العدد 3416 - الجمعة 13 يناير 2012م الموافق 19 صفر 1433هـ

وبعد كل هذا هل نعترف بأخطائنا؟

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

الاعتراف بالخطأ أول طريق لتصحيحه. ولكن هل حقا نحن نعترف بهذه الأخطاء؟ هل نعترف بهفواتنا الصغيرة وهزائمنا الكبيرة وجرائمنا غير المغتفرة؟ هل نعترف بعمانا عن كل الضوء المحيط بنا كلما حاولنا إخراسه والعيش في ظلام الخطأ؟

هل لدينا القدرة على الاعتراف بالمجازر التي تدار حولنا في البلدان العربية جمعاء وتلك التي تطال حتى الأطفال هنا وهناك؟

هل نعترف بأن الدم العربي صار رخيصا حين يتعلق الأمر بإرضاء السلطة أو رجال السياسة أو حتى رجال الدين أحيانا؟

تجاهل الأخطاء والمكابرة مسألة عربية نجيدها بامتياز نحن أبناء المشرق العربي، ولربما نحن البشر بشكل عام ولكن ما يعنيني في هذا المقام هم العرب، فحين حاول الرئيس جمال عبدالناصر أن يعترف بهزيمته في 1976، تظاهر محبوه من المحيط إلى الخليج وهم يقولون أنت لا تخطئ ولا تهزم.

وحين أراد الرئيس المخلوع حسني مبارك أن يعترف ببعض أخطائه بداية الثورة المصرية وقف القاصي قبل الداني ليصحح مقولاته ويخبره بأنه عصي على الخطأ، حتى صدق نفسه قبل أن يصدق براءته الآخرون.

هل لدينا الجرأة أن نعترف – كعرب - بالحروب العربية العربية التي راح ضحيتها آلاف الأرواح؟ وبالحروب الطائفية وتلك الحروب التي تدار بين السلطة والشعوب؟

وهل لدينا القدرة نحن – كبحرينيين – أن نعترف بتسرعنا وأحكامنا الباطلة وإعجابنا بالفتن وتبنيها من بعد الرابع عشر من فبراير/ شباط أو لأقل من بعد الخامس عشر من مارس/ آذار؟

لكي نعترف بهذه الأخطاء نحن بحاجة إلى جلسات مصارحة يجلس فيها أقطاب المعارضة كما الموالاة، الشيعة كما السنة، أبناء الشعب كل أبناء الشعب، كي نعترف بها فيما بيننا قبل أن نعلنها للآخر المختلف عنا في وجهة النظر والتوجه السياسي والمذهبي.

يؤلمني أن أكتب وأقسم الشعب بهذه الطريقة، ولكن للأسف بات الأمر واقعا أن لدينا أقطابا وخصماء وحلفاء ومريدين، وكأننا في حرب واننا لسنا أبناء أرض واحدة.

حين قررت إحدى الجمعيات السياسية قبل فترة أن تقوم بتقييم ما قدمته طوال الفترة الماضية، شعرنا جميعا بالفرح والأمل داعب أحلامنا البسيطة ولكن لم نسمع شيئا من نتائج تلك المصارحة وذاك التقييم لتحذو بقية الجمعيات السياسية والدينية حذوها ونبدأ برسم خريطة طريق للمصالحة والوحدة قبل أن يبدأ بعض البحرينيين بمحاولة إعادة مبادرة حوار سمو ولي العهد، وهو الأمر الذي قد لا يكون مناسبا في الوقت الحالي وبالقلوب ما بها.

من يجب عليه الاعتراف بأخطائه ليس الجمعيات السياسية فحسب، بل ابناء الشعب واحدا واحدا، علينا أن نعيد حساباتنا ونصارح أنفسنا بكل ما قدمنا وكل ما كتبنا وقلنا ومارسنا. وليس أبناء الشعب فقط والجمعيات من يجب عليهم أن يعترفوا بأخطائهم، بل الأهم من هذا وذاك الحكومة، التي لابد أن تعترف بأخطائها التي صرحت ببعضها لفظيا ونسيت أن تعترف به فعليا من خلال تنفيذ ما يثبت اعترافها به وتصحيحه.

وبعد أن يعترف كل منا بخطئه ويحاول تصحيحه من دون مكابرة، ستبدأ البحرين بالتنفس وتعود لها الدماء مجددا، دماء تجري في عروقها من دون أن تسيل على أرضها وكأننا في حرب أو عداء.

لابد من «رفع العتب» بعد الاعتراف بالخطأ، كي لا نسمع مرة أخرى شعار «اخوان سنة وشيعة» بهدف إبعاد تهمة الطائفية أو الصراع أو الكره أو الحقد الذي تربى في قلوب بعض أبناء هذه الأرض بل نريد أن نشعر بهذا الشعار من دون أن نردده في مظاهرة أو مقال من خلال عودة حياتنا الاجتماعية كما كانت، وأكرر الحياة الاجتماعية هي التي يجب أن تعود كما كانت

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3416 - الجمعة 13 يناير 2012م الموافق 19 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 9:04 ص

      وبعد كل هذا نعترف باخطائنا

      الاعتراف بالذنب فضيلة ولكن اين الفضيلة في زمن انعدمت فيه كل الفضائل بل تساوت الرذائل مع الفضائل

    • زائر 6 | 5:32 ص

      اين الشجاعة

      سيدتي الفاضلة الحمد لله ان الحكمومة اقرت بخطئها وهي تحاول جاهدة لتصحيح الباقي وعلينا الانتظار لان الذي حصل ليس ببسيط لاكن الا يجدر بالمعارضة ان تتنازل وتعترف بخطئها أم انها معصومة من الخطا واقسم لكي هذا ليس دفاعاً عن الحكومة ولاكن هذا الحاصل زائر 3 يقول جلب جيش لاسكات الشعب ونقول فعاليت كثيرة تقيمها الوفاق ولم نسمع او نرى الجيش اسكت الشعب الا اذا تحولت الفعالية الي عمليات تخريب وتعدي علي الاخرين ولك الشكر

    • زائر 5 | 3:07 ص

      لايضيع البلد

      المشكة ليس في الاعتراف بالاخطاء و لكن ان تتساوى جميع الاخطاء
      مثلا لو ركنت سيارتي في مكان خاطئ
      يتساوى عند بعض الناس مع قتل انسان و تعذيبة حتى الموت
      تتساوى مع جلب جيش لاسكات الشعب عن المطالبة بحقة
      رغم اني لم اركن سيارتي في المكان الخاطئ عن ارادتي حيث يوجد في القرية رجال الامن يورعون و يعتدون على من يقع علية ناظرهم يكسرون السيارة افضل من ان يكسرون عظامي
      هنا الفرق

    • زائر 3 | 12:34 ص

      شكرا

      عين الصواب

    • زائر 2 | 11:42 م

      يقول المثل (كيف أعاودك وهذا أثر فأسك)..

      وأكرر الحياة الاجتماعية هي التي يجب أن تعود كما كانت..

اقرأ ايضاً