نستطيع أن نستطرد في ذكر المخاطر، ولكن أي ثورة بمعناها الواسع تحمل في طياتها مخاطر والتي لا يجب أن تحبط الثورة أو تلغي مبرراتها. نستطيع الحديث طويلاً عن الآمال والإنجازات التي حققها الربيع العربي.
لقد سقطت حتى الآن ثلاثة أنظمة استبدادية مديدة واثنان على الطريق. لكن الأهم هو أن المواطن العربي المسحوق لعقود اكتشف قوته وتجاوز عجزه ونهضت الشعوب العربية والتي كانت تعتبرها الأنظمة قطعاناً وفي أحسن الأحوال رعايا. الصفعة التي تلقاها البوعزيزي يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 يتلقاها المواطن العربي مادياً أو معنوياً كل يوم من المحيط إلى الخليج، ولذلك عندما أشعل البوعزيزي النار في جسده، فقد أشعل النفوس العربية التي تتوق إلى الحرية والكرامة. يطرح الربيع العربي قضايا تتجاوز قضية السلطة والحكم إلى بنية المجتمع العربي التي تعيد إنتاج الاستبداد، من البيت وعبر المدرسة والحزب والجمعية والحي والبلدية إلى أعلى هرم في السلطة. من هنا تطرح قضايا الديمقراطية والحداثة والتعددية والحرية والمساواة وغيرها نفسها بقوة على الثورات العربية. فإذا لم تحدث الثورات العربية تغييراً عميقاً في وعي، وسلوك وقيم الفرد والجماعة وفي بنيات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإنها ليست ثورة. هناك تباينات في أوضاع البلدان العربية والمجتمعات العربية في ضوء الربيع العربي، إذ ان تونس تختلف عن مصر، والمغرب تختلف عن البحرين، رغم ان جوهر المطالبة بالحرية والكرامة هو ذاته لايتغير.
في المغرب، مثلاً، فإن أحد المنجزات هو توحد العرب والأمازيغ في حركة 20 فبراير/ شباط. كما التغيرات في فكر وسلوك الحزب الإسلامي الفائز (حزب العدالة والتنمية) مهم جداً في تعاطيه الديمقراطي والحداثي والعلمي مع مهمات المرحلة. ومن دلالات ذلك اعترافه وتقديره لحركة 20 فبراير وتعاطيه معها بإيجابية. ثم إقدام جميع وزرائه على إعلان ذمتهم المالية. في تونس بادر الحزب الإسلامي المنتصر (حزب النهضة) إلى تشكيل ائتلاف وطني حاكم يستند للانتصار لمبادئ الثورة، ويتمسك بمكتسبات تونس وثوابتها وفي مقدمتها «مدونة المرأة» والدولة المدنية.
حزب الحرية والعدالة المنشق من رحم «الإخوان المسلمين» في مصر، حقق حتى الآن غالبية بحدود 50 في المئة في الانتخابات، وبذلك يتولى قيادة تحالف لإدارة الدولة المصرية. الحزب قدم برنامجاً متكاملاً للتغيير وهو بمعظمه عقلاني، وإن كان يشوب الحزب مواقف وسلوكيات تنحو بالتفرد، وعدم ضمان طابع الدولة المدني.
الحزب ضم من ضمن مؤسسيه قيادات قبطية مسيحية، وهو يؤكد على حقوق المواطنة المتساوية للمسيحيين والمسلمين، وهذا يتطلب فك الارتباط مع السلفيين الذين جاءوا في المرتبة الثانية بنسبة 20 في المئة ولا يخفون برنامجهم في أسلمة الدولة والمجتمع حسب مفهومهم وليس حسب مقاصد الإسلام السمحة.
الجانب الإيجابي فيما يجري في مصر هو أن الجماهير مستعدة للنزول إلى الشارع لتصحيح المسار، وأنها الضمان لعدم سرقة الثورة أو حرفها.
النموذج الإيجابي الثالث من البحرين، حيث إن من أهم نتائج حركة الربيع العربي هو في هذا الحراك الفكري والسياسي داخل تنظيمات المعارضة وأبرزها الوفاق. إن من أهم نتائج مشاركة المرأة الفاعل في الحركة، وقرار الوفاق بإبراز دور المرأة في صنع القرار والتأكيد بترشيح نساء على قائمة الوفاق في أي انتخابات قادمة، والتأكيد على مدنية الدولة، وأن المرجعية بحرينية خالصة، وان التحاف الوطني العابر للطوائف هو المنطلق والآلية في حراك الشأن العام.
في اليمن، وعلى رغم حجم وخطورة المؤامرات الداخلية والخارجية، فإن إصرار جماهير ثورة 17 فبراير بالبقاء في الساحات واستمرار المسيرات وآخرها مسيرة الحياة بالملايين تجاه العاصمة (صنعاء) من مختلف الأصقاع اليمنية، يشكل صمام الأمان أمام خطر إجهاض الثورة في منتصف الطريق وتقاسم أسلاب السلطة.
إذا كان العام 2011 هو عام انطلاق ثورات الربيع العربي، فإن العام 2012 يجب أن يكون عام تعميم وتعميق ثورات الربيع، بحيث لا يقتصر الأمر على تغييرات في قمة السلطة، بل يجب أن يطال تفكيك وإعادة بناء السلطة وإحداث تغييرات عميقة في مفاهيم وممارسات سائدة في المجتمع العربي.
هذا ما تدل عليه تجربة دول أميركا اللاتينية والتي انتقلت من الأنظمة الدكتاتورية إلى الأنظمة الديمقراطية، ومن أنظمة الفوارق الطبقية الفاحشة إلى نظام التكافل الاجتماعي، وتحرث عميقاً في بنية مجتمعات أميركا اللاتينية، وأحد تجليات ذلك أن أكثر من امرأة في قمة السلطة في البرازيل وتشيلي والأرجنتين
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ
انهم نساء اوال يبو حسن
اسمح لي اكنيك با ابو حسن نسبتا لااستاذي الفاضل والدكم حسن بن منصور العكري لاني لم اتشرف بمعرفه اسماء ابنائك دمت يا كتور ودام العز والشرف تاج على نساء اوال الماجدات في كل موقع اخاف ان تجير المراءه في اوال لتاخذ اكثر من النصف لانها لم تعد نصف المجتمع الان مواقف لنساء افرزتها المصائب التى مرت علينا في 2011 تبين ان المراءه كل المجتمع فتحيه لكل ام ناضلت وصبرت على فراق ابنائها لسنين وام فارقت من ولدت وهو في عمر الزهور وتحيه اكبار واجلال لام فارقت الدنيا وهي تتحسر على النظر الى وجه بكرها اخر اللحظات