العدد 3421 - الأربعاء 18 يناير 2012م الموافق 24 صفر 1433هـ

في معنى «المصالحة الوطنية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

من المؤسف له أن بيئتنا السياسية تقتل معاني الكلمات كثيراً، ويصبح ترديد بعض المصطلحات مثل الإطار الذي لا يحتوي على صورة بداخله. وينضم مصطلح «المصالحة الوطنية» إلى قائمة المصطلحات التي تُفرَّغ من معناها ومضمونها.

«المصالحة الوطنية» تعتبر آلية لحل النزاع، وهي بديل ونقيض لآلية «القوة» التي تفضلها العقليات التي لا تؤمن بالآخر. وبين استخدام «القوة»، واستخدام «المصالحة الوطنية»، هناك آليات أخرى تدخل بين هذين النقيضين، إذ إن هناك آليات «المقاضاة» و«الوساطة» و«التحاور والتفاوض» و«التحكيم»، وهناك خليط بين هذه الآليات.

بالنسبة إلى آلية «القوة» المفضلة لدى البعض، فإنها تعتمد على استخدام القمع المباشر لتصفية وجود الآخر أو إذلاله عبر تلقينه درساً لا ينساه إلى الأبد ووضعه في مستوى متدنٍّ جدّاً أسوأ مما كان عليه قبل بدء النزاع، بحيث يتأسف أنه فكر في الدخول في حلبة النزاع. هذه الآلية تؤمن بأن إخضاع الآخر وإذلاله هي أفضل وسيلة حتى لو تطلّب ذلك إنهاك كل الإمكانات من أجل توفير القوة القامعة التي تخسف الأرض ومن عليها وتؤدّب أي جهة تفكر في الاعتراض على مجريات الأمور.

أمّا آلية «المصالحة الوطنية» فإنها تسعى إلى معالجة جذور ما حدث لكي تمنعه من الحدوث مرة أخرى. هذا يتطلب الاعتراف بالآخر، والاعتراف أن هناك مسببات مشروعة للاعتراض على مجريات الأمور، وأن هناك أخطاء قد حدثت، وربما أن الأخطاء تطورت إلى انتهاكات جسيمة، وهذه تحتاج إلى «تقصّي الحقائق»، ومن ثم اتخاذ خطوات تصحيحية مباشرة تهدف إلى جبر الضرر وإلى معالجة الخلل الذي أدّى إلى نشوب النزاع في البداية.

آلية «المصالحة الوطنية» تطرح قاعدة أساسية، وهي اعتماد مواثيق حقوق الإنسان كإطار أساسي لا يمكن تجاوزه. فمثلاً، لا يمكن لطرف أن يقول: لا يمكنني أن أعاملك على أساس المساواة أمام القانون لأن هناك جماعة ستزعل... كما لا يمكن القول: لا أستطيع أن أتوقف عن إيذائك لأن هناك جماعة اعتمدت عليه في الماضي تطالبني بالقضاء عليك... كما لا يمكن القول: لا أستطيع أن أرجعك إلى وظيفتك لأن آخرين أعتمدت عليهم لا يرضون بذلك.

مثل هذه المقولات كلها «ضد حقوق الإنسان»، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص في ديباجته على أن جميع أعضاء الأسرة البشرية لهم كرامة أصيلة فيهم، وحقوق متساوية وثابتة، تشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم، وأن تجاهل حقوق الإنسان وازدراءها قد أفضيا إلى أعمال أثارت بربريتها الضمير الإنساني.

نهج «المصالحة الوطنية» يسعى لإيجاد حلول للقضايا الأساسية في الصراع، ويعمل أيضاً على تغيير علاقات الخصوم من «الحقد والعداء والكراهية» إلى «الصداقة والوئام والشراكة»، وأن يكون الجميع على قدم المساواة في الحقوق والواجبات

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3421 - الأربعاء 18 يناير 2012م الموافق 24 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 42 | 3:12 م

      احيك على مقالاتك التي تعتبر منبع تثقيف

      احيك دكتور فالمصالحة الوطنية مضامين عميقة ولها اثر كبير على البحرين برمتها وما دون ذلك يعتبر فقط تضيع وقت اعلامي ..

