العدد 3410 - السبت 07 يناير 2012م الموافق 13 صفر 1433هـ

التقمّص العاطفي والتعاطف بشأن ما حدث في البحرين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما هو التقمّص العاطفي، وما هو التعاطف، وما دخلهما بأحداث البحرين؟! انّ التقمّص العاطفي هو حالة نفسية يشعر بها المرء بشعور شخص آخر أو جماعة، ويوحّد بين ذاته وبين ذات شخص آخر أو جماعة أخرى، أما التعاطف فهو تفاعل عميق مستمر، يستند إلى الملاحظة والمعرفة والتفكير لاستبصار مشاعر الآخرين وافكارهم لمساعدتهم بالتراحم والتلاحم والمحبة للعيش بأمان. وغالبا ما يكون التقمّص العاطفي أعمق وأقوى من التعاطف، وكلاهما يصب في النفس البشرية.

وأما عن سبب ربطهما بما حدث في البحرين، فاليكم الآتي:

لا أنسى تلك المقابلة التي تمّت بين شخصيّتين بحرينيتين معروفتين، على احدى القنوات الفضائية التي تعنى بالشأن السياسي، ولا أستطيع نسيان ما ذكرته احدى تلك الشخصيّتين عن القتلى، بأنّه سيتم تعويض أهاليهم عمّا حدث!

ولا أكاد أفهم تلك الشخصية ان كانت متعاطفة نوعا ما مع من قُتِل من الشعب البحريني سواء ضد أو معَ، فجميعهم أرواح نهى الله أن تُزهق، أو انّها بعيدة جدّا عن التعاطف، بسبب طريقة ذكرها موضوع التعويض، ولا أدري ان كانت هذه الشخصية نفسها قالتها في وقت غضب أم انّها قَصَدت ما قالته.

لا أعتقد بأنّ التعاطف يكفي من أجل ايجاد الحل الصحيح لأهل البحرين، وأكون جازمة بأنّ الطريقة التي تحدّثت بها تلك الشخصية كانت مقيتة وبعيدة عن الانسانية، فلا تعويض عن روحٍ زُهِقَت أيا كانت المبرّرات، ولا تعويض عن ابن كبّرته طوال سنين أو أب أو أخ عملوا جاهدين من أجل الأسرة، فالمال ليس هو المحك الرئيسي ولا المحرّك لما يحدث في البحرين، بل انّه بعيد كل البعد عما يحدث.

ان كنّا نريد أن نعلم سبب الغضب فلابدّ لنا من التقمّص العاطفي، أي وضع أرجلنا في حذاء من فقد عزيزا له، وهنا سنعلم مدى المرارة والألم والغضب في داخل صدره، وأما التعاطف فلقد جاء من قِبل البعض، ولكنه كان محفوفا بالمخاطر، مخاطر أن تُفهم خطأً، فقد يظن البعض بأنّك ضد وقد يظن البعض الآخر بأنّك مع!

عندما خرج سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على شاشة التلفاز في فبراير/ شباط، رافضا ما حدث، كان ينظر الجميع اليه بتقمّصه العاطفي، والذي دلَّ على حسن معدنه، فليس هناك انسان يستطيع التخلّي عن انسانيته بسهولة، وما هذا عهدناه بالقيادة الرشيدة.

تعويض من قُتِل لا يتم بالمال فقط، بل زهق الروح أعقد من دفع الديّة للتعويض، وما ارجاع الأمور الى نصابها، وتعديل ما حدث من أخطاء وعدم التمادي فيها، سواء من الجانب المعارض أو الجانب الحكومي، الاّ عين الصواب، فما نحن الاّ بشر نخطئ ونصيب ونحاول.

لا أحد يقبل بما حدث في البحرين الحبيبة، ولا نعتقد بأنّ الأحرار يرضيهم الوضع المزري لحال البحرين، بل نريدها شامخة دوما ومشرقة أبدا، ولا نريد لهذا الاعصار أن يطول، ففي ادامته خسارة للجميع، وليس لأشخاص معيّنين.

