كشفت الدراسات والأبحاث العلمية خطورة زيادة معدل استهلاك المواد الحافظة على الأطفال، وقد حذرت الدراسات من زيادة استهلاك الإضافات الغذائية المستخدمة في العديد من الأطعمة والمشروبات المخصصة للأطفال وأكدت أنها تسبب إصابتهم بتقلبات مزاجية ونوبات غضب وتغيرات سلوكية حادة.
من جهتها، أشارت اختصاصية طوارئ الأطفال منال المسقطي إلى تحذيرات الأطباء والاختصاصيين من استخدام الملونات الصناعية والنكهات والمواد الحافظة التي تضاف إلى الأطعمة، لتأثيراتها القوية على الصحة جراء الأمراض التي تسببها كأمراض الحساسية سواء الجلدية أو التنفسية وخصوصاً لدى الأطفال، إضافة إلى الالتهابات الحادة والمزمنة في المعدة والإصابة بسرطان المخ والقولون والأمعاء.
من جهته، أكد استشاري أمراض الأطفال وأخصائي أمراض الدم والأورام، حسين المخرق أن «هناك تأثيراً مباشراً لتناول المواد الغذائية التي تحتوي على مواد حافظة للأطفال، وأن هذا التأثير يأتي من الصبغات والألوان التي يحتويها الغذاء، وهي تسبب مشاكل سلوكية عند الأطفال وربما تصل إلى مرض سرطاني».
الوسط - محمد باقر أوال
احذروا رقائق البطاطس والمقرمشات والعصائر الصناعية والمشروبات الغازية وغيرها من الأغذية والمشروبات المعبأة في عبوات جذابة والتي يقبل عليها الأطفال بمعدلات تفوق المسموح به، فالدراسات تؤكد إفراط الأطفال في استهلاك هذه الأغذية على حساب الأغذية الطبيعية الصحية، وهو ما يعني تراكم المواد الكيميائية الحافظة والمضافات الغذائية داخل أجسامهم الصغيرة، بما يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض بين الأطفال وفقاً لدراسات عديدة أكدت مسئولية هذه المضافات والمواد الحافظة عن إصابة الأطفال بأمراض حساسية الصدر وعدم التركيز وفرط الحركة والسمنة بالإضافة إلى إمكانية تحول بعض هذه المركبات مع زيادة تراكمها بالجسم الى مواد مسرطنة.
ويكفي أن نعلم أن إحدى الدراسات العلمية التي أجرتها هيئة المواد الغذائية في بريطانيا وجهت اتهامات للشركات العاملة في هذا المجال بأنها تقوض النظام الغذائي للأطفال عن طريق قيامها بزيادة معدلات السكر والدهون والمواد المضافة ومكونات الملح في الأطعمة التي تنتجها.
وطبقًاً للتقرير؛ فإن هذه الشركات تقوم أيضًا بمعالجة أو نزع المواد الغذائية والألياف من هذه الأغذية، وحذرت من أن المقرمشات والحلوى والمشروبات الغازية تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون.
الاهالى اكدوا زيادة إقبال أطفالهم على هذه الأغذية بصورة يومية وهو ما يراه الأطباء مؤشر خطورة, وأكدوا أيضا مسئولية الإعلانات في جذب الأطفال لهذه المنتجات مطالبين بالرقابة على الاعلانات والحد منها الى جانب ضرورة الزام الشركات بكتابة انواع المواد الحافظة ومخاطرها المحتملة.
يوم آخر تستعد فيه «مريم» ابنة عشر السنوات للنوم... عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء... تحاول الأم أن ترسم ابتسامة على وجه ابنتها الصغيرة قبل النوم... وقبل أن تهم بمغادرة الغرفة، يستوقفها أنين مكتوم لابنتها، ارتسمت ملامح القلق على وجه الأم، ولم تجد مريم بدّاً من الاعتراف لوالدتها بآلام المعدة التي تهاجمها بين فينة وأخرى وتحرمها من النوم. تستذكر الأم ما تناولته ابنتها من وجبات طعام، حرصت هي بنفسها على إعدادها بيدها، الساعات التي قضتها ابنتها في المدرسة كانت هي الوحيدة التي غابت فيها مريم عن والدتها. نعم... تعترف مريم: تناولت بعض المقرمشات والحلويات ومشروباً غازيّاً في المدرسة.
«مريم»، واحدة من مئات الأطفال الذين يتناولون مواد غذائية تحت إغراء ألوان العلب والأكياس المحفوظة بها، والمشكلة أن أطفالنا يفرطون في تناول هذه المنتجات الغذائية على رغم أن هذا الإفراط قد يحمل مخاطر عديدة كما يأتي على حساب الأطعمة الصحية الطبيعية التى تحتاج إليها أجسام اطفالنا فى هذه المرحلة.