    • زائر 40 | 1:31 م

      بل كل حقوقنا والا فلا

      يزعل البعض ؟؟؟!!! مالنا شغل فيهم
      المهم المساواة والعدالة اللي ينادي فيها الاسلام ان كانوا مسلمين والا بس لحى وثياب؟؟!

    • زائر 39 | 8:44 ص

      نريد كل حقوقنا

      مانريد فقط الامان بل نريد كل حقوقنا ..كل حقوقنا وغصبن على الا ما يرضى


      نريد حقوقنا كامله واذا سبب ذلك زعل البعض يكون احسن

      ان بعد العسر يسر

    • زائر 37 | 5:13 ص

      لنه مامبا شي

      نبي امن وأمان انشالله قرص يابس...موحاله

    • زائر 36 | 5:12 ص

      النزاع بين الحكومة و الشعب

      المصالحة هي عدم التمييز و العدل والمساوة وحكومة منتخبة يا دكتور

    • زائر 34 | 4:35 ص

      لقد اسمعت

      استاذي العزيز اعترف لك ان كل مقالاتك اكثر من رائعة ولكن هذه المقالات تحتاج لذهن متفتح غير يعي مايقال ويكتب وحريص على وحدة ابناء الشعب وللاسف الذي حصل لايمكن ان يمحى من النفوس الا بعد جيلين او اكثر فلا تتعب نفسك مع قوم قال الله فيهم : انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
      وقال شاعرنا العبي : لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي .

    • زائر 33 | 4:24 ص

      نبي مساواه

      من عاد يسمع الكلام العدل مع الاسف البلد فيها تصنيفات انسانيه تصل الى حد خمسة تصنيفات واخرها الطائفه الاخرى فى اخر تصنيف

    • زائر 32 | 4:23 ص

      دكتور والأخير

      نطالب بأهل العقل أمثالك ينتشلونه من هالورطة...كنا متعايشين متحابين.....ليش اصحاب المعارضة ما يشوفون الشارع البحريني اش يبي خل يركزون عليها وأكيد الشعب كله بيصير معاهم..خلاص ما عدنا نطيق هالعيشة تأزم ومسيرات ماتخلص

    • زائر 31 | 3:02 ص

      كفيت ووفيت

      ينصر دينك

    • زائر 27 | 1:46 ص

      صباح الخير دكتور

      سيدي ..نري المجتمع الدولي والحكومة والمعارضة تحث علي تقرير بسيوني....هل قرءو العامة التقرير كاملا".....فهناك فصل كامل للأنتهاكت التي حصلت في حق اخواننا ...وبعض الأسيوين ومسجد ......بينما نري الجانب المتعنت للمصالحة هم من يدينهم تقرير بسيوني...ارجو تخصيص عمود يومي في محتوي التقرير لكي يقرءه الجميع

    • زائر 25 | 1:40 ص

      ليس من مصلحتهم حكم القانون

      حكم القانون في البلد ليس من مصلحتهم لانهم اناس غير مرغوب فيهم من قبل اطياف المجتمع واجندتهم باتت مكشوفة للجميع لذا تجدهم لا يتغيرون من مراكزهم. فالنائب منهم لا يمثل الا سيده ولا يخرج عن الاجنده الموضوعة له. ..........

    • زائر 22 | 1:09 ص

      كرامتنا ليست في وارد المساومة

      من يريد تأديبنا هاهو يمارس عملية التأديب على مدى 11شهرا ولم نتأدب وسوف يجد نفسه في نهاية الطريق مع ناس قليلين الأدب. نعم نحن قليلوا الادب من اجل حقوقنا ومطالبنا.
      نعم نحن قليلوا الادب من اجل البحرين وحريتها وكرامتها
      نحن قليلوا الادب ولن نتأدب من اجل التطور في المجال السياسي فلسنا في العصور الوسطى
      لقد تطور العالم وهو في حالة اضطراد سريع فمن يحاول ايقاف البحرين لتتخلف فسوف لن يستطيع ذلك

