بعد مشاركة منتخباتنا في دورة الألعاب الرياضية الخليجية التي أقيمت في البحرين ودورة الألعاب العربية التي أقيمت في الدوحة أصبحنا بحاجة إلى تقويم علمي صحيح قائم على القياس ودراسة نتائج كل منتخب على حدة، لمعرفة مستوى تطور اللعبة لأن النتائج خير قياس لعملية التقويم، وألا يترك الحبل على الغارب للاجتهادات الذاتية أو أهواء أعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية الذي لم يتم اختيار الغالبية منهم لا بسبب التخصص في اللعبة أو خبرات تراكمية سابقة، إنما جاء لملء فراغ مقاعد خالية في هذه الاتحادات. كما جاء إشهاره الاتحاد في ظل عدم وجود عدد كافٍ من الأندية التي تمارسها ولكن أعطيت مسمى اتحاد لزيادة عدد الاتحادات الرياضية الأولمبية!

فمن قريب لم تكن للاتحادات الفردية التي شاركت في الدورتين السابقتين أي مشاركات واضحة كنا نستطيع أن نقوم بها مستوى اللعبة عدا ألعاب القوى التي نقرأ عن نجومها الكثير ولكننا لم نشاهدهم على أرض الواقع في الدورة التي أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا، كما كشفت الدورتان السابقتان بأن البعض من أبطال المنتخبات على الورق فقط. فلم تحقق النتائج التي نتوقعها أو نتأملها وخصوصا أنها استعدت الاستعداد الجيد بإقامة معسكرات خارجية.

أنا لن أخص الحديث عن لعبة محددة في هذا المقال ولكني أريد أن أؤكد على حقيقة مهمة ليست غائبة عن الجميع، فالرياضة البحرينية بسبب إمكاناتها المتواضعة، والعنصر البشري القليل العدد، يجعلها مطالبة - دائما - بالاهتمام بالألعاب الفردية وإعطائها الدعم الكامل لأنها الوسيلة الأمثل لتحقيق النتائج في مثل هذه الدورات الرياضية، وخير دليل على صحة ما ذهبت إليه بأن منتخبات كرة اليد والطائرة والقدم في الدورة الخليجية التي أقيمت في البحرين، حققت 3 بطولات من أصل 4 بطولات جماعية، ولكن البحرين -للأسف- لم تحقق لقب المركز الأول!

لذلك أتمنى من اللجنة الأولمبية راعية الرياضة البحرينية التركيز على الألعاب الفردية ووضع خطة علمية لتطورها، وخصوصا أن الدورتين الماضيتين قد أثبتتا بأن هناك من هم أبطال حقيقيون من ذهب يستحقون الرعاية والاهتمام وجزيل العطاء، كما أن هناك أبطالا -فقط- على الورق