وإقبال أطفالنا على تناول هذه الأطعمة يؤكده العديد من الأمهات اللاتي يعانين كثيراً عند محاولة اقناع أطفالهن بالاقلال عن هذه المنتجات الصناعية وتناول أطعمة صحية طبيعية بدلا منها، ولذلك فانهن يحمِّلن الجهات الرسمية مسئولية مراقبة الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة تضر بالأطفال، ومنع الإعلانات التي تشجع على تناول الوجبات السريعة، منوهين إلى ضرورة وضع ضوابط للتقليل من المواد الحافظة في المواد الغذائية الخاصة بالأطفال.
رقية الشيخ (مدرِّسة)، قالت: «أحذر أطفالي قدر الإمكان من تناول الوجبات السريعة، كما أنني أبعدهم قدر المستطاع عن تناول الحلويات و»الشيبس» وغيرها من المقرمشات بكثرة، ولكن للأسف المجتمع لا يدرك مدى خطورة المواد الحافظة على الأطفال، الأمر الذي يجلب لأطفالنا الأمراض».
وأضافت «أحاول توفير وجبة في منتصف النهار كالفاكهة أو الخضراوات لأطفالي، لكي يشعروا بالشبع وعدم التفكير في أكل «الشيبس» أو غيره، لكنهم لا يستطيعون مقاومة شهية تناول «الشيبس» في بعض الأحيان».
وطالبت الشيخ الجهات المختصة بمراقبة البرادات والمطاعم والإعلانات التجارية لمطاعم الوجبات السريعة، وخصوصاً أن هذه الإعلانات تبهر الأطفال وتشجعهم على تناول الوجبات السريعة.
كما انتقدت عدم مراقبة المقاصف المدرسية من قبل وزارتي التربية والتعليم والصحة، وخصوصاً فيما يتعلق ببيع المشروبات الغازية و»رقائق الشيبس».
أما ليلى محمد علي (مدرسة)، فقد أشارت إلى أنه على رغم أن أطفالها يقبلون على تناول الخضراوات الطازجة؛ فإنها ذكرت أنهم يحبون أيضاً تناول «الشيبس» والحلويات، من خلال اختلاطهم بأصدقائهم أو أطفال العائلة.
وأكدت حرصها على توفير الطعام الصحي لأبنائها أثناء ذهابهم إلى المدرسة، مشيدة بدور المدرسة في متابعة نوعية الطعام المقدم إلى الطفل باستمرار.
أما عن تأثير الإعلانات على الأطفال، فقالت: «نعم أطفالي يتأثرون بالإعلانات التجارية، لكننا لا نلبي طلباتهم باستمرار، ونحاول دائماً أن ننصحهم بالتقليل من تناول الوجبات السريعة».
من جانبها، اشتكت سلوى الوطني (متقاعدة) من اعتماد الأطفال على الأغذية التي تحتوي على مواد حافظة، وهو ما يأتي على حساب الوجبات المفيدة الأخرى، منوهة إلى ضرورة تثقيف أفراد المجتمع لعدم الانجراف وراء الصور الجذابة في الإعلانات، محملة الأمهات مسئولية عدم الانصياع لرغبات أبنائهم وتحضير بدائل مناسبة في المنزل.
منى علي (ربة بيت)، أكدت أنها تراقب ما يشتريه أبناؤها من أغذية باستمرار، وأنها لا تسمح لهم بتناول الأغذية التي تحتوي على مواد حافظة إلا لمرة أو مرتين في الأسبوع.
وقالت: «نتمنى من وزارة الصحة مراقبة الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة مضرة، لأن كثيراً من الأهالي لا يعلمون مدى خطورة تناولها، كما يجب تثقيفهم بإيجاد بدائل من الأغذية ذات الفائدة مثل الخضراوات والفواكه».
أما كلثم رضي درباس (مدرسة)؛ فأكدت أهمية وجبة الإفطار للأطفال، معتبرة أن منع الأطفال عن تناول الأغذية ذات المواد الحافظة ليس حلاًّ مثاليّاً باعتبار أنهم قد يلجأون لتناولها في المدرسة أو مع اصدقائهم، وإنما يجب نصحهم بأهمية التقليل من تناولها.
إيمان علي الشيخ (مدرسة) قالت إنها مدركة تماماً بأن الأطفال الذين يتناولون وجبات تحتوي على مواد حافظة كثيرو الحركة، لما تحتويه هذه الأغذية من مواد تحفز الأطفال للحركة، مشيرة إلى أنها لا تستطيع منع اطفالها من تناول رقائق الشيبس يوميا.
