بدأت البحرين في بناء شبكة ألياف بصرية حديثة لقطاع الاتصالات، والتي ستحدث ثورة في خدمات الإنترنت والبيانات المقدمة للشركات والمؤسسات والمنازل، بكلفة إجمالية تصل إلى 40 مليون دولار، كجزء من رؤيتها الاقتصادية للعام 2030، في وقت تستعد فيه المملكة إلى تقديم خدمات إنترنت وبيانات عالية السرعة.

وتشرف على إقامة مشروع الشبكة الوطنية للألياف البصرية بدالة إنترنت البحرين، بالتعاون مع هيئة الكهرباء والماء، وتقوم بتنفيذه الشركة السويدية «إريكسون». وينتظر أن تبدأ بتقديم الخدمة في شهر أبريل/ نيسان المقبل إلى بعض الجهات الحكومية المهمة، مثل الجهاز المركز للمعلومات.

فقد أبلغ الرئيس التنفيذي للبدالة محمد الذوادي «الوسط» أن العمل بدأ في «إنشاء الشبكة بالتعاون مع هيئة الكهرباء والماء من خلال استخدام الألياف البصرية التابعة لهيئة الكهرباء والماء، وقد تم تحديد 15 نقطة في البحرين لكي تقوم بتوزيع الخدمة».

وأضاف «سنبدأ: في الأول من أبريل (نيسان) المقبل توفير خدمات الالياف البصرية إلى شركات الاتصالات، وكذلك خدمة القطاع الحكومي. بلغت كلفة المشروع حتى الآن 6 ملايين دينار، في حين أن الكلفة الإجمالية للمشروع ربما تصل إلى 15 مليون دينار لتغطية جميع التوصيلات والأجهزة والتشغيل إلى المزودين».

وبين أن بدالة إنترنت البحرين وقعت اتفاقاً مع شركة «إريكسون» لاستخدام تقنية مايكرودكت لاستخدام نوع معين من الحفر لمشروع الألياف البصرية، وهو نظام متطور، بكلفة تبلغ 4,5 ملايين دينار. وتقوم الشركة السويدية بتنفيذ المشروع، في حين تشرف عليه البدالة.

وذكر الذوادي أنه تم إنجاز نحو 20 في المئة حتى الآن من المشروع، في وقت بدا فيه المسئول البحريني مقتنعاً بأن تبدأ الشركة الوطنية في تقديم خدماتها في الأول من شهر أبريل المقبل.

وقال الذوادي إن الشبكة الوطنية التي تقوم بتنفيذها البدالة للألياف البصرية هي الثانية التي يتم تنفيذها في البحرين، إذ إن هناك شركة وطنية أخرى تقوم أيضاً ببناء شبكة ثانية. ولم يذكر الذوادي اسم الشركة، ولكن شركة البحرين للاتصالات (بتلكو)، المملوكة بنسبة 75 في المئة إلى الحكومة البحرينية، ذكرت أنها بدأت في مد شبكة للألياف البصرية في المملكة.

وشرح الذوادي أن إنشاء الشركة الوطنية للألياف البصرية يندرج تحت مظلة رؤية البحرين الاقتصادية الجديدة، وأن الشبكة «ستكون خاضعة لقوانين هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة)، التي تشرف على قطاع الاتصالات في المملكة، ويمكن أن تستخدم حسب التوجهات المستقبلية المناسبة».

وستتيح الشبكة الوطنية لشركات الاتصالات في البحرين الوصول إلى أغلب المراكز التجارية والبنوك والمؤسسات المالية. والمبادرة هي الأخيرة التي تتخذها الحكومة لفتح أبوابها لمزودي شبكات الإنترنت الدوليين وخلق بيئة أعمال متنوعة وقادرة على المنافسة.

وتزامن الكشف عن بدء تنفيذ شبكة الألياف البصرية مع قرب تدشين كابل بحري للإنترنت، والذي سيربط البحرين ببقية دول العالم، في الأول من أبريل/ نيسان العام 2012، والذي سيحدث انطلاقة جديدة في قطاع الاتصالات، من ضمنها توقع تراجع أسعار الإنترنت والبيانات في البحرين بنسبة تصل إلى 50 في المئة.

ووقعت شركة تاتا للاتصالات اتفاقيات شراكة مع العديد من مشغلي الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ضمنها البحرين، لإنشاء الكابل الذي يمتد من المحيط الهندي إلى الخليج العربي، باستخدام الألياف البصرية، ذي نطاق ترددي عالٍ من شأنه أن يربط البحرين وبقية دول الخليج بدول العالم عن طريق شبكة تاتا العالمية.

وأجاب الذوادي عن سؤال فأفاد أن «خدمة الإنترنت مرضية بشكل عام في البحرين في الوقت الحاضر، ولكن الطموح هو تقديم خدمات أفضل خصوصاً إلى الجيل الرابع الذي يحتاج سعات كبيرة، وأن البدالة ترى أن أفضل طريقة لحل جميع مشاكل البنية التحتية من خلال إنشاء الشبكة الجديدة للألياف البصرية».

وتتنافس 4 شركات مزودة لخدمات الاتصالات في البحرين على تقديم خدمة الجيل الرابع، أو LTE (Long Term Evolution)، وهي بتلكو، وشركة زين البحرين، والشركة السعودية فيفا (Viva)، وشركة ميناتيليكوم، المملوكة إلى بيت التمويل الكويتي - البحرين.

ومن جهة أخرى كشف الذوادي عن برنامج تقوم بتنفيذه البدالة لاستيعاب خريجي الجامعات في البحرين لتدريبهم وضخهم في سوق العمل، وأن المتدربين «يمثلون 30 في المئة من الموظفين في البدالة والبالغ عددهم 40 موظفاً