العدد 3412 - الإثنين 09 يناير 2012م الموافق 15 صفر 1433هـ

وثيقة «الأوقاف الجعفرية»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نشرت «الوسط» يوم الأحد الماضي القائمة الرسمية للأوقاف الجعفرية الخاصة بالمساجد المهدّمة، خدمةً للحقيقة، وقطعاً للشبهة، وتنويراً للرأي العام.

القائمة في تقديري ستصبح وثيقةً تاريخيةً كما هو «سِجِل السيد عدنان» قبل أكثر من 80 سنة، فهي تشمل تفاصيل عن مجموع المساجد والمآتم التي تعرّضت للهدم والتخريب، في لحظةٍ سياسيةٍ عاصفة. ومثل هذه الوثيقة تستحق وقفةً تحليلية لمضامينها.

الوثيقة ترصد هدم 28 مسجداً وإزالتها بالكامل (حتى مايو/ آيار 2011)، وتخريب 7 أخرى (بين عبث وحرق محتويات وتكسير نوافذ وأبواب). ومن نافلة القول إن المحتويات شملت نسخاً من القرآن الكريم تعرّضت للحرق، ومثل هذه الواقعة تثير ألماً كبيراً في النفوس.

من ناحية التأريخ؛ فإن أول مسجدٍ تعرّض للتخريب هو مرقد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي (رض) يوم 15 مارس/ آذار 2011، وهو أقدم أثرٍ إسلامي في جزر البحرين، ثم بدأت عمليات التخريب والتكسير في 19 مارس، وفي 25 مارس بدأت عمليات الهدم والإزالة.

جغرافيّاً... توزّعت المساجد المستهدفة بالهدم أو التخريب، على خارطة الوطن... من المحرق شمالاً إلى عسكر جنوباً، ولم تستثنَ منها حتى المدن الحديثة، مدينة حمد (6)، مدينة زايد (مسجدان)، مدينة عيسى (1). على أن أكبر الكوارث حلّت بقرية النويدرات (10 مساجد أزيلت بالكامل).

إلى جانب المساجد، تعرّضت 8 مآتم للتخريب والتكسير والعبث بالمحتويات، من بينها مأتمان للنساء. والأغرب في مثل هذه الانتهاكات، التعرّض لمقبرتين، الأولى في المحرق، والثانية في بني جمرة حيث جرى هدم السور وإتلاف بعض القبور.

ما جرى كان خارجاً عن كل القواعد والتقاليد المرعية في تاريخ البلد، ولم تنجح الحملة الإعلامية الضارية ولا فتاوى السوء التي رافقت المشروع، في إقناع الرأي العام بالمبررات التي سيقت. كما أن الحالة الثبوتية لهذه المساجد اشتملت على وثائق ومراسلات رسمية وخرائط وشهادات مسح وإجازات بناء. وهي كلها تدفع بعدم صحة ما ساقته السلطات لتبرير قرارها غير الموفق على الإطلاق.

من بين هذه المساجد، يوجد مسجدان فقط يقعان ضمن ملك خاص، أما البقية فكلها قائمةٌ كبناء، وموثقةٌ ومسجّلةٌ رسميّاً، أو توجد مراسلاتٌ بشأنها مع الجهات الرسمية، وفي مقدمتها وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، التي ادعت أنها غير مرخصة من الأساس. (في الوثيقة أرقام 33 رسالة وجّهتها الأوقاف الجعفرية إلى العدل و4 رسائل إلى البلديات).

هذا الفعل العنيف جرّ إلى احتقانٍ وغضب عام، لكنه ظل محافظاً على حضاريته وسلميته للتعبير عن رفض ما جرى. وفي الأسابيع الأخيرة، صدرت دعواتٌ من علماء الدين لإقامة الصلوات ظهر كل سبت، في مواقع المساجد المهدّمة، حفاظاً عليها من الاندثار. ومع أنها جوبهت بعنفٍ في الأسبوع الأول، فإن أعداد المصلين ازدادت لاحقاً، وهي ظاهرةٌ لافتةٌ، فهذه الاجراءات استثارت جمهوراً متديّناً يحرّكه الدافع الديني للاحتجاج.