ابتسام حبيب علي (مدرسة) منعت أطفالها من تناول «الشيبس» داخل المنزل، إلا أنها تشتكي من عدم قدرتها على السيطرة عليهم خارج المنزل، إلا أنها أكدت أنها تجبرهم في وسط النهار على تناول الفواكه.
أما منى عبدالله منصور (مدرسة) فتقول «كل ممنوع مرغوب»، مضيفة «لا يمكننا الضغط على أطفالنا أكثر من اللازم، ويمكن السماح لهم بتناول «الشيبس» مرة في الأسبوع على سبيل المثال، ولكن يجب إعطاؤهم المزيد من الخضراوات والفواكه حتى لا يشعروا بالجوع الذي يسعون لسده بالأطعمة التي تضرهم».
والحقيقة ان الاستهلاك اليومى المفرط للمواد الحافظة ومسببات اللون والطعم والرائحة يمكن ان يعرض الأطفال للعديد من المخاطر الصحية, هذا ما تؤكده اختصاصية طوارئ الأطفال منال المسقطي، التي قالت: «في معظم الدول يشترط ذكر المواد الحافظة المستخدمة في الأطعمة على العلب لتعريف المستهلك بمضمونها قبل أن يسمح بنزولها للأسواق؛ ويشار إلى تلك المواد على اختلاف أنواعها بأرقام وكل رقم خاص بمادة معينة كالأحماض، القلويات، مضادات الأكسدة وغيرها، وفي دول أوروبا يضاف الحرف «E» قبل الرقم الخاص بالمادة الحافظة».
وأضافت أن «المواد الحافظة تعرف بأنها أي مادة تضاف إلى الغذاء وتعمل على تغيير أي من صفاته، أو هي جميع المواد التي ليست من المكونات الطبيعية للأغذية، وتضاف إليها قصداً في أي مرحلة من إنتاجها إلى استهلاكها، وتضاف بغرض تحسين الحفظ أو الصفات الحسية أو الطبيعية أو الحد من تعريض المستهلك للتسمم، وغيره من الأضرار الصحية نتيجة الحفظ غير الجيد للغذاء».
وأشارت المسقطي إلى تحذيرات الأطباء والاختصاصيين من استخدام الملونات الصناعية والنكهات والمواد الحافظة التي تضاف إلى الأطعمة، لتأثيراتها القوية على الصحة جراء الأمراض التي تسببها كأمراض الحساسية سواء الجلدية أو التنفسية وخصوصاً لدى الأطفال، إضافة إلى الالتهابات الحادة والمزمنة في المعدة والإصابة بسرطان المخ والقولون والأمعاء، نتيجة تراكم استخدام تلك الملونات والنكهات التي هي في الأصل مواد كيميائية ذات تأثير شديد على الصحة.
الدول المتقدمة تهتم بدراسة خطورة زيادة معدل استهلاك المواد الحافظة على الأطفال وقد حذرت الدراسات من زيادة استهلاك الإضافات الغذائية المستخدمة في العديد من الأطعمة والمشروبات المخصصة للأطفال واكدت انها تسبب إصابتهم بتقلبات مزاجية ونوبات غضب وتغيرات سلوكية حادة، وأن الملونات في منتجات غذائية مثل «الجيلي» والمشروبات الغازية والحلوي تؤدي إلى تغيرات سلوكية كبيرة عند الأطفال الصغار، كما أن اللحوم المصنعة والمعلبة مثل «الهمبورغر» و»دجاج النغتس» وغيرها، تحتوي على مواد حافظة تضر بالأطفال مع زيادة استهلاكها.
وكشفت الدراسات والأبحاث العلمية كذلك عن احتمال الإصابة بمرض السرطان على المدى الطويل، بسبب تناول الأطعمة الغنية بالمواد الحافظة والملونة، وخصوصاً إذا ما اقترن ذلك بالاستهلاك اليومي المفرط، إضافة إلى الآثار المرضية الأخرى كالتعرض لزيادة في كوليسترول الدم، وتهيج الجلد، والتهاب العيون، كما أن زيادة الجرعات وتناول تلك المنتجات من قبل الأطفال بصورة مفرطة قد يسبب لديهم مشاكل أخرى كفرط الحركة والتحسس.
والحقيقة أن تنوع أصناف الأطعمة والمعلبات الغذائية وما قد يدخل بها من ألوان وأصباغ صناعية لتضفي عليها نكهات ومذاقات مميزة، يشكل عامل الجذب الأكبر عند شريحة كبيرة من المواطنين للإقبال على استهلاكها، ولا سيما الأطفال الذين يتناولونها بإفراط ومن دون أدنى معرفة منهم، بحجم الأضرار والمخاطر الصحية المترتبة على تلك المنتجات المشبعة بمواد كيميائية هدفها حفظ المأكولات ضمن درجة حرارة معينة، ولفترة زمنية محددة، وأيضاً لإعطاء نكهة مميزة ولون ورائحة ترضي أذواق المستهلكين.
