ومضة عين كانت كفيلة بتأليف كتاب بيعت منه ملايين النسخ وكان سبيلاً لإيقاظ إرادة عشرات الآلاف ممن قرأوا الكتاب كي يأخذوا منه العبرة. ومضة عين كانت هي الوحيدة التي تكتب وتترجم وتجيب على كل الأسئلة وتسرد الحكايا.
يبدو خيالاً هذا الذي ذكرت في الفقرة أعلاه، لكنه حقيقة، واقع وجد الكاتب الصحافي الفرنسي جان دومينيك بوبي نفسه به وهو في الثالثة والأربعين من عمره، بعد أن أصيب في 1995 بسكتة دماغية أدت إلى توقف جميع أعضاء جسده عن الحركة إلا عينه اليسرى التي كانت سبيلاً إلى كتابة مذكراته الكاملة التي كانت تحت عنوان «the diving bill and the butterfly» وهو عنوان الفيلم نفسه الذي أخذ عن المذكرات وفاز بجوائز كثيرة منها أفضل إخراج وأفضل نص.
حققت مبيعات المذكرات مبيعات هائلة قدرت بـ 25 ألف نسخة في اليوم الأول لنشر الكتاب وقبل وفاة المؤلف بعد 3 أيام من نشره بسبب التهاب رئوي، ووصلت مبيعات الكتاب إلى 150 ألف نسخة في الأسبوع الأول ثم ما لبثت أن بيعت منه ملايين النسخ حتى اليوم.
فقد بوبي الوعي عشرين يوماً ثم وجد نفسه على سرير لا يقوى على تحريك أي جزء من جسمه عدا عينه اليسرى التي كانت دليله إلى الحياة والتعامل مع الآخرين، من خلال فكرة سرد الأبجدية كاملة عليه ليومض بعينه عند وصوله للحرف الذي يريد وعند كل حرف جديد تعاد عليه الأبجدية ليختار الحرف الثاني فالثالث وهكذا حتى أن متوسط كتابة الكلمة الواحدة كان دقيقتين، واحتاج إلى 200 ألف ومضة عين ليكتب الكتاب الذي كان في 139 صفحة!
لم يقنط لوضعه المؤلم بعد كل النشاط الذي كان يعيشه، ولم ييأس قط منذ أن فكر بالكتاب، بعد أن تذكر أن ذاكرته تعمل جيداً وأن بإمكانه إغماض عينه وفتحها!
كانت فكرة مجنونة بامتياز لكنها تحققت بامتياز أكبر، عندما وجد من يقف إلى جانبه لكتابته بهذه الطريقة التي تتطلب 4 ساعات متواصلة من ترديد حروف الأبجدية مرة بعد مرة، فاستغرق الأمر عشرة أشهر لكتابته وهو على سرير المرض.
إرادة كهذه كانت سبيلاً لإيقاظ الإرادة لدى الكثير من اليائسين من الحياة بسبب مشاكل طارئة لا تساوي عشر ما عاناه بوبي، فاستطاعوا أن يقوموا ويبدأوا حياتهم من جديد.
أن ترى إنساناً على حافة الموت يحاول جاهداً أن يقاومه بمزيد من الأمل ومزيد من الحب والخيال لهو ضرب من السعادة التي تبعث في قلبك الرغبة بالتشبث بالحياة التي مهما كبرت فيها المشاكل لابد وأن تكون يوماً كما تريد
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3421 - الأربعاء 18 يناير 2012م الموافق 24 صفر 1433هـ
مؤثر ودافع
مؤثر ما قرأت
فقد بوبي الوعي عشرين يوماً ثم وجد نفسه على سرير لا يقوى على تحريك أي جزء من جسمه عدا عينه اليسرى التي كانت دليله إلى الحياة والتعامل مع الآخرين، من خلال فكرة سرد الأبجدية كاملة عليه ليومض بعينه عند وصوله للحرف الذي يريد وعند كل حرف جديد تعاد عليه الأبجدية ليختار الحرف الثاني فالثالث وهكذا حتى أن متوسط كتابة الكلمة الواحدة كان دقيقتين، واحتاج إلى 200 ألف ومضة عين ليكتب الكتاب الذي كان في 139 صفحة!
طلبت الكتاب من الانترنيت
الاستاذة سوسن. قرأت المقال صباحا فتزودت بزاد الأمل والارادة الذي دائما تطلقه لنا كلماتك شكرا لك وذهبت لشراء الكتاب لكنني لم اجده فقمت بطلبه من الانترنيت شكرا لك مجددا على كل ما تقومين به من أجلنا نحن القراء الشغوفين بما تكتبين
مقال رائع فعلاً يا سوسن
مقالك رائع فعلاً يا سوسن، فكيف سيعيش الإنسان إذا افتقد الإرادة الصلبة للعيش وللحياة مهما كانت الظروف. للأسف يبدو أن عدد المهتمين بمتابعة الجديد والمثير في حياتنا في تناقص مخيف بسبب الانخراط التلقائي في هموم السياسة وأوجاعها التي لا تذّر ولا تنفع سوى المستفيدين والمتمصلحين منها.
لك شكر
مقالك أكثر من رائع شكرا دهنيم ، ونحن لا نحتاج أن نتمسك بالحياة بل بالنجاح والتميز بين الواقع والوهم ، أو نجري وراء أوهام لنكتشف في النهاية أنها لا تستحق ما قدمناه من تضحيات .
ضحكة ألم
سوسن الدهنيم ))))) كم أنتي رائعة على صعيد كتاباتك وخواطرك وعلى صعيد اختياراتك لروائع القصص التي تقرئينها ))) كم سيكون رائعا للناس المحبطة والمتشائمة والقلقة والمتوترة لو قرؤوا تلك الإرادة التي الهمها الله سبحانة وتعالي ليعبر عن مايجول في خاطرة رغم المعاناة الشديدة واستلهام الصبر من خلال الصبر ثانياً واللجؤ إلى الخالق أولاً . مرة أخرى ابدعي يامبدعة في طرح كتاباتك وقراءاتك التي سوف تؤدي لزرع الامل لدى فاقدي الامل )) شكرا@ ضحكة ألم