العدد 3410 - السبت 07 يناير 2012م الموافق 13 صفر 1433هـ

التوازن في الطرح السياسي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الوحدة داخل أيِّ مجتمع لا تحدث صدفة، بل إنها تتطلب التزاماً مبدئياً وعملاً جادّاً في إيجاد وتوسيع وتثبيت الأرضية المشتركة التي ينتج عنها شعور بانتماء المجتمع لبعضه البعض على رغم تنوع أصوله وجذوره وربما حتى لغاته، وعلى رغم تعدد آرائه السياسية واتجاهاته. وينتج عن ذلك استقرار سياسي قائم على صون الحقوق الفردية والجماعية، وقائم على التضامن والتعاون والاعتراف بـ «الآخر».

وحالياً فإن أكثر المجتمعات المتقدمة تفخر بأنها متعددة الثقافات والأعراق، وهي في الوقت ذاته لديها تماسك مجتمعي يحمي البلاد ويقيها من العواصف السياسية التي من شأنها أن تمر على كل بلد. في مثل هذه المجتمعات تجد أن كلَّ فئة تعتبر نفسها «جزءاً من كل»، وأنها جزء مهم وأساسي، ولها ما لغيرها، وعليها ما على غيرها، وأن ما يربط كل هذه الفئات المتحضرة اعتراف متبادل، وقبول بالآخر، واستيعاب فكرة أن المصالح المشتركة تأتي في المقدمة، وأن الأفعال التي تجمع الأطراف في مساحات مشتركة أكثر بكثير من الأقوال.

ومقارنة بما ذكر أعلاه بواقعنا البحريني تجد أن هناك «حلقات مفقودة»، إذ وصل الحال بأن يعتبر البعض إصلاح الأوضاع الكارثية خطراً على مصالحه الفئوية، وبالتالي فإنها مرفوضة لديه. كما تجد خطاباً ربما لا تسمعه حتى في أكثر بلدان العالم تخلفاً، إذ يكرر البعض أن نصف المجتمع عميل لجهات خارجية، وأن هذا النصف يجب التعامل معه على هذا الأساس. ويتمادى آخرون في ترديد الخرافات والأوهام، ويقومون بعملية «تجهيل» لأنفسهم ولمن يتأثر بهم.

إن البحرين بلد حضاري، ودليل ذلك أنه في مقدمة التطلعات الإنسانية في كل حقبة زمنية، ونحن حالياً نعيش في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ولم يعد بالإمكان التعامل مع أيِّ مخلوق - مهما كان أصله وفصله - على أساس أنه أقل من إنسان له حقوق أساسية منصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما أنه لا يمكن الحديث عن امتيازات خاصة تمنح لفئة وتحرم منها فئة أخرى على أساس عرقي أو قبَلي أو طائفي أو النوع أو اللون؛ لأن مثل هذا الطرح يخلق الكوارث، كما لا يستفيد منه أحد على المديين المتوسط والبعيد.

إن إحدى الحلقات المفقودة في كل ما نراه هي عدم وجود طرح يوازن بين المطلب الإنساني الخالد المتمثل بـ «المساواة»، وبين حماية المصالح المشروعة لجميع الفئات، بحيث لا يستبدل تهميش فئة حالياً بتهميش فئة أخرى مستقبلياً. نحتاج إلى التوازن في الطرح، والتوازن يتطلب تفهم كثير من الخصوصيات التي تعنينا كمجتمع بحريني يعيش ضمن محيطه الخليجي العربي

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3410 - السبت 07 يناير 2012م الموافق 13 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 7:08 ص