وتقول منال المسقطي: إن «هناك بعض الأمراض تصيب الأطفال بسبب تناولهم المواد الحافظة بكثرة، كالصداع النصفي، وأيضاً هناك بعض الحالات تصيب الأطفال مثل زيادة الحركة وقلة الانتباه , ومن الأمراض التي تصيب الأطفال أيضاً بسبب الافراط فى تناول استهلاك المضافات الغذائية مرض الربو والحساسية في الجهاز الهضمي ، كما أن بعض المواد الحافظة عرفت منذ زمن على أنها مواد مسرطنة وقد تم منع استخدامها في الكثير من الدول ماعدا «السكارين» الذي مازال يستخدم كمادة محلية في المشروبات الغازية وغيرها».
وأوضحت « هذا بالإضافة إلى اكتشاف أن الكثير من الصبغات الموجودة في حلويات الأطفال أو الأطعمة التي يحبها الأطفال هي عبارة عن مواد مسرطنة على المدى البعيد لأنواع مختلفة من السرطانات، كما وجدت علاقة بين استخدام هذه المواد وبعض أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض القلب والسمنة وأمراض الجهاز العصبي لدى الأطفال وخصوصاً على المدى البعيد».
حذرت المسقطي من كثرة تناول رقائق البطاطس المعبأة (الشيبس)، باعتباره من أكثر الأطعمة المحببة عند الأطفال وألذها طعماً ، ولكنها للاسف تضاف اليها نسبة كبيرة من المواد الحافظة والزيوت والسكريات، وتكمن خطورة هذه الأغذية في أن الفئة الأكثر استهلاكاً لها هي الأطفال».
وتطرقت المسقطي إلى دراسة بريطانية كشفت عن أن 50 في المئة من أطفال بريطانيا يستهلك الواحد منهم كيساً واحداً من «الشيبس» يوميّاً على الأقل، ولأنه يحتوي على نسبة كبيرة من النشويات والدهون فانه يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية مثل ارتفاع نسبة الدهون في الدم وعسر الهضم والإمساك، أما الزيوت المهدرجة التي تدخل في تركيبه؛ فإنها قد تكون سبباً للإصابة بالسرطان على المدى البعيد، والألوان والأصباغ المستخدمة فيه تكون أحياناً مواد ممنوعة عالميّاً.
وأشارت إلى أن المواد الحافظة تؤثر سلباً على المعدة، وعادة ما يؤدي ذلك إلى اضطرابات معوية وزيادة في الوزن، وأن المواد الحافظة التي تضاف إليه تحد من قدرة المعدة على الهضم وتؤدي إلى حدوث التلبكات المعوية بالإضافة إلى أضرار محتملة على الكبد.
ونوهت إلى وجود أنواع من «الشيبس» تضاف اليها البهارات الحارة التي تسبب حدوث تقرحات في المعدة وخصوصاً عند الأطفال، مفيدة بأن «من الصعب منع الأطفال من تناول الشيبس، لكن تناول كيس واحد أسبوعيّاً يعد كافياً لهم، ويفضل تناوله بعد وجبة غذائية صحية».
الأم الحامل هي الأخرى ليست بمنأى هي وجنينها عن مخاطر تناول «الشيبس»، إذ تؤكد المسقطي ما أثبتته الدراسات من احتواء «الشيبس» على مادة «»الاكريلاميد»» وهي مادة سامة تنتج عند طهو النشويات على درجة حرارة عالية، وهذه المادة تضعف الجهاز المناعي عند الأطفال، وتؤثر سلباً على الكبد والقلب والكلى والعظام عند الأطفال، وتصل هذه المادة للجنين من خلال المشيمة والدم.
وتستعمل هذه المادة - بحسب المسقطي - في صناعة المواد البلاستيكية وتنقية الماء، ويمكن أن يحوي الكيس الواحد من «الشيبس» كمية من هذه المادة تزيد أكثر بـ 500 مرة على الكمية المحددة للاستعمال في مياه الشرب.
وشددت المسقطي على ضرورة وجود ضوابط وقوانين لهذه المواد المضافة إلى الأغذية التي تحكمها وتحدد الكميات المسموح بها في المادة الغذائية، محذرة من أن زيادة الكمية على الحد المسموح به قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تكوين الأورام السرطانية، والتأثير على وظيفة القلب، والكبد والكلى، والتأثير على المخ والجهاز العصبي، ناهيك عن الإصابة بأمراض في الجلد والفم، وقد تؤدي الى تدمير الفيتامينات الضرورية في الجسم مثل فيتامين (B12)».
