في مثل هذا اليوم 10 يناير/ كانون الثاني 2002 قام الجيش الأميركي بنقل أول المقاتلين الذين اعتقلوا في أفغانستان بتهمة انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» أو حركة «طالبان» إلى قاعدة غوانتنامو في كوبا.

ونشير إلى أنّ هذا المعتقل يقع في خليج غوانتنامو في شرق كوبا، والمعتقل عبارة عن قاعدة أميركية قامت الولايات المتحدة الأميركية باستئجارها من كوبا، وبدأت السلطات الأميركية في استخدامه العام 2002 حيث تقوم الولايات المتحدة باحتجاز من تشتبه في كونهم إرهابيين أو منتمين إلى تنظيم «القاعدة» فيه.

ووصل أول المعتقلين الرسميين إلى المعتقل يوم 11 يناير 2002، وبلغ عدد الذين تم اعتقالهم في هذا السجن 775 معتقلاً لم يتم توجيه أي تهم رسمية إليهم وتعرضوا لظروف اعتقال غير آدمية وتم إطلاق سراح عدد كبير منهم تدريجيّاً.

ومازال هذا المعتقل يعمل بنظام أمني متعدد المستويات لأكثر من 170 سجيناً وتدير هذا المعتقل قوة خاصة من مختلف الفروع العسكرية الأميركية لاحتجاز من يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» أو من اعتقلوا في ساحات القتال في العراق وأفغانستان وليسوا أعضاء في جيش دولة بعينها.

ويُعَدّ احتجاز هؤلاء الأشخاص في معتقل غوانتنامو انتهاكاً صارخاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فوفقاً للمادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو المهينة بالكرامة، كما يخالف المادة التاسعة من الإعلان «لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفيّاً» والمادة العاشرة «لكل إنسان الحق، على قدم المساواة مع الآخرين».

ويكون من حق المقبوض عليه أو الموقوف أن يقدم إلى المحاكمة خلال فترة زمنية معقولة وإلا أفرج عنه ويحق لكل من يحرم من حريته نتيجة إلقاء القبض أو الإيقاف مباشرة الإجراءات اللازمة أمام القضاء لكي تقرر المحكمة دون إبطاء مدى شرعية إيقافه لتأمر بالإفراج عنه إذا كان الإيقاف غير قانوني.

وبما أن هؤلاء المعتقلين تم اعتقالهم في ظل الحروب التي قامت بها الولايات المتحدة وخاصة الحرب على أفغانستان؛ فإن الكثير من المنظمات الحقوقية ترى أن هؤلاء المعتقلين يجب أن يعاملوا كأسرى حرب وأن تطبق عليهم اتفاقية جنيف الرابعة في حين أكدت إدارة بوش الابن أن سمة عدم الانتماء إلى دولة بعينها أعفت الحكومة الأميركية من تقديم الحماية لأسرى الحرب.

وكانت غالبية الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة تتعلق بمعسكرات الاعتقال التي تديرها وخاصة معتقل غوانتنامو الذي طالبت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في 21 يونيو/ حزيران 2007 السلطات الأميركية بإغلاقه على الفور حيث يعتبر مراقبون أن معتقل غوانتنامو تمّحي فيه جميع القيم الإنسانية وتنعدم فيه الأخلاق وتتم معاملة المعتقلين بقساوة شديدة ما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية وإلى استنكارها ذلك فالمطالبة بوقف حد لهذه المعاناة وإغلاق المعتقل بشكل تام.

وفي حملته الانتخابية العام 2008 تعهد باراك أوباما بإغلاق غوانتنامو لاستعادة الصورة المضيئة في سجل حقوق الإنسان حيث أعلن أوباما في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 أنه سيغلق معتقل غوانتنامو. ثم في 11 يناير2009 أقرّ أوباما بأن إغلاق معتقل غوانتنامو لا يمكن أن يتم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ولايته.

ويتواصل مسلسل التأجيل حتى اليوم وقد احتفل المعتقل بعيد افتتاحه الثاني عشر. حيث تعارض اليوم شريحة سياسية وعدد كبير من النشطاء في الحزب الجمهوري نقل معتقلي غوانتنامو إلى سجون في الأراضي الأميركية وهذا التأخر في تطبيق قرار إغلاق المعتقل يعكس مقدار معارضة أعضاء الكونغرس والمعارضة الشعبية لترحيل المعتقلين إلى سجون في الأراضي الأميركية.

هذه نبذة سريعة عن غوانتنامو منذ افتتاحه حتى الآن وهاهم من فيه من العرب وغيرهم ينتظرون محاكمات عادلة أو إفراجاً قريباً ويستنهضون روح الشهامة والعزة والكرامة في قلب كل عربي حتى يدفع بأهل القرار إلى المطالبة بتسليم «المعتقلين»إلى دولهم