    • زائر 21 | 1:07 ص

      انها لعنة الايدلوجية والطائفية ... مواطن لا يعيش في كنف الطائفة

      نعم بيئتنا السياسية تقتل الكلمات والمفردات الحداثية والتي لا تقبل التأويل وتجعل العامة يصفقون لها من دون سؤال حتى اصبحنا نعرف مسبقا ماذا سيقول الآخر قبل ان ينطق ، اصبحنا عرائس يحركنا ويجعلنا ننطق كيف ما يريد ذلك الآخر المجهول ، انها لعنة الايدلوجية والطائفية التي جعلتنا لا ننظر الى الامور من منظار الوطن الشامل ، جعلتنا نحصر مشاكلنا في جهة بعينها تتحمل جلها لوحدها والجهة الاخرى معزولة عن المراجعة النقدية ، اذا كان الاثنين على خطأ فأنه لا يعني الآخر على صواب ، لا يمكن ان نستبدل فاسد بآخر اكثر فساد

    • زائر 20 | 1:05 ص

      قاتل الله الغباء

      لا نستغرب من غباء بعض العقول التي لا تري الاشياء علي حقيقتها فلو تفكر كل مواطن قبل ان يقدم علي خطوه يخطيها او كلام ينطق به لما وصلنا الي هذه المرحله ....انا ادافع عني وعنك ...وانت تكن لي العداوه..لا افهمها....قاتل الله الغباء وشكرا يا دكتور وعساك علي القوه

      ابو أحمد

    • زائر 19 | 12:57 ص

      (وتؤدّب أي جهة ) بدل من الإستجابة التأديب هل يعقل ذلك

      الجهة التي تتكلم عنها دكتور تمثل الفصيل الاكبر في المجتمع البحريني وحجم هذه الكتلة لا خلاف عليه فالكل يعرف حقيقة ذلك، فهل يعقل في مجتمع ما أن توأدب فئة لمجرد انها طالبت ببعض حقوقها؟

      في أي مجتمع من المجتمعات عندما تحتج طائفة معينة حتى ولو كانت أقلية فإن الدولة ملزمة بالاستجابة لها فما بالك بالفصيل الاكبر.

      الشعوب لا يمكن اطلاق مثل هذه المصطلحات ضدها

      لم نسمع بذلك الا هنا في البحرين

      لان الشعوب هي من تعطي الشرعية للحكومات فكيف تقوم حكومة بتأديب من يعطيها شرعيتها

    • زائر 17 | 12:48 ص

      يريدون الدوس عليك لتصالح

      يريدون الدوس عليك لتصالح ولا تكون ندا وله رأي بل هم من يفرض شروط وطريقة التصالح وهذا يتنافى وما ذكرت يا دكتور من آليات التصالح هم يرون المصالحة على طريقة القمع بينما العقلاء يرون ما ترى وهنا الفرق بينك وبين جمهورك ( وبينهم ) أين أنت يا دكتور وأين هم

    • زائر 16 | 12:46 ص

      ساعد الله قلبك

      ساعد الله قلبك يا دكتور ....تنفخ قي جربة مبطوطة... ما في فايدة .........

    • زائر 15 | 12:19 ص

      صباح الخير دكتور

      وهل يمكن ان نقول بأنه العقلاء في الجانب الأخر لا يستطيعون عمل شيء لأنهم سيخونون..كثير الغير راضين عن التصرفات الصبيانية الغير مسئولة ولاكن لا يفعلون شيء هل بذلك يغضب الجهه الدينية المحرضة....هل لا يستطيع من راجع نفسه في الواجبات وشاف انه ما يحصل في الشارع واجبته تجاه الوطن تحتم عليه عمل شيء ام الخجل من اهل الفريج او عدم طاعته لرمز ديني تلزم طاعته حتي في الخطأ

    • زائر 13 | 12:15 ص

      أفتحوا قلوبكم وعقولكم

      لا فض فوك يا دكتور ، ما لا يفقهه بعض الناس أنه يستحيل تصفية ثلثي الشعب لمجرد أنه لا يحبهم وحان الوقت للتسليم بحق الآخرين إن كان هناك من يرغب بصورة صادقة باخراج الوطن من محنته لأن هذا هو الواقع ، ولأخواننا وشركائنا في الوطن أقول أعطو فرصة أخيرة لشركائكم واسمعموا لهم ولو لمرة واحدة لصوت الإنسانية لصوت العقل ولا تتبعوا أبواق الشر الذين يفرقون بين المرأ وزوجه وكل ما حصل لنا هو بسبب هؤلاء المتأسلمين الجدد ذوي العقول التكفيرية .