وحتى لا نخسر أكثر لابد لنا من وضع التقمّص العاطفي والتعاطف مع الآخر بشأن ما حدث في البحرين نصب أعيننا، ولابد من مد اليد ووضعها في اليد، فنحن واحد وقلناها مرارا وتكرارا، ولا نستطيع فصل بعضنا البعض.

ان الرسول (ص) قال: «لئن تُهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من أن يُهرق دم امرئ مسلم»، كما قال: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم» (أخرجه الترمذي رقم 1395 وصححه الألباني)، وفي رواية: «ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دمه لأدخلهم الله النار»، (صحيح الترهيب والترغيب المجلد الثاني برقم 629)

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3410 - السبت 07 يناير 2012م الموافق 13 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 2:44 م

      يا لها من مقابلة لا تنسى!!

      فقد شاهدنا اسلوب الحوار بين الشخصيتين التي كانت إحداها متزنة و عقلانية و هادئة في الحوار بالمنطق والدليل، أما الأخرى فلم تجد ما تغطي بها فشلها الذريع سوى الكذب والإفتراء والتدليس، ثم الصراخ بوجه خصمها بشكلٍ هستيري لتمرير و تثبيت تلك الأكاذيب والإفتراءات. لقد كان لقاءاً لا يُنسى بين الحق والباطل

    • زائر 23 | 1:45 م

      جيفري

      أتمنى منكي أختي أن تكوني شجاعة أكثر من خلال ثباتك على هذا الموقف ...
      أعلم وغيري يعلم ماتتعرضين له من تهديد ومضايقات ويمكن يوم من الايام سوف يقدمون لك الاغراءات من المال والعقار وغيرها من الاشياء فعليك الثبات ثم الثبات

      وبالتالي ستكونين محبوبة عند الله قبل أن تكوني محبوبة عند الناس

      شكراً لكل قلم حر

    • زائر 21 | 9:35 ص

      يوم المقابلة المشؤمة

      لقد كنت امام التلفاز يوم هذه المقابلة المشؤمة وياريت لم اتواجد امام التلفزيون حينها كانت كلماتها مقززة اي والله وما مقالك هذا الا استنكار لما سمعناه جميعا من هذه الصحفية وكيف قالت هذا الكلام حتى الحيوان يحن على بني جنسه في هذه الحالات لان الرحمة لم ينزعها الله منه وفكيف هؤلاء البشر فحين يفقد احساسه يتحول هذا الانسان وينسخ عن انسانيته ويتحول الى وحش كاسر والعياد بالله كيف فكرت هذه لتقول ماقالت ماهذه الانسانة هناك ارواح فقدت والامهات ثكالى على الشبان والاحباب والاعزة ، فماذا نقول بعد الذي آه آه

    • زائر 20 | 9:21 ص

      شكرا لكم شكرا لكم

      هنيئا لك هذه الروح الطيبة الله يرزقش شفاعة النبي محمد ( ص )

    • زائر 19 | 9:16 ص

      هذا ما نقوله ونردده

      هل يقبلون على انفسهم ما يفعلون .. فليضعوا انفسهم مكان من انتهك حقه ليشعروا بمعانته وليعاملوا الاخرين كما يحبون ان يعاملوا اما التعالي والتكبر فهو سبب المصايب

    • زائر 18 | 4:28 ص

      اختي مريم الجماعه

      ان الله مع الجماعة في الخير وليس في الشر ومن يحسب نفسه من كلا الجماعتين االكريمتين انه فائزا اليوم فهو واهم ومغرر به فكلاهما يكملان بعضهما فإن غرقنا سنغرق جميعا لان القلوب والايدي لازالت متشابكه

    • زائر 17 | 4:23 ص

      "وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت"

      وفي رواية:«ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دمه لأدخلهم الله النار» مجرد التعاطف لا يكفي فلا بد من إستنكار هذا العمل وطلب العقاب للقاتل لكي لا يتجرأ أحد و يقتل المزيد ولكي لا نكون شركاء مع هذا القاتل بسكوتنا عن ذلك: شكرا لك يا أختي على هذه الإلتفاته.

