العدد 3423 - الجمعة 20 يناير 2012م الموافق 26 صفر 1433هـ

محمد المشعل... من عامل فبركة إلى صاحب مشروع ألمنيوم طموح

أصلح زجاجة مكسورة فعادت عليه بأعمال تصل إلى 20 ألف دينار

بدأ عاملاً في مصنع براتب 120 دينارا في 1982، فتعلم فبركة الألمنيوم وأسس مصنعا للألمنيوم، وحقق طموحه الذي وضعه نصب عينيه عندما كان صغيراً. إنه صاحب مصنع ألمنيوم الشرف سيدمحمد المشعل من قرية سترة.

ومن أطرف مواقفه، أنه قام بإصلاح زجاجة مكسورة لأحد المواطنين مجاناً، وهذا المواطن رد الجميل بأعمال تصل إلى أكثر من 20 ألف دينار.

وتحدث المشعل عن قصة حياته في عالم الصناعة مع صحيفة «الوسط» وهذا هو اللقاء:

كيف كانت بداية مشوارك؟

- في بداية الثمانينيات من القرن الماضي في 1982 حصلت على عمل في مصنع الزامل للألمنيوم في ميناء سلمان براتب 120 ديناراً شهرياً.

وأحببت العمل وتعلقت به، فكنت مولعا بصناعة منتجات الألمنيوم من أبواب ونوافذ وشبابيك وغيرها، وخلال أشهر من العمل في الزامل، تعلمت مهنة فبركة الألمنيوم بسرعة، لأنني تعلقت بها وأحببتها.

ونتيجة لهذا الولع، قررت ممارسة المهنة في المنزل، في فترة العصر والمساء، بعد انتهاء فترة العمل في الزامل.

ذهبت إلى إخواني، وقلت لهم أريد شراء مكينة، لممارسة المهنة في المنزل، فنظروا إليَّ بنوع من الاستغراب، ربما هم غير مقتنعين في بداية الأمر، أو ربما كان الأمر نوعا من المغامرة في المجهول.

ولكن والدتي التي دائماً ما تسمعني دعواتها لي بالنجاح والتوفيق، قوَّت من عزيمتي وإصراري، وبعدها أخي الأكبر علوي الذي كان يراقبني بقلبه الطيب، ليقدم الدعم كلما احتجته.

اشتريت مكينة صغيرة، لصنع المنتجات الخفيفة مثل شباك النوافذ، وحماية النوافذ. وعندما أعود من العمل من مصنع الزامل، أذهب إلى المنزل (منزل أخي علوي الذي أسكن فيه)، وأمارس المهنة وأنتج، كنت أقوم بالعمل وحدي من الألف إلى الياء، من شراء المواد، واخذ المقاسات، والتخطيط، والتقطيع، والتركيب، وإذا كانت الأمور كبيرة أطلب المساعدة من إخواني أو أقربائي، أو أصدقائي.

هل واجهتك تحديات أو صعوبات عندما كنت تعمل في المنزل؟

- كنت أسكن في منزل أخي، وفي البداية بدأت فوق سطح منزل أخي، والأهل يسكنون في الطابق الأرضي، والمنزل في وسط الفريق، وصوت الآلات والمكائن مزعج. كما أن سطح المنزل كان مكشوفاً، لا يقي من الحر ولا من البرد، وأواجه مشاكل في الشتاء عندما يسقط المطر.

هل انتقلت إلى مكان آخر؟

- بعد فترة من العمل في منزل أخي، انتقلت إلى منزل أختي أم عبدالله، حيث كان في منزلهم مساحة صغيرة من الأرض، فقمت بتسقيفها، وتعديلها، ما ساعدني على تطوير العمل بشكل أفضل، وتحسين العمل وزيادة الإنتاجية.

ولكن بعد مدة، أصبحت بحاجة إلى مكان أكبر، ليتناسب مع حجم العمل والطلب وكذلك مع خطط التوسع والتطوير، فكان لدينا بيت قديم مهجور يملكه الوالد رحمه الله مساحته 100 قدم عرضاً و100 قدم طولاً، (10 آلاف قدم مربع)، وانتقلت إلى بيت الوالد، وتطور العمل بشكل أكبر وقفزت الإنتاجية إلى مستويات عالية.

وكنا نصنع منتجات متنوعة من أبواب ونوافذ وشبابيك وغيرها من منتجات الألمنيوم، والزبائن بطلباتهم يأتون من كل مكان، حصلت على فلل ومبان على مستوى عال، واشتهرت في الزلاق في ذلك الوقت، إذ حصلت على أعمال كبيرة في الزلاق من فلل فخمة ومبان راقية.