تحدثت المسقطي عن بعض المواد الحافظة المضادة للأكسدة، وهي أحماض وظيفتها المساعدة على حفظ الطعام لفترات أطول، والحفاظ على ألوان الطعام، ناهيك عن الحفاظ على نسبة قلوية الطعام، مثل حليب البودر، إذ إن هذه المادة مضادة للالتصاق.
وأردفت «تعمل هذه المواد على منع أو تأخير فترة التغيرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تفاعل الأوكسجين مع الزيوت أو الدهون وكذلك الفيتامينات الذائبة في الدهون، والتي تؤدي الى التزنخ، والتزنخ يفسد الغذاء ما يسبب تغير لونه ورائحته ويجعله مضرّاً بصحة الإنسان، كما أن مضادات الأكسدة تمنع أكسدة الفاكهة المجمدة».
إلا أنها استدركت بالقول: «هناك عدة أنواع من الألوان والطعم والمواد المحافظة للطعم والمعالجة لمكونات الطعام، وبعضها تمنع جفاف الطعام. لكن في الوقت نفسه هناك أنواع خطرة مثل مادة «النتريت» التي تتحول إلى مادة مسرطنة، وهي مثل المواد الموجودة في الحلويات والعصائر».
أكدت المسقطي ضرورة أن يكون لدى المستهلك معرفة بالأرقام الموجودة على المشروبات ومكونات الطعام للتعريف بالمضافات الغذائية، محملة الشركات المصنعة مسئولية وضع هذه الأرقام، لتمكن المستهلك من معرفة ما إذا كانت هذه المادة سامة أم لا.
وأضافت «تعد المادة المضافة سالمة أو آمنة في تركيزها المضاف بناء على المعلومات العلمية المتوافرة والمتاحة في حينه وذلك بالنسبة إلى كل أفراد المجتمع باستثناء بعض الحالات النادرة والتي تعاني من حساسية من هذه المواد المضافة».
وحدد المختصون في مجال صحة الإنسان بدول الاتحاد الأوروبي درجة التركيز المضاف والتي لا تظهر لها أي آثار سلبية على حيوانات التجارب، ثم زيادة في الأمان سمح باستخدام ما هو 1 إلى 100 من هذا التركيز، وبمعنى آخر إن لم يظهر للمادة المضافة أي آثار سلبية عند تركيز 100 ميليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم؛ فإن التركيز المسموح به كمادة مضافة يكون 1 ميليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وهذا المستوى أو التركيز المنخفض يطلق عليه اسم المتناول اليومي المقبول وهو يمثل التركيز الذي يتناوله الفرد يوميّاً طول حياته من دون إضرار بصحته.
أكد إستشاري أمراض الأطفال وأخصائي أمراض الدم والأورام، حسين المخرق: أن «هناك تأثيراً مباشراً لتناول المواد الغذائية التي تحتوي على مواد حافظة للأطفال، وأن هذا التأثير يأتي من الصبغات والألوان التي يحتويها الغذاء، وهي تسبب مشاكل سلوكية عند الأطفال وربما تصل إلى مرض سرطاني».
إلا أنه استدرك بالقول: «لا توجد دلائل قاطعة على إصابة الأطفال بالسرطان جراء تناول أغذية تحتوي على مواد حافظة، لكن بعض المواد الحافظة تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان مثل: «بيتولاتيد هيدروكسي أزول»، و»بيتولاتيد هيدرو زيتلوين» و»البوربايل غالايت»، و»الصوديوم نيتريت»، وتوجد هذه المواد في الحبوب والبطاطس المقلية، والعلكة وزيت الطبخ».
اما عن مخاطر تناول الأغذية التي تحتوي على مواد حافظة؛ فقد قال المخرق: إن «المواد الغذائية التي تحتوي على مواد حافظة تسبب الحساسية وخاصة من الأغذية التي تحتوى على (البوتاسيوم بيسات) أو (البوتاسيوم بيتا باسلفات)، أو (سلفات الصوديوم)».
وأضاف «بالإضافة إلى النشاط المفرط وقلة التركيز عند الأطفال. هناك دراسة تبين أن نسبة الإصابة بالنشاط المفرط تزيد عند الأطفال الذين يتناولون مواد ملونة أو حافظة مقارنة بالأطفال الذين لا يتناولون هذه الأطعمة، وهناك مجموعة من المواد الحافظة لها تأثير خطير على الصحة مثل سرطان المثانة والمبيض والمعدة».
