العدد 3426 - الإثنين 23 يناير 2012م الموافق 30 صفر 1433هـ

حكام مثل الفل!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

أثبتت ثورات الربيع العربي أن الزمن قلَّ أن يجود بمثل بعض الحكام الذين أفرزتهم هذه الثورات! صحيح أن المواطن العربي كان يعرف أشياء كثيرة عن حكامه، ولكن المؤكد أنه لم يكن يعرفهم على حقيقتهم كما هي فعلاً!

الحكام الذين سقطوا، ومثلهم الآيلون إلى السقوط، كانوا يحبون شعوبهم مثل حب قيس لليلى، بل أكثر من ذلك الحب في كثير من الأحيان! وكنت كلما سمعتهم يتحدثون عن شعوبهم أخشى عليهم من عيون الحساد من الغربيين والأميركان وأمثالهم ممن لم يجد عليهم الزمن بمثل حكامنا!

السيد علي عبدالله صالح - آخر المخاليع - طالما تغنى بحب شعبه له، وطالما أكد أنه جاء برغبةٍ من هذا الشعب، وعندما حانت ساعة الجد ورأى كيف خلعه شعبه، وكيف ينظر إليه هذا الشعب، تمسك- بكل أسنانه - بالحصانة التامة التي تضمن له السلامة من ملاحقة شعبه له بجرائمه التي ارتكبها بحقهم!

أقول: لو كان مقتنعاً بحب شعبه له؛ هل كان سيعمل كل شيء في سبيل الحصول على تلك الحصانة؟، ثم ألا يعلم صالح أن هذه الحصانة مرفوضة عقلاً وشرعاً وقانوناً، وأن شعبه سيلاحقه حتى نهاية المطاف؟ لقد قتل منهم الكثير لكي يبقى جاثماً فوق صدورهم، لكنه فشل في ذلك!

ملك ملوك إفريقيا وصاحب الألقاب الكثيرة طالما صرخ بأعلى صوته أن معه الملايين، وأن الثوار مجموعة من الجرذان! والحقيقة أنهم جميعاً ينظرون إلى شعوبهم مثله، وعندما وقع في أيدي من وصفهم بـ «الجرذان» لم يطيقوا تحمّله وفعلوا ما فعلوا! وهذا يؤكد صدقه.

ابن علي وحسني كانا يرددان المقولات نفسها؛ يحبون شعوبهم بـ «عنف»، ولكن قتلهم لمئات من شعوبهم لا يتنافى مع تلك المحبة! وسرقة مال الشعب لمصالحهم ومصالح أقاربهم هي أيضاً لمصلحة الشعب! ولهذا جاءت ردة الفعل الشعبية متناسبة مع ما كان يفعله أولئك بشعوبهم.

ويبقى الآيل إلى السقوط (بشار) الذي يحب شعبه بعد حبه لله مباشرة! الحقيقة لست متأكداً من حبه لله، فهذا لجأ إلى تفجير شعبه أكثر من مرة! ربما رغبةً منه في إرسالهم إلى الآخرة في أسرع وقت ممكن. تفجير الباص في ادلب الذي كان ينقل مجموعة من المساجين كان آخر إبداعاته، وربما يتفتق ذهنه - الشريف - عن إبداعات أخرى، فشعبه يستحق منه ذلك!

السيد (بشار) قتل أكثر من ستة آلاف، وكان يتفنن مع رجاله في وسائل القتل والتعذيب، ومع كل ذلك لايزال يحب شعبه، ولعلنا نرى قريباً كيف سيعبر شعبه عن حبه للرئيس الطيّب!

إن ثورات العرب كشفت عن حكام تمرسوا في الكذب والإجرام؛ حكام اقتاتوا على حياة شعوبهم، ثم اقتاتوا على جثثهم لكي يبقوا، ثم عرفوا وعرف العالم كله كم كانوا أغبياء حينما لم يخططوا لساعاتهم الأخيرة

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3426 - الإثنين 23 يناير 2012م الموافق 30 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:44 ص

      بعين واحدة فقط

      الحكام الذين سقطوا، ومثلهم الآيلون إلى السقوط، كانوا يحبون شعوبهم مثل حب قيس لليلى،!!!!!!!!!

    • زائر 2 | 12:36 ص

      لم تذكر حكام آخرين

      لماذا هذا التحيز والخوف أنت صحفي باشر عملك بشفافية ومن دون خوف .

اقرأ ايضاً