أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أمس الإثنين (2 يناير/ كانون الثاني 2012) أن إيران أجرت تجربة ناجحة لصاروخين عابرين للقارات، أحدهما متوسط المدى والآخر قصير المدى، في اليوم الأخير من مناوراتها البحرية في مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة إلى حركة النقل البحرية النفطية حيث تؤكد طهران أنها قادرة على قطعها.

وتجرى هذه المناورات فيما تهدد الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتبني عقوبات ضد الصادرات النفطية الإيرانية لإجبارها على التراجع في ملف برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أن إيران «اختبرت بنجاح» صاروخ أرض-بحر عابر للقارات من نوع «قادر» يبلغ مداه 200 كلم.

وقال المتحدث باسم المناورات العسكرية التي تجريها البحرية الإيرانية في منطقة مضيق هرمز، الأميرال محمود موسوي إن «هذا الصاروخ الذي بناه الخبراء الإيرانيون نجح في إصابة هدفه ودمره».

وأضاف «إن قادر هو نظام صاروخي حديث جداً مجهز برادار فائق الدقة تم تحسين مداه وجهازه الذكي الذي يمنع رصده مقارنة بالأجيال السابقة».

ولاحقاً أعلن موسوي للتلفزيون الرسمي عن «تجربة ناجحة» لصاروخ «نصر» قصير المدى.

وتابع «ستجرى تجربة صاروخ أرض-أرض من طراز (نور) بعد الظهر». وأضاف «إن نظام (نور) الحديث جداً تم تحسينه في نظام منع رصده بالرادار ونظام رصد الهدف».

وصاروخ أرض-أرض المتوسط المدى (200 كلم)، نور مشتق من صاروخ سي-802 الصيني الذي يتراوح مداه بين 120 و180 كلم.

وكان موسوي أكد الأحد أنه في اليوم الأخير للمناورات «ستعتمد السفن الحربية للبحرية إجراءات جديدة تكتيكية تظهر قدرة إيران على منع أي حركة ملاحية في مضيق هرمز إن قررت ذلك». وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن مراقبين من دول صديقة وعلى الأخص عسكريين سوريين يحضرون المرحلة الأخيرة في المناورات.

وقامت البحرية الإيرانية الأحد بتجربة صاروخ أرض-جو من نوع «محراب». وهذا الصاروخ الذي «صمم وصنع» في إيران «مجهز بأحدث تكنولوجيا لمحاربة الأهداف الخفية والأنظمة الذكية التي تحاول اعتراض الصاروخ»، بحسب موسوي.

وانتقدت الولايات المتحدة مؤخراً «سلوك إيران غير العقلاني» مؤكدة أن «أي إرباك للحركة الملاحية في مضيق هرمز ليس مسموحاً».

غير أن إيران أعلنت الأحد عن خطوة إضافية في برنامجها النووي مؤكدة أن علماءها «أجروا تجربة على أول قضيب وقود نووي ينتج محلياً من مخزون اليورانيوم الخام في البلاد».

من جانبها، اعتبرت فرنسا أن التجارب الإيرانية لصواريخ عابرة للقارات أثناء مناوراتها البحرية في مضيق هرمز تشكل «رسالة سيئة جداً إلى المجتمع الدولي»، على ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الإثنين.

وصرح المتحدث باسم الخارجية، برنار فاليرو في لقاء صحافي «نأسف للرسالة السيئة جداً التي وجهتها التجارب الصاروخية الأخيرة التي أعلنت عنها إيران إلى المجتمع الدولي في إطار مناوراتها العسكرية الجارية».

وتابع فاليرو «نذكر بأن تطوير إيران برنامج بالستي يثير قلقاً كبيراً لدى المجتمع الدولي. ولهذا السبب منع القرار 1929 إيران من مواصلة أي نشاط يتعلق بالصواريخ البالستية التي يمكن تزويدها بشحنة نووية».

وكررت باريس التأكيد على «ضرورة الحفاظ على مناخ مؤات لحرية التنقل في المضائق» بعد التهديدات الإيرانية مؤخراً بإغلاق مضيق هرمز في حال فرض عقوبات على صادراتها النفطية.

وقال فاليرو «في الإطار الأوروبي تتواصل المناقشات من أجل تطبيق سريع لهذه المقترحات. النقاشات تتقدم بشكل جيد»