      الويل لنا جميعا اذا أصبح الصراع حيوانيا وللبقاء

      الكون والحياة تحكمها قوانين والإنسان هو الكائن الوحيد القادر بإرادته إن يتدخل فيها ايجابيا أو سلبيا وبالتالي الأخلأل بطبيعة صيرورتها الفطرية والتي منها قانون الكل والجزء المجتمع والفرد ووحدتهما والعوامل الموضوعية والذاتية وتأثيرها على وحدتهما والأخلأل بتوازنهم فشخصيا اعتبر الجهل والعصبية والظلم والمذهبية والمناطقية والقبلية والعشائرية والأنانية والتطرف والتسلط والاستبداد والفساد عوامل مدمرة مفككة وهدامة وتصبح هالكة للكل والجزء معا اذا ساعدتها عوامل خارجية على شاكلتها واعتقد إن هذا ما نعانيه

    • زائر 15 | 4:39 ص

      يادكتور

      المصيبه ان دعوات التفرقه اكثرها تأتي من رجال دين ومن فينا لايحترم دينه؟ نرجو التعقل حتى لايشوه ديننا ولنجعل الاخرين يحترمونه ولايضعونا في مواقف محرجه مع اصحاب الديانات الاخرى من اصدقائنا وجيراننا

    • زائر 14 | 3:00 ص

      إصلاح الأوضاع الكارثية خطراً على الجميع

      وصل الحال بأن يعتبر البعض إصلاح الأوضاع الكارثية خطراً على مصالحه الفئوية، وبالتالي فإنها مرفوضة لديه.

      ياريت انبين ان المقصودين هم في الطرفين بدل ان كل واحد يبرر ويلوم الاخر ... بسنه عاد؟!؟!؟!

    • زائر 13 | 2:48 ص

      عندما يغيب الفكر ويموت الإحساس

      مقال أكثر من رائع ضمن سلسلة من المقالات المعالجة لأزمتنا والتي من خلالها يسعى الدكتور لتطبيب البحرين المريضة والتي تصرخ من شدة الألم .. لكن الجرح عميق فمن يملك المعول اليوم غاب عقله ومات قلبه

    • زائر 12 | 2:13 ص

      الرؤية الثاقبة

      شكراً دكتور على طرح هذه الأفكار التي تنم عن شخص يريد المصلحة لكل أنسان بعيداً كل البعد عن أي توجه أو فكر أو دين أو مذهب بل و تدل هذه الافكار عن شخص محب من أعماق قلبه لخير وازدهار هذا الوطن يا ترى هل هذه الفئات تستوعب هذه الافكار ؟بأننا وصلنا الى مرحلة لا تستوعب قبول المميزات القبلية أو ذات توجهات معينة حان وقت أن يصبح الشعب مصدر للسلطات ولا يمكن التراجع عن اقل من هذا المطلب لكي نحمي وطننا ومجتمعنا ونحمي حق الأجيال القادمة و لكل مواطن على هذه الارض
      شكراً لكم

    • زائر 11 | 2:05 ص

      تعالوا الى كلمة سواء

      لنبدأ الحل لا بد من ازالة الأوهام وان هذا الطرف او داك يعمل لأجندة خارجية ونتعامل بالظاهر ولا نشكك في نيات الاخرين

    • زائر 10 | 1:32 ص

      من ضاق العدل عليه فان . .. أضيق!

      من البديهي أن :
      ]العدل[
      ]المساواة[
      ]الإنصاف[
      ]الميزان [
      ]الحق[
      كلمات مفردة لا تقبل الجمع ولا الطرح ولا الضرب ولا القسمة كذلك.
      العدل حق والحق عدل، وبالميزان إنصاف متى ما لحقت المساواة به.
      فحقوق الناس، تتبين متى ما كان لكل فرد حق يساوي كل واحد من الناس.
      فلذلك علامة ] = [ تعني توازن تقام بالعدل والميزان يساعد ذلك.
      فما الذي يعيق معادلة سهلة وبسيطة في ظل إلغاء الحق وإعلاء المصلحة؟؟
      فهل تعلو مصلحة المجتمع عند ما يغفل حق فرد؟؟