وتابع «هناك دراسات تفيد بأن بعض الأمراض السرطانية قد تنتج من تناول المواد الحافظة وخاصة التي تحتوي على النيترات، وليست هناك علاقة بين المشروبات والمأكولات والاستجابة أو عدم الاستجابة للمرض، لكن بصورة عامة، الغذاء المتوازن الغني بالبروتينات والنشويات والدهون والفيتامينات والمعادن تلعب دوراً أساسيّاً في المحافظة على الجهاز المناعي والمقاومة للأمراض المعدية بصورة عامة».
وينصح المخرق، الأمهات والآباء بالتقليل من إعطاء الأطفال الأغذية المثلجة، والمعلبات والإكثار من تناول الغذاء الطازج الذي يحتوي على الفيتامينات والمعادن والأملاح.
وأشار المسقطي إلى أنه وعلى رغم الفائدة الكبيرة التي يتم جنيها من استخدام المواد الحافظة في المنتجات الغذائية، فإن هناك بعض المضار الصحية، وربما يؤدي الاستخدام الطويل أو بكميات غير مسموح بها إلى الإصابة بأمراض صحية مختلفة بحسب ما توصلت إليه بعض الدراسات العلمية.
وقال: « رغم أنه لا يوجد دليل علمي يثبت ضرر المضافات الغذائية إذا كانت في الحدود المسموح بها؛ فإن الزيادة عن الحدود المسموح بها من تلك المواد الحافظة تؤدي إلى مضاعفات وآثار صحية سلبية خطيرة كما بينها عدد آخر من الدراسات العلمية والحالات المرضية للإنسان ولحيوانات المختبر المسجلة والتي تمت دراستها من قبل الباحثين والمنظمات العلمية والطبية المختلفة».
آليات للرقابة والتفتيش على الأغذية المصنعة أكد المسقطي أن تفتيش ومراقبة الأغذية يلعبان دوراً أساسيّاً ومهمّاً في حماية المستهلك من الأغذية غير الصالحة للاستهلاك، وأن قسم مراقبة الأغذية يعمل جاهداً على تفتيش ومراقبة الأغذية عن طريق التحكم في الأغذية المستوردة، والتفتيش على أماكن تصنيع وتحضير وبيع وتخزين المواد الغذائية.
وأشار المسقطي إلى آلية التأكد من صلاحية المواد الغذائية المستوردة والمصنعة محليّاً وما تحويه مثلاً من مواد حافظة أو مدى مطابقتها للمواصفات، وذلك عن طريق قيام المختصين في قسم مراقبة الأغذية بإرسال عينات من تلك المواد الغذائية بشكل دوري ومستمر إلى مختبر إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة مستخدماً تقنيات تؤهله لإجراء التحاليل الكيميائية والميكروبيولوجية اللازمة لمعرفة مدى سلامة ومطابقة المادة الغذائية للمواصفات المعتمدة دوليّاً بشأن المواد الحافظة المسموح باستخدامها وطرق تحليلها مختبريّاً.
وقال: «يقوم المختصون في قسم مراقبة الأغذية باتباع مواصفة البطاقة الإعلامية (المعلومات الإيضاحية الموجودة على عبوة المادة الغذائية) المعتمدة خليجيّاً من قبلGSO، وإذا أظهرت النتائج المختبرية مثلاً زيادة الكمية المضافة من المواد الحافظة ضمن محتويات المادة الغذائية عن الحدود المسموح بها أو وجود مادة حافظة لم تذكر من ضمن قائمة المحتويات المطبوعة على العبوة؛ فإن ذلك يخالف القوانين والأنظمة ويتم اتخاذ ما يلزم، حيث إن تناول جرعات بمعدلات أعلى من المسموح به قد يؤدي إلى تراكم هذه المواد في جسم الإنسان أو تحولها إلى مركبات ومواد يكون لها تأثير سلبي وقد تحدِث بعض الأضرار الصحية الأخرى».
وقد يصل الإجراء المتخذ ضد المخالفين إلى إتلاف تلك المادة الغذائية أو تصديرها إلى بلد المنشأ على نفقة المستورد أو صاحب المعمل أو المصنِّع لمخالفتها للمواصفات والقوانين المختصة بهذا الجانب، لذلك ينبغي على المستهلكين أن يشعروا بالأمان بشأن الأطعمة التي يتناولونها».
و رغم الجدل العلمي العالمي حول منافع ومضار المواد المضافة والمشكلات الصحية التي قد ترتبط باستهلاك المواد الحافظة، فإن المسقطي ينصح المستهلكين وخصوصاً الآباء والأمهات بحث أطفالهم على تناول أغذية صحية مفيدة قدر المستطاع مثل الفواكه والخضراوات الطازجة الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية لبناء الجسم بشكل سليم ومحاولة صرف اهتمام أبنائهم، وخصوصاً فئة الأطفال ما بين سنة إلى أربع سنوات لضعف جهاز المناعة لديهم، عن استهلاك مواد غذائية تحتوي على مضافات غذائية مثل المواد الحافظة والألوان الصناعية قدر المستطاع.