هل وظفت عمالا معك؟

- في البداية كنت أقوم بكل شيء، أما الأشياء التي تكون فوق قدرتي فأطلب المساعدة من إخواني أو أقربائي أو أصدقائي، ثم عملت مع صديقي علي السواد الذي يمتلك الآن مصنع الصقر للألمنيوم، وكنا نعمل مع بعضنا، وعندما انطلقت إلى منزل الوالد، جاء عامل هندي الجنسية اسمه «بيلو»، وطلب العمل معي، فوافقت، (وعلى نياتكم ترزقون)، من لطف الله أن هذا العامل كان يجيد المهنة وهو فني ألمنيوم ويجيد العمل بشكل محترف.

وبعدها وظفت عمالا، عندما حصلت على عقود كبيرة من مركز عبدالنبي التجاري، ما دفعني لتوظيف عمال جدد لمواكبة التطورات في العمل. وكذلك بهدف التأكيد على الالتزام بالوقت والعمل.

هل كانت وزارة الصناعة تسمح في ذلك الوقت بممارسة المهن في المنزل؟

- طوال عملي في المنزل، منزل أخي أولاً ثم منزل أختي وبعدها منزل الوالد، من سنة 1982 إلى 1992 طوال 10 سنوات كان العمل غير رسمي ومن دون ترخيص أو سجل تجاري، لأنه في تلك الفترة لا تعطى تراخيص لأي شخص، ومن الصعب الحصول على ترخيص.

وفي العام 1992 أصدرت إدارة البلدية مخالفة (إنذار) على الورشة في المنزل، وعندما ذهبت للبلدية، أخبروني بأن هناك شكوى من أحد أهالي الفريق، بخصوص الإزعاج وصوت الآلات والمكائن، وطلبوا مني تعديل أوضاعي, وأعطوني مهلة 6 شهور.

تفاعلت بإيجابية مع البلدية، على رغم أن فترة 6 شهور قصيرة، ولكن العزم والإصرار والإرادة، جعلني أنطلق للبحث عن مكان صناعي، وبعيد عن السكن، حتى لا يحدث إزعاج لسكان. بعد بحث وجهد كبير، وجدت قطعت أرض تابعة للأوقاف الجعفرية في قرية العكر، وهي أرض المصنع الحالية.

كان وضع الأرض مأساويا، المياه تغمر الأرض بارتفاع متر، ولا توجد شوارع، أو خدمات مناسبة، ولكن كنت انظر نظرة مختلفة، أنظر إلى الأمور الإيجابية، واضع الحلول لكل المشاكل، حتى أحول الأرض المغمورة إلى مكان صالح لإقامة ورشة لصناعة الألمنيوم.

لم انتظر لحظة واحدة، خلصت كل الإجراءات مع الأوقاف الجعفرية، وتعاقدت مع مقاولين لردم الأرض وتسويتها، ورصف الطرق وغيرها من الأمور، كنت في سباق مع الزمن بعزم وإرادة، وأنجزت المهمة في أقل من الشهور الستة التي منحتني إياها البلدية.

وخلال هذه الفترة في زمن يعتقد الكثير بأنه من المستحيل الحصول على سجل تجاري، طلبت من والدتي أن تدعو لي بالتوفيق للحصول على سجل تجاري، كي أعمل بشكل رسمي، وكتبت رسالة إلى وزارة الصناعة، وأرسلت لهم صورا عن الورشة التي أعملها بها في المنزل.

وجاء مندوب من وزارة الصناعة، وكشف على الورشة في منزل والدي، وشاهد العمل والإنتاج، فقال المندوب، أنت تستحق الحصول على رخصة، أنت مثال للعامل البحريني المجد، وكان تجاوب الوزارة في أقصى مراحل الإيجابية، وحصلت على تسهيلات ودعم من الوزارة.

ومنذ العام 1992 عملت بشكل رسمي، وتركت العمل كعامل لدى الشركات، وتفرغت للعمل في شركتي أو مصنعي الخاص، أعمل لنفسي، وفتحت مصنع ألمنيوم الشرف في ذلك العام في قرية العكر الشرقي على أرض تابعة للأوقاف الجعفرية.

وعملت حفل افتتاح للمصنع، وقصت شريط الافتتاح أمي، التي كانت بالنسبة لي مصدر النجاح والتوفيق، ولدي إيمان عميق بأنه إذا صادفتني مشكلة فوق طاقتي، أتوجه إلى والدتي، وأطلب منها أن تدعو لي، وفعلاً كل المشاكل تنفرج وأجد الحلول عندما تدعو لي أمي بالخير والنجاح والتوفيق.

قبل الافتتاح، ذهبت إلى موظف البلدية، وطلبت منه أن يخبرني باسم الشخص الذي قدم شكوى بشأن الإزعاج، لكن الموظف رفض، كنت أريد أن أعرف هذا الشخص، لأقدم له الشكر والامتنان، لأنه نفعني، والشكوى نبهتني إلى أشياء كبيرة، وكانت الشكوى دافعا للبحث عن مكان آخر، والتطور والتوسع والنمو.