ما جرى كان جارحاً للضمير في بلدٍ إسلامي محافظ، وسيترك ندوباً عميقة في الذاكرة العامة لأمدٍ طويل، ومن أولى الأولويات تصحيح هذا الخطأ الفادح. الخطوة الأولى إعادة بناء ما تمّ هدمه من مساجد، والتعويض عمّا تم تخريبه... وذلك أضعف الإيمان

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3412 - الإثنين 09 يناير 2012م الموافق 15 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 7:10 ص

      بحريني مقهور حده .

      أين الذين قالوا إنما نحن من يعمر المساجد ؟؟؟ .
      لماذا تم النكران بهدم المساجد علنا في تلفزيون البحرين ؟؟؟ .

    • زائر 19 | 5:31 ص

      ياسيد اريد التوضيح

      أعذرني سيدنا بس الى الحين أنا مو قادر افهم و يش علاقة تفريق المجتمعين بدوار اللؤلؤة بهدم الساجد ؟ ساعات اول انتقام و ساعات أقول حقد و ساعات اقول تخبط و و و الى الحين محتار

    • زائر 15 | 1:31 ص

      عجيييييب

      سيد
      وانت ذاهب لجسر الملك فهد من ناحية المنامة تجد على يمينك مسجد بني من غير ترخيص ولا يصلي فيه احد أصلا وهو غير مسجل في الاوقاف السنية ولم يهدم ولم يمس في الوقت التي هدمت مساجدنا التي يصلي فيها المئات من المسلمين لماذا؟

    • زائر 14 | 1:25 ص

      الخطوة ناقصة يا سيد

      الخطوة الأولى إعادة بناء ما تمّ هدمه من مساجد، والتعويض عمّا تم تخريبه... وذلك أضعف الإيمان ، ولابد من محاسبة من قام بهذا الفعل، التعويض المادي أو إعادة البناء خطوة تنقصها خطوات ..............

    • زائر 13 | 1:05 ص

      مسجد الشيخ ميثم البحراني.....ماحديذكره؟؟!

      ..............

    • زائر 10 | 12:38 ص

      عمل غير مبرر

      فعلا من اشنع الاشيا التي حدثت هو تبرير بعض المشايخ لعمليات هدم المساجد وحرق القرآن الكريم. هذا عمل شنيع لا ندري ماذا سيجيبون ربهم يوم القيامة عندما يسالهم عنه. يالله بحسن العاقبة.

    • زائر 9 | 12:38 ص

      للبيت رب يحميه وللمسجد ناس تبنيه..

      في بيت الشعر:
      اقبل على النفس واستنهض فضائلها . . فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
      من الممكن أن لا يكون بديهي في أن الأشياء مهمة لصاحبها لكن الأهم نفسه. فالأشياء تشترى تبنى إلا أن النفس متى ما فقدت وقد لا ترجع الى ربها راضية مرضية !!
      فالأثر أكبر في ما وقع على البشر

    • زائر 8 | 12:08 ص

      أتحاربون الله؟

      نعم تحاربون الله والله لا يخلف وعده " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم إلا أن يدخلوها خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم" فابشروا بالخزي والعذاب!

    • زائر 7 | 11:59 م

      قيل لهم يا سيد (إن بالبيت القرآن) فكان الجواب: (وإن..)

      الوثيقة ترصد هدم 28 مسجداً وإزالتها بالكامل (حتى مايو/ آيار 2011)، وتخريب 7 أخرى (بين عبث وحرق محتويات وتكسير نوافذ وأبواب). ومن نافلة القول إن المحتويات شملت نسخاً من القرآن الكريم تعرّضت للحرق، ومثل هذه الواقعة تثير ألماً كبيراً في النفوس.

    • زائر 6 | 11:52 م

      فتاوي السوء

      ولم تنجح الحملة الإعلامية الضارية ولا فتاوى السوء التي رافقت المشروع،

      ضع خطين تحت فتاوي السوء

    • زائر 5 | 11:47 م

      ومحاسبةالذي امر باالهدم

      هناك من يطالب باالقصاص ونحن كذلك

    • زائر 2 | 11:35 م

      لحظه

      اولا يعلم من هدم وحرق المساجد ان فيها كتاب الله المعجز .. كيف طاوعتكم قلوبكم بذلك وهل غسلوا عقولكم بانها للشيعه حتى تستباح ويجوز ذلك ..نجن لا نرضى بذلك للمساجد عامه في اى بقعه .. الحمد لله عندى مبدء لا يتغير

اقرأ ايضاً