    • زائر 9 | 11:47 م

      التأريخ شاهد !!

      الظالمون يستدرجون انفسهم الى الهاويه لآنهم لا يستمعون الى القول الخير و لكن يتبعون من ينشر التشويش و الشر .

    • زائر 8 | 11:42 م

      طريق مسدود

      لقد وصلنا الى طريق مسدود ، لا الحكومة قادرة على المصالحة لأن هناك جماعة ستزعل ، وليس للمعارضة سبيل للتراجع عن مطالبها، سيأتي الحل عن طريق حدث دوليى لم يكن في الحسبان، وستنقلب المعادلة رأسا على عقب.

    • زائر 7 | 11:34 م

      سملء - البحرين (مقال رائع)

      تحية متكررة لأبن الوطن المخلص, أعجبنى الموضوع لما احتواة من مضمون ومقارنتة بين الحق والباطل, حقوق الانسان لا يعترف بها فى الدول المتخلفة, العقليات المتحجرة منذ الصغر الذى عندما يكون رب الاسرة متسلط ويعتبر نفسة هو صاحب القرار النهائى بغض النظر عن اراء الاخرين, دائما ما يطرح السؤال نفسة هل قيمة الانسان العربى مثل الاوربى او الامريكى؟ أما المسميات من مصالحة الى محاصصة الى استخدام القوة او العنف لحل مشكلة تتعلق بحقوق الانسان فهى تعكس التصرف الا مسئول.

    • زائر 6 | 11:31 م

      لا تكون «الصداقة والوئام والشراكة»، إلا بشرطها وشروطها أن يكون «الجميع على قدم المساواة في الحقوق والواجبات»..

      نهج «المصالحة الوطنية» يسعى لإيجاد حلول للقضايا الأساسية في الصراع، ويعمل أيضاً على تغيير علاقات الخصوم من «الحقد والعداء والكراهية» إلى «الصداقة والوئام والشراكة»، وأن يكون الجميع على قدم المساواة في الحقوق والواجبات..

    • زائر 5 | 11:21 م

      المصالحة

      استاذي الفاضل /كلامك يتقاطر عسلا , للأسف لا يعيه كثير من الناس لأنهم اعتادوا علي اسلوب خطابي معين آليات المصالحة مثل ما تفضلت بها معروفه وهي الاعتراف بالآخر وارسا مبدا العداله ووقف التشهير والتنكيل بالناس ومعالجة الأسباب التي أدت الي احتجاج الناس ، فالمواطن لم يخرج الي الشارع لكي يقتل او يعتقل ويفصل من عمله لا بد من وجود أشكاليه تحتاج الي حل ولكن للأسف فمن يدير البلاد لا يعرف للمصالحة الا اليه واحده تعليق ملصقات جداريه وإعلانات تحمل شعارات خاويه من اي معني

    • زائر 4 | 11:05 م

      صباح الكرامه يامنصور

      دكتور قبل ان ندخل في موضوع المصالحه الوطنيه علينا ان ندعوا من اشتغل على اشعال نار الطائفيه العمياء التى مافرقت بين صغير وكبير وعالم وجاهل وبين صحيح ومعاق وبين عاقل ومجنون وبين ايضا موالي ومعارض ان يتوب الله اولا ثم يغتسل غسل من غاص في نجاسه من راسه الى قدميه

      بعدها يجب عليه التحلى بشجاعه الرجال ويخرج على الناس ويعلن انه اخطاء في حق فئه معينه وكون الانسان غير معصوم عن الخطاء والنفس البشريه اماره بلسوء

    • زائر 3 | 10:18 م

      من المؤسف حقا

      من المؤسف حقا تسمية الاشياء بغير أسمائها

      ترى يادكتور هل حدث هذا عن جهل أم عن علم وفهم ودراية أم لماذا ؟؟؟

      قاتل الله الجهل وقاتله ضعفين اذا اجتمع وسوء النية

    • زائر 2 | 10:12 م

      طرفا النزاع من هما ؟؟؟

      المصالحة بين من ومن ؟ ومن هما طرفا النزاع ؟

اقرأ ايضاً