وكنت أريد أن أدعو الشخص الذي قدم الشكوى، لحضور حفل الافتتاح، وأقوله له شكراً لك، فأنت سبب هذا التطور، وفتح المصنع. إلى الآن أريد أن أعرف هذا الشخص لأقدم له الشكر، وحتى اليوم كلما التقي موظف البلدية أطلب منه أن يكشف لي عن اسمه، ولكنه يرفض.

كونت خبرتك في مصنع الزامل، ومن ثم أسست مشروعك الخاص...؟

- بنيت خبرتي في عدة مصانع وشركات منذ العام 1982 حتى 1992، أول مصنع عملت فيه مصنع الزامل، ثم انتقلت إلى ألمنيوم الرضا، ثم ألمنيوم الصايغ، والشركة العالمية اينرفرسال وغيرها.

كنت انتقل من مصنع إلى آخر، لكسب الخبرات والمهارات والإدارة وغيرها من الأمور التي تساعدني على تكوين شخصية متمكنة بشكل جذري من صناعة الألمنيوم، والانطلاق بمشروع ناجح على مستوى عال.

بعد أن كسبت كل الخبرات، تركت حياة «العمل كعبد»، وأطلقت مشروعي الخاص، لتحقيق أهدافي وطموحي في الحياة.

ووظفت الكثير من العمال، لمواكبة التطورات في السوق مع تنامي الطلب الناتج عن عمليات البناء للبيوت والفلل والمباني.

هل كانت الآلات والمعدات مكلفة في تلك الفترة وهناك صعوبة في شرائها؟

- الآلات والمكائن والمعدات، يمكن أن تحصل على الأموال الكافية لشرائها، من خلال عمل أو عملين، فصناعة الألمنيوم في ذلك الوقت خير، وتدر أموالا على أصحابها.

المكينة بسعر 150 دينارا من شركة قاسم أسيري، وآلات بسعر 120 دينارا، العملية غير مكلفة، والمهنة بنفسها تغطي التكاليف.

ما هي أهم كلمة أثرت في حياتك المهنية؟

- عندما كنت أعمل في أحد المصانع، اتفقت مع العمال على تشكيل لجنة عمالية، لطلب زيادة للرواتب والضغط من خلال الإضراب عن العمل.

وتم اختياري لتمثيل النقابة، لإيصال الرسالة إلى المدير، وفي مواقف السيارات عندما نزل المدير من سيارته مباشرة، قلت له، لدينا طلب زيارة الرواتب وإلا سنعمل إضرابا.

فرد علي قائلاً: «يا ولدي، أدخل واشتغل، واحفظ الشغلة، وتنفع روحك بكرة، في أيام الشدة... والمصنع يقدر يجيب 100 عامل».

كانت هذه الكلمة مؤثرة جداً، أثرت في وجداني، وأخذت بنصيحته، أن أتعلم المهنة لأنفع نفسي في المستقبل، بتأسيس مشروع خاص، ولهذا محمد الزامل كان له فضل، كلمته، ونصيحته كانت مؤثرة.

ولهذا، ذهبت للعمال، وقلت لهم أنا أنسحب من اللجنة، ولن أذهب معكم لوزارة العمل لتقديم شكوى. سأعمل، وسأحفظ المهنة وأتعلمها.

وأنا إلى الآن أحتفظ بصور محمد عبدالله الزامل رحمه الله، لأن له فضل، بنصيحته. وبعد أن أسست مشروعي كنت اتصل له باستمرار واشكره.

ولهذا، أنا دائماً، أنصح البحرينيين الذين يعملون لدي، أن يتعلموا الحرفة أو المهنة، ومن ثم ينطلقون لتأسيس مشروع خاص لهم، لتحقيق طموحهم في الحياة. وأقول لهم سأساعدكم في فتح المحل، وسأساعدكم في بعض الأعمال.

هل هناك بحرينيون عملوا لديك وأسسوا مشاريع لهم؟

- نعم، واحد منهم فتح مصنع المزن للألمنيوم، وواحد فتح مصنع فوكس للألمنيوم، وواحد فتح مصنع دار الزهراء، وواحد فتح مصنع الحدود للألمنيوم... وغيرهم.

وأنا مستعد لمساعدة أي بحريني يريد أن يفتح له محل ألمنيوم، الشباب في البداية يدخل يتعلم ويتدرب على صناعة الألمنيوم. ونحن نساعد أصحاب المصانع وخصوصاً المبتدئين، بتزويدهم بأعمال، أو وضع إعلاناتهم، وتزويد الزبائن بأرقام الاتصال، وكذلك، المواد الأولية، فمثلاً شاب مبتدئ قد يحتاج إلى متر واحد من الألمنيوم، فيريد أن أن يشتري لوح ألمنيوم طوله 6 أمتار، نحن نبيعه مترا واحدا، وبالتالي يوفر الكثير من المال والتكاليف.

