يرتبط المسلمون بالنبي (ص) فهو القدوة الأولى لهم وهو أفضل المخلوقات على الإطلاق، ويتميز بعلمه وحكمته وصلابته وجَلـَده وصبره فضلا عن صفات العبادة وغيرها من الصفات، إلا أن الاخلاق التي كان يتحلى بها (ص) كانت محورا مهما إن لم يكن الأهم في شخصيته، حتى أن القرآن الكريم لم يصف شيئاً بالعظمة في أي مخلوق سوى أخلاقه (ص) وذلك في قوله تعالى «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (القلم: 4).
وكانت أخلاق النبي قبل إعلان نبوته وبعدها مضربا للمثل عند العرب، فكان معروف بالصدق والأمانة عند الجميع، كما انه تعامل مع أعدائه بأخلاق رفيعة وتذكر لنا الروايات القصة التي كانت تدرس لنا في المدارس أنه افتقد شخصاً كان يرمي الأوساخ في طريقه، حتى إنه كان يرميها عليه، وعند سؤاله عنه اتضح انه مريض فزاره، فمرونته وأخلاقه كانت كالمغناطيس الروحي الذي يجذب الناس من حوله، ولو كان عكس ذلك لشكل عامل تنافر وفي ذلك قول القرآن الكريم «وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» (آل عمران: 159).
والانتماء للإسلام، هو انتماء قول وعمل وإيمان، لا انتماء مصالح ومخالفة في الأعمال وابتعاد عن تصديق إيماني به، فقد ينتمي شخص للإسلام بالقول ويترتب عليه ما يترتب على أي مسلم من حرمة الدم والعرض والمال وغيرها من الأمور، إلا أن هذا الانتماء يظل انتماء قول لا فعل إن لم يترجم إلى التزام بأحكام الإسلام في العمل، وتأثر به القلب.
فالحديث مثلا عن تطبيق شرع الله، لا يمكن أن يكون وفق المصالح والانتماء بل إن شرع الله يطبق وفق المبادئ والمعايير التي وضعها الإسلام، فمثلا لا يمكن للبعض أن يطالب بتطبيق شرع الله في القضايا التي تعج بها المحاكم في الوقت الذي قبل هو بتقرير لجنة بسيوني الذي أكد أن سير القضايا لم يكن صحيحاً، كما أن الاعترافات أخدت بالإكراه، فإذا كان الإعدام من شرع الله، فهل التعذيب من شرع الله؟ وهل المحاكمة القائمة على اعترافات اخذت بالإكراه من شرع الله؟. «أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ. مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ» (القلم: 35 - 36)، لا دخل لشرع محمد (ص) به أبداً، فشرع محمد قائم على العدل وأساسه صحيح، وما بينه أخلاق وعفو وكظم للغيض.
ولا أعلم يا أصحاب المطالبة بشرع الله، أليس الناس صنفين «أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»؟ هل من شرع الله السكوت عن الضحايا الذين تحدث عنهم تقرير بسيوني، أم أن هؤلاء خارج تغطية ضميركم القائم على شرع مصلحتكم لا شرع الله؟ لأن هؤلاء إن لم يكونوا مسلمين في نظركم فهم بشر، وحرمة القتل في الإسلام وصلت لحرمة المثلة وقتل الحيوان فما بالكم بالبشر.
أمن شرع الله، أن تجوَّع آلاف العوائل، وأن تسعون لتوظيف أقربائكم والمنتمين لأحزابكم مكانهم؟ وأمِن شرع الله أن يظل أطفال من دون أمهم فقط لأنها استمعت لأناشيد أو هتفت للمطالبة بكرامتها؟
أي شرع ذلك الذي تريدون، شرع الله النازل على سيد رسله محمد (ص)، الذي يعج بالمبادئ والمثل والأخلاق والتسامح والسلام والمحبة، فمحمد رسول المحبة والسلام، أم الشرع الذي يحكم بهواكم ومصالحكم؟
وللجميع قوله (ص): «جُبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها»
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 3423 - الجمعة 20 يناير 2012م الموافق 26 صفر 1433هـ
وهل الاسلام
تطبيق لشرع الله قبل ان يكون هناك عدل ومساواة ؟؟ وهل يطبق شرع الله على ناس مظلومون ام يجب اقامة العدل ثم التكلم عن شرع الله ؟؟
هل هناك محمد ص واحد او مجموعة
اعتقد عزيزي انك تعلم ان المسلمين انقسموا الى مذاهب وطوائف وكل مجموعة ادعت انها امتداد للرسول ووصفت الرسول وفق رغباتها واهوائها حتى اصبح لكل طائفة رسول وكل طائفة اخذت تكفر الطائفة الاخرى وتعتبر ذبحها وسبي نسائها من اصول الاسلام ورسالة الرسول والذي لم يفعل فانه مخالف للاسلام والرسول هل الرسول فال ارسلت للذبح فاذبحوا هل الرسول امر بغزوا الاخرين ونهب اموالهم وسبي نسائهم وتوزيعها على المسلمين غنائم هل الرسول قال من مبطلات الصلاة الكلب الاسود والمرأة هل الرسول لعن اليهود والنصارى لانهم جعلوا قبور
H.A
يا رسول الله عذرا من فعال الادعياء
سُنة قالوها أُفكاً ثم أرادوا نيل من رقاب الاوفياء
يا أبى القاسم جرح أوال غائرٌ فاض دمع و دمااء
سنة قالوهاا أفكاااً
مأأجوورين أمة محمد :(
نعم القول
إقتطافا من المقال:أمن شرع الله، أن تجوَّع آلاف العوائل، وأن تسعون لتوظيف أقربائكم والمنتمين لأحزابكم مكانهم؟ وأمِن شرع الله أن يظل أطفال من دون أمهم فقط لأنها استمعت لأناشيد أو هتفت للمطالبة بكرامتها؟
التعليق:لقد أصبت كبد الحقيقة و شكرا.
من البحرين
أحسنت أخي بارك الله فيك
...
ومن قال أنهم يتبعون الرسول؟؟ هؤلاء يدعون الإسلام ولكن من دون تطبيقه
نحن مسلمون بلا اسلام
المحن تكشف مدى تمسكنا كمسلمين باسلامنا والحمد فقد كشفت لنا هذه المحنة ابتعادنا الكبير عن جوهر الاسلام وحقيقته فهناك من يعطي لنفسه الحق في التكفير والتدخل في جوهر الاعتقاد والذي لم يرتضي الخالق عز وجل لاحد حتى من انبيائه ورسله مهمة التكفير فكان نبينا ص يتعايش حتى مع المنافقين الذين كشفهم الله لنبيه واوضحهم ولكنه يعاملهم بالظاهر
فما بال البعض اصبح نبيا اكثر من الانبياء ووصيا على نوايا الناس فيدخل هذا ويخرج هذا من الدين فهل تأكد من سلامة معتقده اولا