وفي محاولة لرسم أبعاد تلك المشكلة أجريت العديد من الدراسات كان آخرها دراسة بريطانية قامت بها في مطلع هذا العام جمعية «الشراكة بين الأطباء والمرضى» على 800 طفل بريطاني، وكشفت هذه الدراسة أن 25 في المئة من هؤلاء الأطفال يعيشون على الحلوي ورقائق البطاطس الجاهزة، و75 في المئة منهم ليست لديهم أية فكرة عن كمية الفواكه والخضراوات التي تحتاجها أجسامهم، كما اعترف مئتان منهم أنهم أثناء ذهابهم إلى المدرسة لا يتناولون فطورًا منزليّاً، بل يتناولون بدلاً منه حلويات ورقائق بطاطس جاهزة.
كما أشارت دراسة بريطانية أخرى تمت على 1700 طفل وطفلة تتراوح أعمارهم بين الرابعة والثامنة عشرة ان نسبة كبيرة من الاطفال يفرطون فى تناول الأطعمة الجاهزة، مثل: رقائق البطاطس المقلية، والبسكويت، والشوكولاتة، كما أن مستوى الملح في أطعمتهم ضعف المستوى المقبول صحيّاً، بالإضافة إلى أن الأطفال يستهلكون كثيرًا من الأملاح المعدنية المضافة.
وأوضحت الدراسة، ان الأطفال لم يتناولوا الفواكه على الإطلاق خلال فترة إجراء البحث التي استغرقت أسبوعًا، وقد حذرت تلك الدراسة من أن تناول الصغار لمثل تلك الأطعمة قد يسبب لهم مشاكل صحية خطيرة في المستقبل، حيث إن الغذاء غير الصحي أحد أهم أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان والقلب والشرايين.
الكثير من أولياء الأمور يبدون حرصاً شديداً على مراقبة ما يتناوله أبناؤهم من أطعمة، ولديهم الكثير من الأسئلة التي يبحثون عن إجابات عليها من قبل المتخصصين في الأغذية، فيما يُسمح لأبنائهم بتناوله من عدمه، وللوقوف على ذلك، كشف اختصاصي سلامة أغذية أول بقسم مراقبة الأغذية بوزارة الصحة باسل المسقطي عن أن كل الطعام الذي نأكله يتكون من مركبات كيميائية طبيعية أو صناعية قد يكون وجودها طبيعيّاً أو تتم إضافتها من قبل مصنِّعي الأغذية والتي تحدد النكهة واللون والقيمة الغذائية والقوام.
وقال: «يوجد الكثير من المضافات الغذائية من ضمنها - على سبيل المثال - المحلِّيَات التي تضاف بكميات بسيطة بديلاً عن السكر وقد يكون أحياناً مع أو بدون سعرات حرارية إضافية، والألوان الصناعية أو الطبيعية ووظيفتها تعويض فقدان اللون بسبب التعرض للضوء والهواء ودرجات الحرارة القصوى والرطوبة أثناء التصنيع أو التخزين أو إضفاء لون محبب للمادة الغذائية».
وأضاف «توجد طرق أخرى لحفظ الأغذية ومنها إضافة مواد حافظة تمنع أو تبطئ نمو الميكروبات، وفي الواقع فإن أكثر مصنّعي الأغذية يضيفون موادَّ حافظة خلال تصنيع المواد الغذائية. ومن الأمثلة الأخرى لحفظ الأغذية، استخدام التجميد والغليان والتبريد والبسترة والتجفيف والتخليل ومراقبة درجة الحموضة (pH) والتحكم في المحتوى المائي (Aw). ومن الأهداف الرئيسية لاستخدام كل تلك الطرق وغيرها هو الحفاظ على المادة الغذائية من التلف ولإطالة فترة صلاحيتها من دون التأثير على جودتها ولونها أثناء النقل أو التخزين إلى حين وصولها إلى المستهلك».
و نوه المسقطي بأن جميع المواد الحافظة المستخدمة في المواد الغذائية المستوردة أو المصنعة في معامل ومصانع الأغذية في البحرين مسموح باستخدامها بحسب مواصفات خليجية وعالمية تم اعتمادها بناءً على دراسات علمية أجريت على فترة طويلة أظهرت عدم ضرر تلك المواد على الإنسان.