ونصيحتي للشباب أن يؤسسوا مشاريع لهم، للانطلاق إلى آفاق أوسع في تحقيق طموحهم وتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم. العمل الحر خير كله خير. وألا يخافوا، فأهم شيء في المهنة هو الالتزام بالوقت والعمل، والإخلاص والصدق، والصدقية، والنزاهة... وغيرها، وهذه كلها ستخلق لك سمعة، على اثرها سيأتي الزبائن من كل مكان.

فمثلاً، أنا منذ أن عملت منذ 1982 حتى اليوم، الأعمال تأتي وأنا جالس مكاني. ولم استخدم أسلوب الذهاب إلى المنازل المبنية لإقناع الزبائن. كل هذا بفضل السمعة التي تأتي من الالتزام بالوقت والإخلاص والصدق، وحسن المعاملة مع الزبائن.

ما هو أهم موقف صادفك مع الزبائن؟

- أحد المواطنين، كان له منزل، ويشعر بالضيق من زجاجة مكسورة في محله، ويريد إصلاحها، ومصانع الألمنيوم تتهرب منه، لأنها غير مربحة، وأصحاب المصانع غير مستعدين لوقف عامل من أجل إصلاح زجاجة مكسورة، فهم يفكرون من منطلق تجاري بحت، يريدون عمل شيء مربح.

هذا المواطن، اتصل بي، فقلت له الآن، يتم تصليح الزجاجة، وفعلاً في الوقت نفسه، ذهبت مع عامل، واستبدلت الزجاجة.

وقال المواطن، كم كلفة الزجاجة، فقلت له رحمة والدين. فقال: «ما يصير، كم الكلفة». فرددت عليه: لا أريد مالا، أريد رحمة والدين.

هذا المواطن، أحبني، وعندما أحبني تعامل معي، وأتى بأعمال تصل إلى أكثر من 20 ألف دينار.

من زجاجة مكسورة أصلحتها مجاناً، حصلت على أعمال من ورائها بأكثر من 20 ألف دينار. فأهم شيء حسن المعاملة مع الناس.

وكذلك، سرعة الانجاز تمنحك ثقة واحترام الجميع، عندما أصلحت له النافذة في الوقت نفسه، حصلت على ثقته واحترامه، ولهذا هو فضل التعامل معي.

أكثر الشخصيات التي أثرت في حياتك؟

- أمي رحمها الله، فتعلمت منها حب الناس وحسن المعاملة والإخلاص والصدق وغيرها من الصفات، التي كانت كالمغناطيس الذي يجذب الناس للتعامل معي، وشراء احتياجاتهم من مصنعي.

وأخي الكبير علوي أبوشرف، الذي كان يتابعني في فترة عملي، وعلمني على الالتزام بالوقت والعمل، ما أكسبني ثقة واحترام الجميع.

وصاحب مؤسسة عبدالنبي التجارية، الذي ساعدني على التطور من خلال منحي العديد من العقود والأعمال، وعلمني أهمية المثابرة في العمل. مؤسسة عبدالنبي التجارية لها فضل في توسعي وتطوري، ومدتني بأعمال كبيرة، ما زاد الطموح لدي للتوسع والتطور.

ومحمد عبدالله الزامل، الذي ألقى نصيحته في قلبي عندما قال لي: «يا ولدي، أدخل واشتغل، واحفظ الشغلة، وتنفع روحك بكرة في وقت الشدة». فعلاً عندما حفظت المهنة نفعتني في حياتي

العدد 3423 - الجمعة 20 يناير 2012م الموافق 26 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 11:16 ص

      غدا بداية مشوار نجاحى ان شاء الله

      امنى ان اكون مثله وان يرزقنى من الحلال وان يوسع على واحقق طموحى

    • زائر 2 | 11:01 م

      إلى منصور الجمري رئيس الوسط

      لو تركزون على كتابة قصص التجار، بيكون شيء إيجابي لتشجيع الشباب على تأسيس مشاريع عائلية، وها بيساعد على حل مشكلة الفقر، والشاب بدل ما يكون عاطل يستثمر قدراته في تأسيس مشروع، وهذا المشروع بيشغل أخوانه وأخواته، بيوفرون وظائف.

    • زائر 1 | 10:37 م

      قصة رائعة

      وهذا مثال، الانسان يستطيع أن يبني نفسه، ويبدأ من الصفر، ويحقق أحلامه.

اقرأ ايضاً