شهدت العشرية الأولى من القرن الجديد محاكمة عددٍ من رؤساء الجمهوريات العربية الديمقراطية الشعبية... بدأت بالعراق ولا يبدو أنها ستنتهي في مصر.
الحدث المصري عِبرةٌ لمن اعتبر، وعَبْرةٌ لمن استعبر! فهل يظنّ الرئيس المخلوع حسني مبارك أنه سيكسب عطف الشعب المصري عندما يستمر في تمثيل دور الضحية الغلبان؟
ألم يكتشف بعد أن هذا التمثيل الفاشل لم يعد يستدر عطف أحدٍ من المصريين؟ وهل يعتقد أن المشاهدين يصدّقون أنه لم يعد قادراً على الوقوف على رجليه؟ فلماذا يتصرف بهذه الطريقة البائسة التي ترفّع عنها آلاف من معارضيه الذين عذبوا في سجونه ومثلوا أمام قضاته، وصدرت عليهم أحكام بالقتل والسجن في عهده الميمون؟
هل يعتقد مبارك أنه سيستفيد من إصراره على الوصول إلى المحاكمة وهو ممدّدٌ في سرير، مرةً جواً في هليكوبتر، ومرةً بحراً في باخرة، ومرةً ثالثة براً في سيارة إسعاف؟
لقد شاهدنا الكثير من المحاكمات في الثلاثين عاماً الأخيرة، لكن محاكمة حسني مبارك السيد ستدخل ضمن أعجب المحاكمات، وكلما طالت كلما تكشّفت أسرار فترة حكمه وفضائحها ونكباتها.
في آخر جلسات محاكمته أمس الأول، وصفته النيابة العامة بأنه كان طاغيةً فرض حكماً ديكتاتورياً خلال 30 عاماً، وبأنه كان يسعى لتوريث الرئاسة لابنه الأصغر جمال. وهي ليست تهماً بل حقائق ووقائع قامت عليها سياسة الدولة تدعيماً لحكم أسرته، وتوريث مصر بمن عليها ليحكمها ابنه المنقذ!
في أيام حكمه الأخيرة، وقف مبارك يستعطف المصريين ويمنّ عليهم بأنه عمل في الجيش! وفي الجلسة الأخيرة وجه له النائب العام تهمة التآمر لقتل متظاهرين سلميين، وأعانه على ذلك وزير داخليته (العادلي) وستة من كبار ضباط الشرطة السابقين. وفيما يجهد محاموه ليدفعوا عنه هذه التهمة الشنيعة (القتل وسفك الدماء)، يتظاهر المئات أمام مقر محاكمته، للإسراع في إصدار الحكم وتنفيذ العدالة، وبعضهم يطالب بالقصاص وحكم الإعدام.
كثيرٌ من هؤلاء فقدوا أولادهم وإخوانهم في أحداث الثورة التي أطاحت بالطاغية، فهناك 850 شهيداً، وستة آلاف جريح، بعضهم فقد عينه أو أصيب بعاهة مستديمة. منهم من قتل بالرصاص أو دهساً تحت عجلات المجنزرات، وبعضٌ قضى بالحجارة والطوب والسكاكين في غزوة الجمل. وهناك قسمٌ رابعٌ قضى تحت التعذيب في السجون.
أهمية محاكمة مبارك أنها تستهل صفحةً جديدةً في حياة العرب السياسية، تقوم على مبدأ المحاسبة وتطبيق العدالة، وعدم الإفلات من العقاب. ورغم أن العراقيين حاكموا رئيسهم السابق صدام حسين في جلساتٍ علنيةٍ بثت على الهواء واستمرت لأكثر من عامين، إلا أن التهييج الطائفي حوّل الطاغية إلى ضحيةٍ في عيون الكثير من الشعوب العربية. بل إن بعض المشايخ قلّده من عنده وسام «شهيد الأمة»، نكايةً بمن نفّذوا فيه حكم القصاص. ومن حسن حظّ الشعوب العربية أنها لن تخضع للابتزاز والتضليل الإعلامي ذاته في حالة مبارك، فهو لم يعيّن حامياً لبوابةٍ، ومن يحاكمونه ليسوا من الشيعة أو الأقباط!
الرئيس الذي أذل الشعب المصري العظيم وحوّل مصر إلى دولةٍ متسوّلةٍ، وأفسد الحياة السياسية طوال ثلاثة عقود، وكان يفاخر بشدته وبتشديد الخناق على غزة في حرب الإسرائيليين عليها وتفجير الأنفاق... اكتشفنا في الجلسة الأخيرة أنه كان خاضعاً لزوجته سوزان ثابت (سوزان مبارك سابقاً) لتوريث حكم مصر لابنها المدلل جمال
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3406 - الثلثاء 03 يناير 2012م الموافق 09 صفر 1433هـ
|ابوحسين|
يوم كان بعده على الكرسي كان حصان مافيه شي
حسني
الرئيس المومياء حسب الكاتب قاسم حسين. وأعجبني الزائر 13 بوصفه الرئيس النائم. وأنا اقترح الرئيس المحنط. ويا ما حنشوف ألقاب...
