العدد 3414 - الأربعاء 11 يناير 2012م الموافق 17 صفر 1433هـ

سيف الطائفية واحتراق الطفولة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

هي الطائفية،

تحرق الورود وتستبيح أريجها، «تطهر» الديار من براعمها، وتزهق نبض الوطن

تعبد الطرق بالموتى ومن الكره تلون كراسات الأطفال...

هي الطائفية،

تغرس الشظايا الخائنة في رئات العصافير لتلد طيورا رؤوسها تشعل النار وأذيالها تجر المآتم. تعمر موائدها بنبيذ معتق بدمع أم تنعى وليدها وزوجة تعصر القلب حزنا على حبيبها.

***

هي الطفولة...

تبدأ رحلة الضياع وتفهم معاني كره وحقد لم نعرفه في سابق عهدنا بالوطن والشعب. يتقاذفها السباب وتتناوب على إخراسها أصوات اللعنات وخطب الفتن ورائحة الخراب. والوطن ينعى براءتها كما فعلت أوطان من قبله...

هي الطفولة...

تسائل الهواء أن يرسل نسمة نظيفة ترفع طائراتها الورقية وتقوّم خيوطها كي لا تذبل. تسائل البحر أن يهديها أصدافا تسمع بها أغاني السلام. تسطر أحلامها وتعمر من المحبة بيوتا في الذاكرة ومن اللحمة الوطنية قصورا للقصص الجديدة...

تنسى رائحة مسيلات الدموع وأصوات الطلقات التي اعتادت على النوم على زجراتها، كلما اقتتلت مجموعتان على أطراف حارتها لا هدف لهما إلا تلبية ما جاء في خطبة الجمعة من تحريض.

***

هم المسئولون...

لايزالون يقبعون في أبراجهم العاجية، بينما أبناء عمومتهم في دمار تشتعل منهم الأرواح وتُحْرَق. يرتقبون نصرا وهم يشجبون ويستنكرون أي محاولة للحياة أو المطالبة بالحق في بلد ما ويطبلون ويهللون للمطالب ذاتها في بلد آخر..

هم المسئولون...

يسطرون احلامهم ويعمرون الجبن في قلوبهم كلما حان موعد مواجهة مع الحق.

***

هو الاعلام الأعمى...

رصاصة في وجه الأمل بعودة السلم الأهلي، إعلام جند جيشه للفتك بشعبه من خلال حملات تشويه وتحريض قادها اعلاميون لم يعرفوا بعد ما الذي ألحقوه بالوطن، ولربما كانوا يعلمون.

اعلاميون وكتبة لم يكونوا يوما على صراط الحب فعمدوا إلى تشويه معناه ليحصلوا على منصب أو جاه وليدمروا وطناً ليسوا جميعا من ابنائه.

هو الاعلام الأعمى...

أول لعبة فتح أبوابها المستفيدون من تفكك النسيج الوطني وآخر مسمار يثبت في نعش المحبة...

***

لايزال صوت محمود درويش يتردد:

«أنا لا أريد دعاءكم

أنا لا أريد سيوفكم

فدعاؤكم ملح على عطشي

وسيفكم عليّ»

***

أما آن لراء حرب الطوائف أن تستقيم لتنجب حبا لا يقبل الانحناء لأحد؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3414 - الأربعاء 11 يناير 2012م الموافق 17 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:56 ص

      لايخاف الله

      من يعمل على الفتنه الطائفيه فلا داعي بأن يتعبد فالفتنه اشد من القتل ومن قتل فجزاءه جهنم وكفانا تلاعبا في الدين يارجال الدين وارجو النشر وشكرا للكاتبه

    • زائر 2 | 2:27 ص

      جميل

      سلمت أناملك سوسن. مقالة جميلة جدا وكلمات راقية ، أصبت كبد الواقع به1ا التوصيف ، شكرا لك

اقرأ ايضاً