يلتقي وزراء الخارجية العرب اليوم الاحد لبحث ما اذا كانوا سيطلبون من الامم المتحدة مساعدة بعثتهم في سوريا التي فشلت في انهاء حملة مستمرة منذ عشرة أشهر على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي قتل فيها الالاف.
وقالت مصادر بجامعة الدول العربية ان الاقتراح الذي تقدمت به قطر يتضمن دعوة فنيين من الامم المتحدة وخبراء في مجال حقوق الانسان لمساعدة المراقبين العرب في تقييم ما اذا كانت سوريا تفي بتعهدها بوقف الحملة. وقال مصدر ان الجامعة ربما تطلب ان يكون الفريق الدولي الذي سيساعد البعثة من العرب. وسيناقش الوزراء ايضا اجراءات للسماح للبعثة بالعمل على نحو اكثر استقلالا عن السلطات السورية. واستمر العنف منذ بدأ المراقبون العمل في سوريا يوم 26 من ديسمبر كانون الاول وقتل العشرات.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ان سوريا لا تنفذ الاتفاق وان المراقبين ينبغي ألا يبقوا هناك "لاضاعة الوقت." واضاف ان الجيش السوري لم ينسحب وان عمليات القتل لم تتوقف. وذكرت مصادر في الجامعة العربية انه من المرجح أن يؤكد الوزراء على دعمهم للمراقبين ومقاومة النداءات لانهاء ما يقول نشطاء سوريون انها مهمة غير فعالة لا تهدف الا لمنح الرئيس بشار الاسد مزيدا من الوقت لقمع معارضيه. وتقول سوريا انها تقدم للمراقبين جميع التسهيلات التي يحتاجون إليها وحثتهم على اظهار "الموضوعية والمهنية." وعشية الاجتماع قال عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات المراقبة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة ان سحب المراقبين من سوريا ليس مطروحا على جدول الاعمال وانهم سيواصلون عملهم وفقا للبروتوكولات المتفق عليها مع الحكومة السورية.
وقال في بيان ان الوفد لن يسحب الا بقرار من وزراء خارجية الجامعة الذين وافقوا في بادئ الأمر على شكل البعثة. واضاف ان عشرة مراقبين اردنيين وصلوا إلى دمشق يوم السبت ليرتفع عدد المراقبين إلى 153 مراقبا. وتقول الامم المتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا في الانتفاضة على الاسد. وانضم الجيش السوري الحر -وهو قوة معارضة مسلحة تشكل بالاساس من منشقين عن الجيش- الى الانتفاضة. وتقول الحكومة السورية ان "ارهابيين" قتلوا الفين من قوات الامن خلال الانتفاضة. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا في نوفمبر تشرين الثاني بعد اشهر من الصمت عن الحملة.
ورحبت القوى الغربية التي تريد ان يتنحى الاسد للسماح بالاصلاحات الديمقراطية بالموقف المتشدد للجامعة العربية من سوريا. لكن بعض الدول العربية تشدد على معارضتها لاي تدخل عسكري اجنبي مثل الذي ساعد في الاطاحة بمعمر القذافي في ليبيا العام الماضي. ويقول معارضو الاسد ان السلطات السورية تضلل بشكل منظم المراقبين وتخفي على سبيل المثال السجناء في منشآت عسكرية. وتحظر سوريا دخول معظم الصحفيين المستقلين مما يجعل تغطية الاخبار بصورة مباشرة امرا مستحيلا ولكن سمح لمراسل للخدمة العربية بهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بمرافقة ثلاثة من المراقبين التابعين للجامعة خلال زيارة لبلدة على اطراف دمشق.
وكانت تلك اول مرة يعرف فيها ان الصحافة الاجنبية تمكنت من تغطية انشطة المراقبين بشكل مباشر رغم ان السماح للصحافة المستقلة بحرية التغطية الاعلامية كان احد شروط الخطة العربية. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية انها تمكنت من التصوير دون ان تعرقلها قوات الامن. واضافت ان المحتجين تحدثوا للمراقبين -وكلهم من الدبلوماسيين الجزائريين- عن المعاملة القاسية لقوات الامن. وتابعت ان المراقبين شاهدوا بعد ذلك مظاهرة كان المشاركون فيها يرددون هتافات تطالب باعدام الاسد. وفي دمشق تجمعت حشود تلوح بالاعلام السورية وترفع صور الاسد امس السبت لتشييع جنازات 26 شخصا قالت السلطات إنهم قتلوا في تفجير انتحاري في منطقة مزدحمة بوسط دمشق. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض الحكومة بتدبير التفجير الذي وقع يوم الجمعة بغرض دعم زعمها بأنها تقاتل جماعات "ارهابية" تدعمها قوى أجنبية لا حركة شعبية مطالبة بالديمقراطية. وعرض التلفزيون الحكومي صور موكب من عربات الاسعاف تضيء أنوارها وتحمل نعوشا لفت بالعلم السوري إلى دمشق بعد ان سارت عبر شوارع اصطف المشيعون على جوانبها. وردد المشيعون هتافات تقول "الشعب يريد بشار الاسد" و"واحد واحد واحد الشعب السوري واحد".