناقصات وبه شعار الدولة، والاستيلاء على شعارات خاصة بالدولة، وأمرت بضبط وإحضار مدير عربي لشركة متخصصة في استيراد الأدوية عن طريق «الإنتربول». وكان رئيس نيابة محافظة الوسطى أسامة العصفور قال إنه: «إثر بلاغ من مكتب وزير الصحة إلى مكتب النائب العام بوجود بعض التجاوزات من قبل بعض الموظفين، تم عمل التحريات اللازمة، واستصدار أذونات من النيابة اللازمة بالضبط والتفتيش، وتم ضبط موظف بالوزارة مسئول عن إعداد وتقييم المناقصات الخاصة بشراء الأدوات والأجهزة الطبية».
وأوضح «تبيَّن من التحقيقات أن المتهم يقوم بالاتفاق مع شخص آخر يدير شركة لاستيراد وبيع الأدوات الطبية، بإعلامه بجميع العطاءات، التي تقدمها الشركات المنافسة، لكي يقوم هو بتحديد أسعار أقل للفوز بالمناقصات التي تطرحها الوزارة».
وأضاف العصفور «تم القبض على الموظف المتهم، فيما هرب المدير العربي لشركة الأدوية إلى خارج البلاد، وبتفتيش مقر الشركة عثر على ما يفيد بأن الموظف العربي كان يقيم بالشقة قبل هروبه، كما عثر على الأوراق المسحوبة من أظرف المناقصات التي قدمها أصحاب الشركات المنافسة، وصوراً كاملة لعطاءاتهم وصور الأجهزة التي كانوا سيقومون بتوريدها». وتابع «بمواجهة المتهم بهذه المضبوطات اعترف بعلاقته بالمدير الهارب منذ فترة طويلة، وأنه كان قد أجرى معه اتفاقاً فاز بمقتضاه بمناقصة لتوريد أدوات بقيمة 44 ألف دينار في فترة سابقة، وأنه كان يرتب معه للفوز بمناقصتين قيمتهما أكثر من ربع مليون دينار، تم توقيفهما بعدما وردت بلاغات للوزارة». وقال: «اعترف الموظف أيضاً بأنه يتلاعب في الأوراق الخاصة بالتأمين الذي يدفعه كل من يدخل المناقصة، لصالح هذا المدير ويقلل من المبالغ التي يفترض أن يدفعها».
وأشار رئيس النيابة العامة إلى أن «النيابة استجوبت صاحب الشركة الأم، الذي أفاد بأنه قد أجرى حواراً بينه وبين الموظف المتهم عرف منه أن الموظف يفشي أسرار المناقصات الخاصة بالوزارة»
العدد 3427 - الثلثاء 24 يناير 2012م الموافق 30 صفر 1433هـ