    • زائر 16 | 3:21 ص

      لايضيع البلد

      متى تقبل الدية التعويض المادي
      الاحتكام الى القانون لمعرفة ملابسات القتل فقد لايقبل التعويض المادي فقط اذا كان من قتل بتحريض من الدولة و مساهمه منها
      يجب ان يكون على ثلاث مراحل الاصلاح السياسي و المحاسبة و التعويض
      لكن ما نراه استمرار لما بعد بسيوني

    • زائر 15 | 3:19 ص

      مميزة يا مريم الشروقي

      ليس لأنك لمستي الجراح ، بل نطقتي بالحق في زمن يريد البعض طمسه عنوة واتعجب ممن يعيشون بمكان ما تعيشين ولكنك تحملين روحا غير التي يحملونها فكرك النير نوّر دربك واحساسك الأنساني الذي افتقده الكثير وعمى بصيرتهم العناد ، بحيث يرون الأبض اسودا والأسود ابيضا تحياتنا لك ولكل شريف يريد الأيصال للحق للجميع دون النظر لمذهبه أو دينه .

    • زائر 14 | 2:48 ص

      فاقد الحس الآدمي، لا يعطيه

      يا عزيزتي لا تستغربي، من فقد الحس الآدمي الإنساني وتعود التدليس والتلفيق غالباً موقفه مثل الموقف المقيت لتلك الشخصية التي أشرت إليها في البرنامج الشهير. ولأن طبيعة الشخصية مادية "بحتة" الدينار يلعب لعب في اتجاهات تشخيصاتها، فلا عجب أن تقيس أرواح الأبرياء المزهوقة ظلماً وعاراً بالتعويض المادي "الجعجعة" التي لا يرى منها سوى المانشياتت الإعلامية، باختصار أرواح البشر غالية وغالي من يقدرها، ورخيص من يرخص بها. هناك من يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ومن يدخله من أقذر أبوابه. شكرا لكم!

    • زائر 13 | 2:37 ص

      ولكم فى القصاص حياة

      ان أهم تعويض لدى أهل المقتول هو أحقاق ما كان من أجله سال دمه والمبدء الذي من أجله ضحا ،وبعد ذلك القصاص من القاتل .

    • زائر 12 | 2:34 ص

      ولكم فى القصاص حياة

      ان أهم تعويض لدى أهل المقتول هو أحقاق ما كان من أجله سال دمه والمبدء الذي من أجله ضحا ،وبعد ذلك القصاص من القاتل .

    • زائر 11 | 2:31 ص

      ولكم فى القصاص حياة

      ان أهم تعويض لدى أهل المقتول هو أحقاق ما كان من أجله سال دمه والمبدء الذي من أجله ضحا ،وبعد ذلك القصاص من القاتل .وأما بخصوص الشخصية آلتى تقول بالتعويض فهي تحتاج إلى ان تتعلم كيفية تشغيل الايفون بعدين تتكلم عن التعويض

    • زائر 10 | 2:29 ص

      سؤال لمن خسر الدنيا و الآخرة

      شكراً لك يا مريم، نعم لقد شاهدنا المقابلة على إحدى الفضائيات و قد استاء الكثير من الثرثرة التي أطرقتنا بها هذه المتقمصة و لكن بودي أتوجه بهذا السؤال إليها، بكم تقبلين التعويض عن أحد أبنائك إذا كان هو القتيل؟ هل بمال الدنيا أو بمال الآخرة؟
      يا ليت من هذه المتقمصة أت تعرف كم الحسرة التي منيت بها الأم عندما شاهدت قتيلها مغمر بالدماء!
      و أظن إن هذه المتقمصة تعيش بلا إحساس و لا شعور في مجتمع مملكة البحرين الطيبة.