وأكد وجود ضوابط وقوانين صارمة بهذا الخصوص تحدد فيها النسب والكميات المسموح بإضافتها إلى المواد الغذائية، ولا يتم استخدام تلك المواد الحافظة إلا بعد موافقة الجهات المخولة إعطاء الموافقة على الكميات المسموح باستهلاكها يوميّاً مثل هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (GSO)، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، إضافة إلى هيئة الدستور الغذائي (CAC)، واللجنة المنبثقة عن هيئة الدستور الغذائي وهي لجنة المواد المضافة والملوثات (JECFA) والتي تعتمد في عملها على خبراء متخصصين تحت إشراف هيئة الصحة العالمية «الفاو». ومن بعض مهام لجنة JECFA أنها تقوم بتحديد الحدود القصوى للاستهلاك لكل مادة حافظة لكل كجم من وزن جسم الإنسان، والموافقة على المواد الحافظة ونقاوتها وإيجاد طرق تحليل مختبرية مناسبة للكشف عن نسب ونوع المواد الحافظة في الأغذية
العدد 3409 - الجمعة 06 يناير 2012م الموافق 12 صفر 1433هـ
شكرا لكم وجزاء اللهة لكم والله يطول بخاطركم والله يحفظنا من الامراض الخبية اللهم اعنا عليك واسترنا من كل مرض
ودليل اخر (فاذا مرضت فهو يشفين ) وانا اشكر كل العلماء على بحثهم الرائع والله كنافي اخر الزمان عدم امانة في صنع الاشياء خيانة الله يعين
morykoky
ولهى كلام جميل والواحد مصدقه بس المهم نقدر ورننا يقوينا على السيطره على الاطفال انا ام لطفلين وبيعشقوا الشيبسى وانا كمان المهم انا احنا عرفنا وفهمنا ولا زم ناخز قرارنا ونقاطع ونقلل من الحاجات المضره ولازم يكون فى رقابه حرام عليهم دى صحه اطفال وكبار وشكرا اوى
حبيبة الرحمن
انا طالبة فى المدرسة انا ولدتى بتمنعنى عن تناول الشيبس بس لما بروح المدرسةلازم باكل الشيبس لان زملائى وانا با كله زيهم بس لما باكله انا بشبع بس فى الاخر بحس بهبوط
وعلى المسئولين ان يمنعوا الاعلانات التى التى يكون عليها الالوان مثل الشيبس والحلويات والمشروبات الغازيه
كانت معكم حبيبة الرحمن الطا لبة فى المدرسه الثانوى ا
لا شيء
ماذا عن اسماء الصبغات المضرة يجب وضع اسماء مصانع او اسماء السموم للحفاظ على عدم التسمم
نرجو الحذر من المواد الحافظة
المواد الحافظة لها تأثير مباشر على صحة الاطفال من جراء تناول وجبات تحتوي على مواد حافظة مضرة .
فنرجوا من الاطباء توضيح لنا ما هو مضر من تناول هذه المأكولات
الوجبات السريعة مضرة
الكثير منا يأكل وجبات سريعة او مجمدة هذه تحتوي على مواد حافظة فتكون مضرة على اطفالنا
وين رقابة وزارة الصحة
المواد الحافظة لها تأثير عندما يتناولها الطفل باستمرار
نعم عندما يتناول الاطفال باستمرار الجبس او المينو او الزبادي او اي مأكولات تحتوي على مواد حافظة باستمرار فإنها سوف تكون لها تأثير كبير علي الاطفال ويسبب لهم امراض من ضمنها الحركة الزايدة او الحساسية او مرض السرطان
ارجو من الامهات متابعة اطفالهم في الاكل خصوصا من محلات السوبر ماركت او المدارس
نعم يستحق المتابعة
قرأت الموضوع اني وكوني ام لأطفال تقاعلت مع الموضوع واردت ان تقوم وزارة الصحة بتوضيح لنا كيف ان بعض المأكولات تكون مؤثرة.
ارجو ان توضح لنا وزارة الصحة هذا التأثير فأن المواد الحافظة مخيفة على اطفالنا
موضوع يستحق المتابعة
اين دور الرقابة من الجهات المسئولة، سواء بوزارتي التربية او الصحة. اين دور رقابة التجارة في نشر الاعلانات
الموضوع يستحق المتابعة فتأثير المواد الحافظة مشكلة لاأطفالنا يصيبهم المرض.
شكرا وارجوا متابعة الموضوع
الموضوع فى غاية الأهمية ولكن كان يجب نشر تقرير أو تحليل لعينة مثل السناكس وما شابهها لمعرفة وتوعية الأفراد إذا وجدوا مثل هذه الأشياء أن يتجنبوها وللتأكيد على مدى حدة خطورتها للتوعية .