    • زائر 9 | 1:12 ص

      نتني من الله ان هناك من يؤمن بقولك وارائك

      الوحدة داخل أيِّ مجتمع لا تحدث صدفة، الوحدة نتيجة الإيمان بالله والاعتراف بحقوق اللأخربن ونزاهة النفس، وما نقيضها إلا من خادع الناس بأيمانه وتمسكا بآرائه وأنكر عليهم حقهم وحاربهم في أرزاقهم ومعتقداتهم فكانت مصلحته فوق كل شئ فهاذ أعما لا يرى إلا ما يعتقد ولا يصدق إلا ما يلمس فلا يمكن آن تقنعه بالوحدة ولاكن الله قدير على ما يشاء.

    • زائر 7 | 12:54 ص

      الحل هو

      بعد كل هذا اعتقد كمواطن حدث مأساوي كبير في البلد سيصل في النهاية الى حل جدري .

    • زائر 6 | 11:48 م

      صباح العز يامنصور

      دكتور البحرين كانت مثال لامع للمزيج الاجتماعي وجودة الاجاويد من كل الفئات غرباء من عزفوا على وتر الطائفيه النشاز البغيض واغبياء من رقصوا واطربهم اللحن كانت اوال تعيش تمازج جميل بين كل الاطياف بغض النظر عن الاختلاف الطبقي والمذهبي لسكان البحرين اهل الديره من سنه وشيعه عرفوا بلفزعه والشهامه والتكاتف في السراء والضراء فمن لعب بحسبة الثوابت والعادات الاصيله في هذا البلد ولمصلحه من .يا منصور كم لك ولوالدك الابي وجدك رحمهما الله من احباب واصدقاء من البديع والجسره القربيتين من بني جمره ومازالوا باقين

    • زائر 5 | 11:45 م

      سماء - البحرين (ادارة الازمات)

      دكتورنا الجليل, فى وجهة نظرى الفئة المستصلحة من الوضع الحالى لم تأتى من كوكب اخر انما هى وليدة تشجيع الاعلام الرسمى والتمويل المادى, الى اليوم تقراء فى الصحف المحلية وعلى المنتديات الاجتماعية وبتشجيع من فئات تخوين وتهميش طائفة معينة والتى تمثل الاغلبية بأن انتمائها لأجندات خارجية, اين دور الحكومة؟ الوضع يتعقد يوم بعد اخر والامور لا تجرى بالوتيرة المفروضة للاصلاح الحقيقى, عدم وجود فريق ناجح لأدارة الازمات الاجتماعية لهو دليل على تغير الجلود لنفس الاشخاص الذين كانوا يطبلون على الطائفية..

    • زائر 3 | 10:57 م

      واقعنا المر

      صباح الخير دكتور
      مقال يتماشى مع واقعنا المر و المتردي ان الطرح المتوازن امر مطلوب و المساواة بين جميع الاطراف هو المخرج الوحيد للازمة التي نعيشها و تزداد سوء يوما بعد يوم

    • زائر 2 | 10:24 م

      ستراوي%(% ،

      يا دكتور .. انت صار لك من اشهر ومقالك توعوية .. بس المشكلة انك تأذن في خرابه .. ما في احد يسمع .. لدينا مسئولين يهمهم الكرسي اكثر من مصلحة البلد .. ومستعدين ليشاهدوا خراب البحرين والدماء على ان يتنازل عن كرسيه رغم ما يثبت عليه بأن مفسد وفاسد ! .. ا

    • زائر 1 | 9:53 م

      الكلام لمن ؟؟؟

      هذا كلام لابن الوطن بل لكل أبناء الوطن المحبين له ولاهله بل والمقيمين على أرضه

      أما الوافدين على الوطن فلا نصيب لهم من حب الوطن وأهله فهم يسعون الى خرابه وتدميره ويحاربون كل مشروع اصلاحي للبلاد والعباد حتى لو جاء ذلك ممن يدعون له بالولاء

اقرأ ايضاً