    • زائر 9 | 2:20 ص

      البحرين

      نعم هذا الذي تحدثت به تلك الشخصية راح يعوضونهم!تقولها ولاتبالي وتدافع عن قضية غير موجوده وهي قطع لسان المؤاذن كما يقول الجمري سمعنا وما راينا هذا الشخص ولا بسيوني حتى!هذا هو اعلام السلطة نست كما تناسا غيرهم من ابواق السلطة انهم مسلمون ويقراون القران ولا يفقهون معنى دم المسلم على المسلم حرام هذا ماقاله المحمود!اين كلام هذا الشخص بعد الذي حدث الم يعرف الم يراء الم يسمع قالو كلها فبركات واتى تقرير بسيوني الان ماذا لم يكونو مسلمين الم يقول الله جل جلالة في كتابة العزيز ام لاتعرفون ماذا تقراؤون

    • زائر 8 | 2:17 ص

      اللهم احفض البحرين

      ايتها الشروقية, من اين بدأت الحكاية, منذ عشر سنين ونيف اغلقنا صفحة الماضي, وحاولنا نسيانها ودفنها وقبرها وكان ما كان في صحيفة الميثاق ووضع الميزان, ولم يمر سوى ايام وانقلب الميزان بأمر لم يفهمه الحيران, وكأن امرا عجيب قد حان, من قام ومن حاك ومن عبث في الميزان, ويمضي الزمان وكأن الامر ما كان, مرة السنين واعتقد من عبث في الميزان ان الناس في نسيان, الى أن حان الزمان وانتهى الصبران, فلا يجدى ما كان يجدى ذاك الزمان, ولكننا نقول يا الله يا الله يا الله احفض البحرين وكل الاخيار

    • زائر 7 | 2:05 ص

      الحل السياسي هو الحل

      نعم سيدتي الفاضلة، ليس هناك تعويض مادي يمكن إرجاع الروح البريئة التي فقدت من أجل المطالبة بالحقوق المسلوبه ،،، فلا مجال للحل الأمني في بلادنا بل سيتفاقم الوضع للأسوأ ولا بديل عن الحل السياسي ، وشكرا لك على هذه المقالات الصريحة النابعة من روح المواطنة بدون التحيز لأي جهه على حساب الحق والإنسانية

    • زائر 6 | 1:58 ص

      والله

      والله لو يجيبون أموال الدنيا كلها ما تعوضنا عن شاب من شبابنا اللي راحو الناس ما تبغي تعويضات مالية تبغي العدل والقصاص من القتلة!

    • زائر 4 | 1:05 ص

      قلم مميز

      كل يوم الاستاذة الكريمة مريم الشروقي تكبر في عيون العقلاء والقراء المحترمين وخصوصا قراء جريدة الوسط المتزنة ,,, بارك الله فيك

    • زائر 1 | 11:22 م

      يادانه الحد عساك علقوه

      يبنيتي مستشاري التازيم اقترحوا على السلطه الحل الامني وحيث ان السنه شارفت على الانتهاء والحل الامني والقمع الاعمى لم ياتي باى نتيجه لانه وببساطه اسلوب القرون الوسطى غياب حل او سناريو بعد فشل الحل الامني الذريع لم يكن موجود على اجنده مستشاري التازيم ومهندسي الاباده مما زاد الطين بله وادخل السلطه في نفق مظلم لا يمكن التكهن بنهايته واظهر صوره البحرين في اردى صورها رغم صرف مبالغ طائله وطائله جدا لتحسين صوره البلد عند العالم وكيف يكون هذا والعالم يراقب الاحداث دقيقه يدقيقه فهل من مخرج يلوح غي الافق

اقرأ ايضاً