زعماء المحروسة
عرفت مصر ثلاثة رؤساء منذ يوليو 52 : الزعيم الخالد جمال عبد الناصر والرئيس المؤمن انور السادات و الرئيس النائم حزني مبارك
سلمت من كل اذي
لي تعقيب هو ان الشهداء وصلوا حتى الأن اكثر من 1500 شهيد لأننا شهدنا مواقع غي الجمل منها ماسبيرو ومحمد محمود والقصر العيني .. ايضاً مايضاف ان مبارك يحكم علية من شعبة وليس الأمريكان كما حكم على صدام حسين .. واخيرا الشعب يطال بسقوط حكم العسكر ونحترم جيشنا العظيم بدون جنرالتة الفاسدين
اشكرك على مقالاتك الرائعة
الانتقام
ليس من أخلاق العرب الاصلاح الانتقام . يجب إقرار الحقوق دون تشفى ودون استباق لقرار المحكمة
في عام 2011
(لم يتعظ فرعون مصر بما جرى**في جاره وهو العزيز المعتلي)
(عرشا يظن بأنه الموصى به**والأمر فيه أتاه من رب عل)
(فأزاحه طوفانها من أنفس**رفضوه في ميدانها كي ينزل)
(واليوم من بعد القصور ولهوها**يؤتى به من سجنه كالأرذل)
(ينهى ويؤمر في السرير ممددا**وابنيه أضحو عبرة المتأمل)
(فعلاء يصفق راحتيه بحسرة**وجمال ينذب حظه (في المحفل
"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون"
القصاص هو أمر الله تعالى لإقامة العدل واطمئنان الناس لأخذ حقوقهم ممن ظلمهم او اعان على ظلمهم لأن من أعان الظالم فهو ظالم مثله ٌقال تعالى ولا تركنو إلى الظالمين فتمسكم النار ونحن نوضح أن الظالم ومن يعاونه في النار سواء الحاكم أو المحكوم قضاء الله عادل . حسني مبارك ومن على شاكلته لن يحيدو عن هذا القضاء وهم يعلمون مراتبهم في النار ولكن من لا يخاف الله أمره عظيم عندالله. ولا نستطيع القول إلا يارب
ما أصبرهم على حر نارك؟ لكن النار مستفرهم ومقامهم.
بدون تعليق
سيذل الله قلب المعتدين
ويعز الأولياء الصالحين
ياسيد ماتعرفون ماهو مغزاه من كل ذلك
هو يتحين اللحظة التى قد ينزلوه نائما مسجا من على السرير دايركت الى الحفرة الترابية فلذلك هو يتلذذ ويستمتع بنومة وقيلولة الدنيا الاخيرة قبل فراقها لانه لايريدها ان اتكون إن دايركت من فوق السرير الى المشنقة ثم التحنيط كمومياء ومن ثم التسجي فى التراب لا يريد هافباك يريد دايركت نت كورنر الظاهر الملوك العظام خاصة ابناء فرعون وشاكلاتهم لهم فلسفة خاصة فى استقبال عزرائيل
تحيا مصر
"الرئيس الذي أذل الشعب المصري العظيم وحوّل مصر إلى دولةٍ متسوّلةٍ" ، فعلا إن الشعب المصري لعظيم لإتاحة الفرصة لرئيسها السابق للمحاكمة.
ابو غائب
من ينزل من الطيارة فز مثل الثعلب. انه مكار لكن العب على غيرها. وحبل المشنقة ينتظرك وينتظر امثالك
لو تصور كل حاكم أنه مكان السيد الريس ,,,
لو تصور كل حاكم عربي انه مكان السيد الريس اختفى الظلم من اوطاننا
عزبة مو دولة
كانوا يحكمون عزبة وليس دولة. بعد ما يموت يورث الحكم لابنه المدلل جمال. هكذا كانت مصر قبل الثورة.
ممثل فاشل
كان طيارا فاصبح رئيساً بالصدفة.... واكتشف شعب مصر انه ممثل ولكنه ممثل فاشل جداً. كلما اشاهده يمثل هذا الدور يزيد احتقاري له.
محاكمة العصر
سبحان الله المنتقم الجبار. قبل سنة كان يتحكم في رقاب 85 مليون مصري، واليوم يجرجرونه على سرير مثل المومياء كما قلت يا سيد. ان في ذلك لعبرة.