حمل مسئول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطة الفلسطينية أمس الأربعاء (11 يناير/ كانون الثاني 2012) مسئولية «خطر تدمير» اتفاق المصالحة الوطنية في حال إصرارها على مواصلة لقاءات التفاوض مع إسرائيل.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة، صلاح البردويل: «السلطة تختار إسرائيل شريكاً لها بدلاً من حماس بالتمسك في استمرار لقاءات التفاوض مع إسرائيل، وذلك بعد عقد جولة ثانية من المحادثات في عمّان». وأضاف البردويل: «نحن نحمل السلطة الفلسطينية المسئولية عن تدمير اتفاق المصالحة وجهود إنجازها في حال استمرار المفاوضات التي تعني بوضوح أنها تختار إسرائيل شريكاً بدلاً عن المصالحة وحماس».
وهدد البردويل بأن حركته ستعمل على عزل السلطة الفلسطينية و «فضح مواقفها» في حال استمرارها في المفاوضات، وأنها ستعمل على إتمام المصالحة المجتمعية بشكل أحادي لتكوين جبهة مناهضة لها. ولكن «حماس» لم تتخذ قراراً بوقف مساعي إنجاز المصالحة «لأن إنجازها بالنسبة لنا خيار استراتيجي نقاتل من أجله». وعبرت «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007، عن معارضة شديدة للمحادثات الاستكشافية التي تجرى بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بمبادرة أردنية وحضور مبعوثين عن اللجنة الرباعية الدولية. يأتي ذلك على رغم تفاهمات توصل إليها عباس ورئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل في اجتماع ثنائي بالقاهرة نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بشأن اعتماد العمل على إقامة دولة فلسطينية على الحدود المحتلة في العام 1967 والمقاومة السلمية ضد إسرائيل.
في الأثناء، اكتسبت «حماس» شعبية كبيرة بعد صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل مقابل الجندي جلعاد شاليط بينما لاتزال حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس تتقدم في الانتخابات المقبلة، حسب استطلاع للرأي فلسطيني نشر أمس الأول (الثلثاء).
ويبدو الجمهور الفلسطيني منقسماً أيضاً حول فرص نجاح المصالحة بين الحركتين المتنافستين وتوحيد غزة والضفة الغربية. ويعتقد 50 في المئة منهم أنها ستنجح بينما يرى 46 في المئة عكس ذلك. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله فإن 37 في المئة من المستطلعة آراؤهم ازداد تأييدهم لحركة «حماس» عقب صفقة تبادل الأسرى التي نفذت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في الأثناء، قالت الشرطة الإسرائيلية أمس إنه يعتقد أن مستوطنيين قاموا بتدوين شعارات باستخدام الطلاء على جدران مسجد في قرية شمال الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد إن المخربين أضرموا النار أيضاً في ثلاث سيارات فلسطينية في ديراستيا جنوب غرب نابلس. وأضاف أن الكلمات العبرية المرادفة لـ «برايس تاج» أو (ملصق السعر) كتبت على جدران المسجد. ويشير المستوطنون الذين يقاومون محاولات الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى نقلهم من البؤر الاستيطانية الفقيرة التي شيدوها من دون تراخيص على قمم التلال في الضفة الغربية إلى أفعالهم الانتقامية بـ «برايس تاج»
العدد 3414 - الأربعاء 11 يناير 2012م الموافق 17 صفر 1433هـ