أصبح انتصار فريق ريال مدريد "الملكي" على غريمه التقليدي فريق برشلونة أشبه بالمهمة المستحيلة إن لم يكن المستحيل بحد ذاته قياسا لما يقدمه الفريقان في مواجهتهما المباشرة.

الريال يظل طوال المباراة في مواجهة برشلونة ليس يلهث وراء الفوز فقط وإنما هو يلهث وراء الكرة التي لا يحصل عليها سوى في لحظات بسيطة سرعان ما يستعيدها منه برشلونة من خلال أسلوب الضغط العالي والمتواصل الذي يعتمده مدرب الفريق الإسباني بيب غوارديولا الذي وجه للمدرب البرتغالي الداهية جوزيه مورينهو صفعات متوالية أطاحت به من عرش أفضل المدربين.

المشكلة باعتقادي ليست في مورينهو وقدراته التكتيكية وإنما المشكلة في برشلونة الذي يلعب من دون أخطاء في مواجهة الريال تحديدا، ويؤدي لاعبيه أفضل ما لديهم دائما.

مورينهو في كل مرة يحاول ويحاول ويجتهد برسم تكتيكي جديد وبأسماء جديدة وفي كل مرة على غير عادته في المسابقات الأخرى يعود خاوي اليدين، والسبب أن برشلونة يمتلك الحلول لكل التكتيكات!.

الريال تمكن في المواجهة الأخيرة بكأس إسبانيا من التضييق كثيرا على مفاتيح اللعب الرئيسية في برشلونة فلم نشاهد العبقري ميسي بأدائه المعهود، وكذلك إكزافي وإنييستا وفابريغاس وداني ألفيش وهم من يصنعون الفارق لبرشلونة.

لكن ما لم يتوقعه مورينهو حسبما صرح هو أن يأتي الهدف الأول من ركلة حرة كون الاعتقاد السائد كان أن الريال هو الأقوى بكثير في الكرات الثابتة ليظهر العكس في هذه المرة بشكل فاجئ مورينهو، وما لم يتوقعه أيضا ولم يصرح به أن يأتي الهدف الثاني من أبيدال تحديدا الذي لم يسجل سوى هدف واحد طوال مسيرته مع برشلونة ليتأكد لمورينهو أن هزيمة برشلونة أشبه بالمهمة المستحيلة، لأن الحل يأتي دائما ومن مختلف الأوضاع.

البعض يعتقد أن المدرب مورينهو يعتمد على الأسلوب الدفاعي وعلى الخشونة في مواجهة برشلونة وهذا سبب خسارة الريال، والصحيح ألا مورينهو يعتمد الأسلوب الدفاعي ولا الفريق يعتمد الخشونة المتعمدة وإنما برشلونة من يفرض على الريال أن يلعب مدافعا لأنه لا يحصل على الكرة أبدا فكيف يهاجم من دون كرة؟!

ومن يلعب كرة القدم يدرك أن الخشونة هي أمر طبيعي لمثل هذه الحالة لأن فريق باسم الريال ومكانته ومكانة لاعبيه يظل طوال المباراة يلهف وراء الكرة من دون أن يتحصل عليها، فتكون ردة فعل لاعبيه الخشونة المتعمدة كنوع من الثأر الشخصي وحفظا للكرامة المهدورة في داخل الملعب، وهذا طبعا ليس تبريرا لمثل هذا الفعل المشين ولكنه توصيف للواقع وللحالة النفسية للاعبين.

بالفعل أصبح انتصار الريال على برشلونة أشبه بالمهمة المستحيلة لأن الريال مهزوم نفسيا وفنيا قبل أن يدخل المباراة، إلا إذا كان برشلونة ليس في يومه وهذا لم يحصل حتى الآن عند مواجهة الريال